كشفت عارضة الأزياء السابقة وسيدة الأعمال إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنها لن تصبح جزءًا من إدارة والدها، وأنها ستركّز على كونها "ابنة" فقط، مشيرة إلى أنها متحمسة جدا للدفاع عن المرأة ولكن ليس بصفة إدارية رسمية، ومضيفة أنها "ذكرت في الحملة أنني متحمسة لبعض قضايا وسأدافع عنها، مثل المساواة في الأجور ورعاية الأطفال، هذه قضايا هامة للغاية بالنسبة لي، وأهتم أيضا بالتعليم وتوفير المزيد من فرص العمل، أهتم بالكثير من القضايا ولكن ليس من الناحية الإدارية الرسمية"
وشاركت إيفانكا في لقاء مع برنامج "60 دقيقة" مع أشقائها تيفاني وإريك ودونالد جونيور ووالدها وزوجته ميلانيا ترامب، ويفكر أبناء الرئيس الأميركي في البقاء في نيويورك ورعاية أعمال والدهم، وأوضحت إيفانكا ووالدها أنهم لا يهتمون بما إذا كانت الحملة قد أضرت بالعلامة التجارية لترامب، مشيرة إلى أن "هناك ما هو أهم وأكثر خطورة"، وتابع ترامب: "أعتقد أن ما تريد أن تقوله إيفانكا هو أن الأهم بلادنا، البلاد أصبحت سيئة ونحن في طريقنا لإنقاذها، ولا يهمني إشغال الفنادق، إنه لا شيء مقارنة بما نقوم به".
وأفاد وسيط عقاري لصحيفة نيويورك بوست أن الأثرياء المقيمين في برج ترامب أرادوا الخروج منه بعد أن احتج المتظاهرون أمام أبوابهم عقب الانتخابات، كما وقّع المقيمون في البرج عريضة تطالب بإزالة اسم مرشح الحزب الجمهوري من الانتخابات، كما انخفضت الحجوزات في فنادق ترامب بنسبة 59% خلال النصف الأول من عام 2016، وحرصت إيفانكا خلال حملة ترامب على تحسين صورته، واضطرت إلى الدفاع عن والدها بسبب مزاعم الاعتداء الجنسي واعتذرت عن تصريحاته غير اللائقة والهجومية في احد لقاءاته عام 2005، وبين أبناء ترامب الآخرين أنهم لن يكونوا جزءًا من إدارة والدهم، وتوقّع إيريك ذلك موضحًا أن الرئيس سيبتعد عن عمله التجاري وأنه سيعتمد على أبناءه في إدارة أعماله التجارية أكثر من أي وقت مضى، ويعمل إريك وإيفانكا ودونالد الابن كنواب للرئيس التنفيذي في منظمة ترامب، وأفادت رودي جولياني احدى كبار مستشاري ترامب أنه لا يمكنه وضع عمله في ثقة عمياء ولذلك فإنه وضع أبناءه في هذا المنصب.
وأضافت جولياني: "انهم لا يستطيعون العمل في الحكومة لأن سيادة الحكومة ضد المحسوبية، وبالتالي إن لم يعملوا في الأعمال التجارية لوالدهم سيكونون بلا عمل"، وشاركت تيفاني الابنة الصغرى لترامب التي ظهرت قليلا في الحملة الانتخابية في البرنامج ودعمت انتصار والدها المذهل، وقالت إيفانكا عندما طلبت منها مضيفة البرنامج ليزلي ستال وصف ليلة النصر : "إنها تجربة يصعب وصفها بالكلام، يصعب وصف الإحساس عندما يصبح والدك رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، شعرنا بالفخر الكبير ، إنه أمر مثير بشكل لا يصدق"، واسترجع إريك جلب المزيد من الأصوات في المجمع الانتخابي، موضحًا أن العائلة تبادلت العناق بينما كان والدهم هادئًا.
وتحدث ترامب في أول لقاء تليفزيوني له باعتباره الرئيس المنتخب في مجموعة من القضايا الواسعة، وقدّم لمحة عن كيف ستكون فترة رئاسته، وسألته ستال عن المعينين المحتملين في المحكمة العليا وعن مزاعم قيام أنصاره بمضايقة الأميركيين من أصل أفريقي واللاتينيين والمسلمين ومثلي الجنس وعما إذا كان سيقوم بملاحقة هيلاري كلينتون قضائيًا كما تعهد، حيث بيّن ترامب عزمه على بناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك على الرغم من اعترافه أنه سيكون مجرد سياج في بعض الأماكن، وتعهد بترحيل أو حبس المهاجرين غير الشرعيين ممن يعتقد أن لديهم سجلات جنائية، لكنه لم يوضّح سياسة محددة تجاه المهاجرين غير الشرعيين الذين ليس لديهم سجلات إجرامية، مضيفًا: "بعد تأمين الحدود سنتخذ قرارنا بشأن هؤلاء الناس، ربما يكونوا أشخاصًا رائعين ولكن يجب أن نقرر ذلك"
وأشار ترامب إلى أنه من مؤيدي الحياة فيما يتعلق بقضية الإجهاض، متعهدًا بتعيين قضاة مؤيدين للحياة أيضا، ما يعني أنه ربما يحدث تغير في قرار "Roe v Wade 1973" والذي جعل الإجهاض جائزًا قانونيًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ما ربما أن يثير قضية الإجهاض كقضية حقوقية، ويعني ذلك أنه سيتم السماح بالإجهاض وفق شروط معينة، وتساءلت ستال "يعني ذلك أن بعض النساء لن يتمكنّ من الحصول على الإجهاض؟"، فأجاب ترامب "نعم وربما يضطرون إلى الذهاب إلى ولاية أخرى لإجراء ذلك"
ويتعين على ترامب تعيين قاضٍ واحد على الأقل من قضاة المحكمة العليا بدلا من أنطونين سكاليا، وبالنظر إلى سن القضاة الحالي يمكن لترامب تعيين 4 قضاة في المجموع خلال فترة رئاسته، وبيّن ترامب فيما يتعلق بزواج المثليين أن الأمر على ما يرام بالنسبة له وأن المحكمة العليا أرست هذه المسألة قانونًا، ولم يوضح ترامب موقفه من زواج المثليين لكنه أوضح أن سؤاله غير هام لأن زواج المثليين تم إدخاله قانونًا، مضيفًا: "تم الأمر بالفعل، وذهبت هذه الحالات إلى المحكمة العليا وأنا بخير مع ذلك"، فيما تهرب من الإجابة على سؤال بشأن مقاضاة هيلاري كلينتون نتيجة استخدامها للخادم الخاص بها، موضحا أنه لا يريد إيذائها واصفا عائلة كلينتون بأنهم أهل الخير، وأنه يريد التركيز على الرعاية الصحية والهجرة بدلًا من تضييق الخناق على منافسه السابق، ورافضًا الإجابة عما إذا كان سيحقق تعهده بشأن ملاحقة كلينتون.
