تسنّى للروسية إيرينا فومينا، حفيدة الطيّار السوفييتي، فيودور دومبروفسكي، العثور على قبر جدها في إسبانيا، إذ قاتل دفاعا عن الجمهورية خلال الحرب الأهلية في ثلاثينات القرن الماضي، وفي حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية روت فومينا، التي زارت مقبرة بلدة سانتا كروز، قرب مدينة طليطلة الإسبانية مع ابنتها يفغينيا، قصة بحث عائلتها عن مكان دفن فيودور.
وقالت فومينا إن والدها بدأ في البحث عن قبر جدها في 1956، لكن كل ما عرفه هو أن فيودور دومبروفسكي دُفن في ضواحي طليطلة. وكان يتطلع إلى زيارة إسبانيا للعثور على قبر أبيه، لكن لم يسمح له بمغادرة الاتحاد السوفييتي لكونه ضابطا في الجيش، ومات دون أن يحقق حلمه.
وروت فومينا أن عائلتها علمت، قبل عامين من وفاة أبيها، من إحدى الكتب، تفاصيل المعركة الجوية التي أصيب فيها جدها، في 1936، بجروح بليغة وتوفي على أثرها في مستشفى محلي، لليوم التالي على المعركة.
وذكرت فومينا أنها واصلت البحث بعد رحيل أبيها عبر الإنترنت والأرشيفات العسكرية الروسية، إلى أن عثرت، صدفة، على معلومات عن إقامة نصب تذكاري على مدفن هؤلاء الطيارين، وأعربت عن شكرها للنشطاء الإسبانيين والدبلوماسيين الروسيين الذين يعود لهم الفضل في تحديد هذا المكان.
وشارك في مراسم إحياء ذكرى الطيارين السوفييت بمقبرة سانتا كروز دبلوماسيون روسيون ومسؤولون من بلدية المدينة، ونشطاء إسبان يعملون في مجال البحث عن مقابر جماعية وتحديد أسماء متطوعين قاتلوا في صفوف "الفرقة الزرقاء" الإسبانية ضد الجيش الأحمر، جنبا إلى جنب مع القوات الألمانية، أثناء الحرب العالمية الثانية، وأشار كبير مستشاري السفارة الروسية في مدريد، ميخائيل روسييسكي، إلى أن بعض السياسيين الذين لم يشاهدوا الحروب إلا على شاشة التلفاز، يرون أنه "من الممكن استخدامها كأداة للسياسة الدولية، إذا كانت تخاض بعيدا عن يخوتهم وقصورهم ولا يعاني منها ذووهم".
وأكد الدبلوماسي أن من واجب كل من روسيا وإسبانيا "التصدي لهذه التوجهات الخطيرة".