أطلق على الملكة رانيا، ملكة الأردن، لقب أجمل قرينات العالم، فهي صاحبة الأدوار المتعددة، تعمل دون كلل لتؤدي أعمالها الخيرية والتزاماتها بحقوق الإنسان، وتحرص على حضور أبنائها الأربعة في المناسبات الرسمية، وعلى القيام بدورها مع زوجها "شريك حياتها" الملك عبد الله الثاني ملك الأردن.
التقت الملكة رانيا بزوجها الملك عبد الله الثاني في حفل عشاء في عام 1993، وتزوجا بعد 6 أشهر فقط، ولكن على الرغم من الطبيعة الخيالية للقصة، إلا أن الملكة رانيا تصّر على أن وظيفتها ببساطة هي خدمة الشعب الأردني، قائلة في حوار لها مع مجلة "ستيلر" إن "كوني ملكة فهذه وظيفة مثل أي وظيفة أخرى، والأمر ليس متعلقًا بالتيجان أو العربات أو القلاع، فلقد التزمت أمام الشعب الأردني أن أخدمهم على أفضل ما بوسعي وأحاول أن أوفي بالتزاماتي كل يوم".
وأصبحت الملكة رانيا وهي أم لأربعة أطفال ملكة للأردن، عندما كان عمرها 28 عامًا كما تحدثت عن الأمومة وحثّت النساء الأخريات على "أن يستفدن من كل لحظة مع أبنائهن لأنهم يكبرون بسرعة"، وأضافت الملكة "أن تحقيق التوازن بين العمل والأمومة هو فخر للأمومة في حد ذاته بوظيفة بدوام كامل، ونصيحتي للأمهات العاملات هي أن يكن لطيفات مع أنفسهن"، وعلى عكس العديد من آراء العامة فإن الملكة رانيا ممتنة لوسائل الإعلام الاجتماعية وإتاحة الفرصة لتبادل جوانب حياتها مع 2.6 مليون متابع على إنستغرام، كما اعترفت الملكة رانيا أن أمر التواصل مع الناس وهي ملكة أمر صعب، وقالت إن وسائل التواصل الاجتماعي "فتحت نافذة على حياتي وإزاحة الغموض من حولي، وإنها تقلل من الإثارة وتدل أننا جميعًا نعيش حياة عادية، فلقد غيرت وسائل التواصل الاجتماعي طريقة حياتنا ومنحت صوتًا لمن لم يكن صوتهم مسموعًا، حيث ساعدتنا لنكون مستمعين بشكل أفضل وأكثر تسامحًا ووعيًا، بشأن ملايين القصص من حولنا".
وحصلت الملكة العاطفية على الجائزة الأولى لجمعية الصحافة الأجنبية، في الإنسانية وذلك في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، وانتهزت الملكة الفرصة لحثّ الناس على استخدام إمكانات الاتصال المتزايدة في عالمنا لإحداث تغيير، وحذّرت الملكة رانيا من "التدفق الحر للأفكار والناس"، ليسوا أمرًا ضروريًا يقود إلى تحسن القيم الإنسانية. وقالت الملكة إن الناس بحاجة إلى وقف "دفع البعض للبعض الآخر بعيدًا"، وأضافت الملكة في ذلك الوقت "تهاجر سياستنا إلى التطرف كما أننا نخسر الرأي الوسطي، وأصبح الحديث عن الانغلاق بدلًا من الانفتاح والانعزالية وليس التعاون وبناء الحدود بدلًا من الجسور".
وتابعت الملكة حديثها قائلة "عندما يطغى الخوف على تفكيرنا فإننا نتنازل عن المنطق والرحمة، كما أعتقد أنه علينا أن نجد طريقًا للعودة إلى الأساسيات مرة أخرى ببساطة من خلال الاستماع إلى الآخر، وأن ننظر في أعين بعضنا البعض وأن نضع أنفسنا محل الآخرين"، وقد تم اختيار الملكة رانيا للفوز بالجائزة الأولى تقديرًا لعملها الإنساني غير العادي تجاه معالجة أزمة اللاجئين السوريين ودورها النشط في تحسين التعليم ومناصرة النساء.