وأعرب ترامب عن اندهاشه عندما واجهته المذيعة باتهام أنصاره بمضايقة الأميركيين الأفارقة واللاتينيين والمسلمين ومثلي الجنس واستخدامهم هتافات عنصرية ضدهم، موجّهًا لهم رسالة "لا تفعلوا ذلك إنه أمر فظيع ، لأنني سأوحد هذا البلد، أشعر بالحزن لسماع ذلك، يجب أن توقفوا ذلك، وسأقولها أمام الكاميرا أوقفوا هذه الممارسات"، ورافضًا الكشف عن خطته في محاربة تنظيم "داعش" لكن حملته الانتخابية أوضحت سابقا أنه سيدمر الجماعة المتطرفة، وعندما واجهته المضيفة بذلك أجاب "أنا لم أقل ذلك، أنا لا أريد أن أقول أي شيء، ولا أريد أن أخبرهم بأي شيء، لا أريد إخبار أي شخص بأي شيء".
وتحدّث ترامب عن انتقاده بشأن استئجار جماعات الضغط لرعاية انتقاله، مضيفا: "كل شخص يمثل جماعة ضغط المشكلة في النظام وسأقوم بتطهيره، أعني أن المكان بالكامل جماعة كبيرة ضاغطة".
وتحدّث ترامب عن لقائه مع أوباما حيث استمرا في الحديث لمدة ساعة ونصف، موضحًا أن الحديث كان من الممكن أن يستمر 4 ساعات، ومضيفا: "كان من الصعب إنهاء الحديث لأنه كان لدينا الكثير من الأشياء للحديث عنها، لقد قال لي الأشياء الجيدة والسيئة أيضا، وهناك أشياء صعبة في الوقت الراهن"، وتحدثا عن الشرق الأوسط، ووصف ترامب أوباما بالذكي مشيدًا بروح الدعابة لديه، وعندما سألت المذيعة ترامب عما إذا كان اللقاء محرجًا أكد أنه "لم نناقش ما قيل عن كل منا وأن اللقاء لم يكن محرجًا بالنسبة له".
وأفاد ترامب أنه سيبقي على أجزاء من حق أوباما في الرعاية الصحية، مثل القرار الذي يحمي الناس من الأمراض الموجودة من قبل والذي وصفه باعتباره واحدة من أقوى الأصول القانونية ثم تعهد في الوقت فسه بإبطال رعاية أوباما، وعندما سُئل عن حسابه على تويتر تعهد بأن حسابه سيتغير باعتباره الرئيس المقبل وأنه "سيكون مقيدًا للغاية إن كان لدي الوقت لاستخدامه على الإطلاق"، ومشيدًا بوسائل التواصل الاجتماعي لمساعدته في حملته الانتخابية، مضيفا "أعتقد أنها ساعدتني في الفوز في جميع هذه السباقات حيث يتم إنفاق الكثير من الأموال عما أنفقته، وأعتقد أن هذه الوسائل لديها قوة أكثر من الأموال، أعتقد أن ذلك ثبت إلى حد ما".
وتوقع ترامب أن يكون فريق إدارته كبير لأن هناك الكثير من الإنجازات التي يجب القيام بها، موضحًا أنه لن يتقاضى 400 ألف دولار كراتب رئاسي مضيفا: "أعتقد أنني وفقًا للقانون سأخذ دولار واحد، ولذلك سأحصل على دولار واحد فقط في العام"، ويعتقد ترامب أن من يخافون منه يخشونه فقط لأنهم لا يعرفونه، موضحًا أن بعض المحتجين كانوا محترفين وهو ما غرّد به على تويتر وأكده في لقائه مع البرنامج، وعندما سألته المذيعة عما يقوله لمن يتظاهرون ضده أجاب: "لا تخافوا، نحن ذاهبون إلى استعادة بلدنا، لقد أجريت الانتخابات وأنا مثلكم أحتاج لبعض الوقت، أعني أن الناس تتظاهر، وإذا فازت هيلاري وتظاهر أنصاري كان الجميع سيقول إنه شيء فظيع، وحينها كان الشعور سيكون مختلفا، وهنا ازدواجية في المعايير".