احتضنت السيدة الأولى للولايات المتحدة، ميشيل أوباما، الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش أثناء افتتاح متحف سميثسونيان الوطني الجديد للتاريخ وثقافة الأميركيين الأفارقة، السبت، وقامت ميشيل بمسك يد بوش والابتسام قبل قيام الرئيس الأميركي، باراك أوباما بإلقاء الخطاب الذي أعلن فيه عن الافتتاح الرسمي للمتحف الذي بدأ إنشاءه في عام 2003، وتم الانتهاء في وقت سابق من هذا العام من بناء المتحف، الذي تم تصميمه من قبل المهندس المعماري البريطاني-الغاني، ديفيد أدجاي.
ويحتوي المتحف على 3000 معروضة، ولكن ركز أوباما على التحدث عن "حجر العبيد" خلال خطابه المطول الذي ألقاه على حشد ممتلئ بالمشاهير أمثال أوبرا وينفري وويل سميث، وقال أوباما: "عند النظر لهذا الأثر يمكننا معرفة التاريخ، وكيف وصل لنا، بالاضافة إلى ما يمكن أن نقوم باستبعاده، هذا الحجر كان موجودًا في المكان الذي تفرق فيه الرجال والنساء عن بعضهم البعض، وتم تقييدهم".
وأضاف:"تعلم الشعب الأميركي قصص الأشخاص العظماء الذين قاموا ببناء هذه البلد، والذين قادوا الجيوش في المعارك، ولكن كثيرًا ما تم تجاهل قصص مئات الملايين من الآخرين الذين بنوا هذه الأمة أيضًا"، وأشار الرئيس الأميركي أن هذا المتحف سيساعد الناس على فهم التاريخ بشكل أفضل، كما أنه سيقوم بزيادة الترابط بين الناس.
ونشر بوش بعد افتتاح المتحف صورة على "إنستغرام" مع تعليق يقول فيه: "شكرًا سيدي الرئيس على التقاط صورة لي مع أسرة بونر. الأمة العظيمة لا تخفي تاريخها، بل تواجه مشاكلها وتصححها. المتحف الوطني الجديد للتاريخ وثقافة الأميركيين الأفارقة يقول الحقيقة: إن الدولة التي طالبت بالحرية قد قامت بتقييد الملايين بالسلاسل وهذه كانت خطيئة أميركا الأصلية. تشرفت بالتوقيع على مشروع قانون يسمح ببناء هذا المتحف الوطني وأنا مسرور لوجوده الآن".
وقال أوباما: "تاريخ الأميركيين من أصل أفريقي ليس منفصلاً عن قصتنا الأميركية الأكبر، إنها ليست في الجانب السفلي منها ولكنها شيء رئيسي في القصة الأميركية"، وأوضح أوباما أن القصة هنا لا تنتمي إلى الأميركيين السود فقط، لكنها تنتمي إلى كل الأميركيين، وبعد الانتهاء من الخطاب، قام باراك وميشيل أوباما بصحبة أسرة بونر برن جرس الحرية التاريخي، الذي كان موجودًا منذ عام 1886 في الكنيسة المعمدانية الأولى التاريخية في فرجينيا. يُعتقد أن الكنيسة من بين الكنائس المعمدانية الأولى التي تم انشائها بالكامل من قبل الأميركيين من أصل أفريقي.
تتكون أسرة بونر الأميركية من أصول أفريقية من أربعة أجيال أكبرهم هي روث بونر ابنة إيليا أودوم، وهو رجل ولد عبدًا في ولاية ميسيسيبي، وجلس أوباما وبوش جنبًا إلى جنب على مقاعد الشرف في حفل الافتتاح مع زوجاتهم، ميشيل أوباما ولورا بوش، كما انضم اليهم عضو الكونغرس، جون لويس والمدير المؤسس للمتحف لوني بانش.
كما حضر الافتتاح رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، بالإضافة للرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون ونائب الرئيس، جو بايدن، وتواجد في الحفل أيضًا الممثل روبرت دي نيرو والممثلة أنغيلا باسيت، بجانب المطرب ستيفي ووندر والمطربة باتي لابيل، وقبل أن يلقي باراك أوباما خطابه، قامت لابيل بأداء أغنية بعنوان "هناك تغيير سيأتي"، والتي ذكرت في ختامها اسم "هيلاري كلينتون" وهو ما جعل الحضور يصفقون بحرارة.