تفتخر إيران بوجود 300 سيدة رافعة أثقال مهنية، وساحات مخصصة في كل بلدة كبيرة، ومسؤولين بدوام كامل في جميع المحافظات الـ31. وقال محمد بارخا، المدير الفني للفريق الوطني، إن رفع الأثقال أكثر شعبية في إيران من أي بلد آخر"، وتعتبر كرة القدم هي اللعبه الأكثر شعبية في العالم، ولكن كانت أغلبيتها الساحقة من الرجال وحتى الآن بعكس رفع الأثقال هنا. ومن المقرر في الشهر المقبل أن يصبح أربعة من المراهقين، أول رافعي الأثقال الذين يمثلون إيران، في منافسة في أوزبكستان. أما الفتيات سيكونوا في دورة الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو، وقد أصبح رفع الأثقال وسيلة غير محتملة لتمكين المرأة.
وجاء هذا التغيير جزئيًا بفضل التحالف الرائع بين إيران والولايات المتحدة، وجهود فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات حصلت على دعم وطني لقضية المرأة في نهاية الأسبوع الماضي وهيأيسن أديب. وقد بكت أديب، عندما فرض رجال الأمن حظرًا على دخول الإناث إلى الساحة للمشاركة في مسابقة دولية للرجال، في الأهواز بجنوب غرب إيران. وكان الزعماء الدينيون في مقاطعة خوزستان قد أعطوا الإذن بتخفيف الحظر، ولكن بسبب عدم تقديم الأوراق الموقعة، رفض حراس الأمن دخولهم. وهكذا فقد أضاعت أيسن، وياجينا بانده خدوه، البالغة من العمر ست سنوات، فرصة فريدة لإظهار مهاراتهم في اليوم قبل الأخير من الحدث.
وكانت النتيجة احتجاجًا صغيرًا سرعان ما أصبح سريع الانتشار. وانضمت إليه أورسولا غارزا باباندريا، وهي واحدة من أبرز النساء في هذه الرياضة، التي ترأس وفدًا أميركيًا مكون من ثلاثة إلى المسابقة، وانضمت إلى الفتيات المنفيات المحتجات. وكان الأميركيون موجودون في "أهواز" للمساعدة في إطلاق برنامج رفع الأثقال الإيراني، وأصبحت غارزا باباندريا وهي مدربة ذو كفاءة عالية، ورئيس الإتحاد لرفع الاثقال ونائب رئيس الهيئة العالمية للرياضة، والاتحاد الدولي لرفع الأثقال، وأول امرأة تدرب رجل في منافسة إيرانية عندما ساعدت ديريك جونسون، على الفوز بالكأس لحجم 62 كغم في اليوم الأول. وكانت المسؤولة التقنية الأميركية سالي فان دي واتر، وهي أيضا عضوة رسمية في ولاية بنسلفانيا، أول امرأة تحكم في مسابقة للرجال.
وقال غارزا باباندريا "إن الأميركيين أقاموا علاقة قوية مع إيران، "ولا دخل لنا بالسياسة" وتم تكريمهم من قبل الشخصيات البارزة في كل مكان ذهبوا إليه، وتم تصويرهم وإجراء مقابلات معهم وحصلوعلى هدايا. لذلك كان استبعاد الفتاتين محرجين بالنسبة لإيران جدًا". وانتشر هذا الخبر بسرعة بعد ظهور صور أيسن باكية على وسائل التواصل الاجتماعية.
وتدخل حاكم إقليم خوزستان، "غلام رضا شريعتي"، وبعد ذلك بيوم واحد ، قاد "أيسن وييجانيه" ونائب رئيس برنامج رفع الأثقال النسائي الإيراني"ريهانيه تاريغات " إلى الساحة. وكانت هناك أيضا نساء بين المتفرجين، وأعطيت أيسن وييجانيه أوقات أدائهم متأخر، بعدما انتهى الرجال من اللعب. ومع هتاف الحشود أصبحوا أول رافعي أثقال نساء يظهرن على التلفزيون الإيراني، على القناة 3 المملوكة للدولة، وبعد ذلك كانوا محاطين بوسائل الإعلام.
وقال "شاهروخ شاهنازي" الأمين العام للجنة الأولمبية الإيرانية ، إن الهيئة ستدعم النساء ويمكنها في يوم من الأيام أن تستضيف بطولة العالم لرفع الأثقال التي لم تقام في إيران منذ أكثر من نصف قرن. ولا تزال هناك تحديات كبيرة أمام النساء فرياضة المرأة بالكاد تظهر على شاشة التلفزيون في إيران، ولا يزال يُحظر على النساء مشاهدة الرجال يتنافسن، ويجب أن يتوافق لبسهن مع الزي الإسلامي. وتم إرسال زي رفع الأثقال المصمم حديثا للسلطات يوم الاثنين الماضي، ومن المقرر صدور الحكم عليه قريبا.
ويذكر أن لاعبة كرة القدم الإيرانية، نيلوفار أردالان، لم تتمكن من لعب المباريات الدولية في عام 2015 عندما لم يعط زوجها الموافقة التي كانت بحاجة إليها، بموجب الشريعة الإسلامية ، للسفر إلى مباريات خارج إيران. واتصلت غارزا باباندريا لشكرها على دعمها في رفع الأثقال، وقالت إنها تتمنى أن يفعل شخص ما الشيء نفسه في كرة القدم.