أصبحت ويني مانديلا رمزًا بارزًا للنضال في جنوب أفريقيا ضد سياسة الفصل العنصري، عندما عوقبت بالسجن لنشاطها من أجل حقوق السود في جنوب أفريقيا ولإطلاق سراح زوجها المعتقل، وظلت هي وزوجها نيلسون مانديلا أشهر زوجين سياسيين في البلاد، إلا أن مانديلا طلقها لاحقًا في عام 1996.
وظلت بعد انفصالهما تحمل لقب زوجها كما ظلت صلاتهما متواصلة، ما أثار موجة انتقادات لها بأنها تحاول استثمار اسمه من أجل تحقيق فوائد سياسية.
ودعها الآلف في جنازة حاشدة
واجتمع عشرات الآلاف من مواطني جنوب أفريقيا في ملعب جوهانسبرغ الأحد في جنازة عاطفية وصاخبة ومفتوحة على الصعيد السياسي للناشطة المناهضة للفصل العنصري ويني مانديلا، الزوجة السابقة للرئيس نيلسون مانديلا، وكان من بين المعزين نائب المفوض السامي البريطاني إلى جنوب أفريقيا، بن ليويلين جونز، وعارضة الأزياء نعومي كامبل.
واستمرت السيدة مانديلا، التي توفيت في الثاني من إبريل / نيسان، عن عمر يناهز 81 عامًا، في العيش في ضاحية سويتو، على بعد أقل من ميل واحد من ملعب أورلاندو الذي أقيمت فيه جنازتها وقد قامت بحملة مثيرة للجدل خلال أسوأ سنوات الفصل العنصري.
كان تابوتها مغطى بعلم جنوب أفريقيا، وكان المكان ممتلئًا بأعضاء العائلة الذين ارتدوا اللون الأسود إلى جانب المجموعات السياسية الحزبية والتي ارتدت ألوانًا مميزة، وسكان من المجتمع المحلي الفقير الذي تعيش فيه.
ابنتها تلقي كلمة في الجنازة
ورقصت الحشود وغنت، وصاحت بنات السيدة مانديلا وزينزي وزينيا "القوة للشعب" وهو شعار أمهم طوال الحياة عندما كانت تتحدث على المنصات.وقالت زناني، سفيرة جنوب أفريقيا لدى الأرجنتين، إنها عائلة مانديلا قد أمضت سنوات عديدة في "حالة من الفزع العميق" بسبب الأكاذيب التي قيلت عن أمها، وأنها تعرضت لحملة تشويه طويلة الأمد مرتبطة بموت صبي في سن المراهقة.
"ماما ويني" بريئة
وقال مفوض الشرطة السابق جورج فيفاز، إنه قام بتحقيق كامل في جريمة قتل ستومبي سيبي البالغ من العمر 14 عامًا، الذي قتل كونه ناقل معلومات لنظام الفصل العنصري، ولم يجد دليلًا على أن السيدة مانديلا قد شاركت في قتله، وأضافت زناني، وهي تبكي " لقد تحقق حلمها في النهاية".
وقال الرئيس سيريل رامافوسا ، الذي يشرف على خطوة لتعديل دستور جنوب أفريقيا لتشمل مصادرة الأراضي الزراعية، إنه قبل وفاتها بوقت قصير، أخبرته السيدة مانديلا برغبتها في التجديد "لقد أرادتنا أن ننهي الانقسامات في مجتمعنا، لقد أرادت أن تُعاد الأرض إلى شعبنا".
ولفت صديق الأسرة أودو فرويسي، الذي حضر الجنازة "كانت ماما ويني تحب أن تلقى خطابها اليوم وخطابها القتالي، إن الملعب ممتلئ، إن هذا مبهج ومحزن في نفس الوقت".