استضافت أوبرا وينفري، السيدة الأولى ميشيل أوباما، مع توديعها للبيت الأبيض، وتحدثت السيدة الأولى عن الثمانية أعوام الماضية، معربة عن آمالها في تقدم البلاد إلى الأمام، نافية نيتها الترشح لمنصب الرئاسة، مؤكدة أنها لم ترغب في أن تعيش ابنتيها ساشا، 15 عامًا، وماليا، 18 عامًا، مع والديها في منصب رئاسة البلاد، وانتقلت أوباما إلى البيت الأبيض معتقدة أنها ستكون تجربة إما حياة أو موت لبناتها، الذين كانت أعمارهم حينها 7 و 10 أعوام، وتعهدت السيدة الأولى بمساعدة خليفتها ميليني ترامب، وإجابتها على أي أسئلة لديها.
وأشارت ميشيل في حديثها الذي تم بثه على شبكة "سي بي إس"، إلى أن بابها سيظل مفتوحًا أمام ميليني، إذا ما احتاجت الإجابة على أي أسئلة في دورها الجديد، وهي نفس المجاملة التي قدمتها السيدة لورا بوش إلى ميشيل منذ 8 أعوام. وأكدت أنها وزوجها أصبحا أكثر قربًا خلال الأعوام الثمانية التي قضوها في البيت الأبيض، موضحة أنه خلال فترة الرئاسة يعدّ الزوج الشخص الوحيد الذي يعرف حقًا الأشياء الجيدة والسيئة. وذكرت السيدة الأولى بشأن ما إن كانت تنوي الترشح لمنصب الرئاسة، قائلة "أنا لست خجولة لقد أثبت ذلك، أنا مباشرة جدًا وإذا كنت مهتمة بالأمر كنت سأقول ذلك، لا أعتقد في اللعب بالأمور، وهذا شئ لن أفعله، الناس لا يدركون مدى صعوبة الأمر، إنه ليس مجرد شيء سهل تطلب من عائلة فعله مرة أخرى".
وأوضحت أوبرا أن 8 أعوام كافية ما دفع ميشيل إلى أن تتخيل كيف يشبه الأمر لقضاء 16 عامًا، قائلة "لن أفعل ذلك في أطفالي، الناس لا يفهمون حقيقة الأمر، كل فرد وطفل في أي عائلة ستأتي هنا تنقلب حياتهم رأسًا على عقب، بطريقة لا يفهمها أي أميركي، ولا يمكننا أن نشكو حول هذا الأمر، إنها ليست مجرد شكوى إنها الحقيقة، إنه حمل له ثقله"، وبيّنت ميشيل أن الحزب الديمقراطي لم يطلب منها الترشح لأي منصب، وأنها لم تتلق محادثة عن هذا الأمر، وقالت ميشيل إنها لم تقدم أي نصيحة لميليني خلال لقاؤهما في البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين الثاني، لأن الأمر كان سابقًا لأوانه، إلا أنها وصفت اللقاء بكونه لطيفًا، مشيرة إلى أن ميليني ربما لم تكن تعرف الأسئلة التي يفترض أن تطرحها.
وكشفت ميشيل عن الانتخابات الأميركية التي كانت تدعم فيها مع زوجها هيلاري كلينتون، قائلة "كانت الانتخابات الماضية صعبة بالنسبة لي كمواطن لمشاهدتها وتجربتها، لقد كانت مؤلمة"، وأعلنت السيدة الأولى أنها ذهبت للفراش مبكرًا ليلة الانتخابات، وكأنها كانت تعرف النتائج وتأكدت أفكارها صباح اليوم التالي عندما نظرت في هاتفها، وتحدثت ميشيل عن خطابها في نيو هامبشاير خلال الحملة الانتخابية، عندما انتقدت تصريحات ترامب بأن المشاهير يمكنهم الإمساك بالنساء من مناطق حساسة في أجسادهم، قائلة " كانت استجابتي في ضوء وجهة نظري كأنثى، وما سمعته من بناتي ورد فعلهم كان يتطلب استجابة مختلفة".
وأعلنت ميشيل أنها أصبحت أكثر نضجًا في التعامل مع النقاد، عندما استقرت في البيت الأبيض، قائلة "دعونا لا ننسى فأنا لم أستيقظ من النوم لأجد نفسي السيدة الأولى، لكني درست القانون وعملت لفترة في المدينة، وعملت في إدارة منظمة غير هادفة للربح وكنت مسؤول تنفيذي في إحدى المستشفيات، لقد عملت في كل القطاعات، وعند القيام بذلك بالطبع ربما تجرح مشاعرك من خلال بعض الأشخاص الذين يقولون أشياء غير صحيحة ليست فقط عن العرق، إنها الحياة تضربك ويجب عليك أن تتعلم كيف تحمي نفسك"، وتحدثت ميشيل عن وصفها من قبل منتقديها بكونها امرأة سوداء غاضبة، مضيفة "هذه واحدة من الأشياء التي أشرت إليها، أنت لا تعرفني أنت فقط تظن أنك تعرفني، من أين جئت بهذه الفكرة"، وأوضحت ميشيل أنها أدركت أن التعليقات العنصرية ليست عنها ولكنها عن الناس الذين يكتبونها.
وتابعت ميشيل "فكرت فيما بعد، اسمحوا لي أن أعيش حياتي بصوت عال ليراني الناس ويحكموا بأنفسهم"، وذكرت ميشيل بشأن الوقت الذي قضاه أوباما في منصبه "كنا نتعامل مع انهيار وضعنا المالي غير المسبوق، ومعظم الناس لا يتذكرون ذلك البلاد كانت تنهار"، وأثبت أوباما مدى قربه لزوجته، مشيدًا بها كسيدة أولى، وقال أوباما لأوبرا "جميعنا نعرف أنها كانت رائعة وجذابة وقوية وأم رائعة، لكني أعتقد أنها كانت تمزج السياسة بالمتعة، ولذلك استطاعت الوصول إلى ما هو أبعد من واشنطن في مبادرات الرعاية الصحية، كما أن عملها الأسري العسكري كان بارعًا".
وبيّنت السيدة الأولى بشأن إدارة زوجها، أنها تعتقد أنه نجح في إعطاء الأمة شعورًا بالأمل، مضيفة "نحن نرى الفرق الأن ونعرف كيف يكون الشعور دون وجود أمل، الأمل ضروري وباراك لم يتحدث فقط عن الأمل لكونه شعار جيد يجذب مزيدًا من الناخبين، لكننا نعتقد أنا وهو والكثيرون ماذا يمكن أن يكون لدينا إن لم يكن لدينا أمل"، وأعربت ميشيل أنها تتطلع إلى استعادة بعض من الخصوصية، كما أن والدتها التي انتقلت إلى البيت الأبيض مع الأسرة، قبل 8 أعوام، ستعود إلى شيكاغو وستزورهم من وقت لآخر.
واتفقت ميشيل وأوبرا على خطط للذهاب للتخيم، وأنهت أوبرا اللقاء بسؤال ميشيل عما كانت تطلبه في صلواتها للبلاد، وأوضحت السيدة الأولى أنها كانت تصلي من أجل الأمل، مضيفة "أتمنى لهذا البلد أن نبقى متطلعين للأمل، وأن نجد مكانًا في قلوبنا لحب بعضنا البعض، إنه أمر بسيط، فقط افتحوا قلوبكم لبعضكم البعض".