كشفت رئيس البلدية المناهضة في روما فرجينيا راجي، عن فخرها بالاستفتاء الإيطالي، الذي هزّ الاتحاد الأوروبي، وأنه سيغير مستقبل أوروبا. وتحدثت راجي، للمرة الأولى منذ التصويت التاريخي بـ "لا"، قائلة "رفعت الناس رؤوسها ضد التأسيس والترسيخ وأنا فخورة بذلك، وبدأ المواطنون يفهمون ما يحدث في أوروبا، وما الذي ينبغي السيطرة عليه، ونحن نكتب قصة مختلفة الآن لأوروبا". ورفضت إيطاليا الإصلاحات الدستورية التي اقترحها رئيس الوزراء ماثيو رينزي، وتم التصويت ضد النظام التأسيسي، ووعد رينزي بالتنحي عن منصبه في حال رفضت الإصلاحات الدستورية، ويعدّ ذلك صفعة في وجه قادة الاتحاد الأوروبي الذين دعموا رينزي.
وأضافت راجي في مقابلة، "لم يعد الناس يفعلوا ما يقال لهم، ويمكنهم الحصول على المعلومات من عدة مصادر، ولا يصدقون فقط السياسيين أو وسائل الإعلام، وهذا ما يجعلني فخورة"، وفازت راجي كأول سيدة عمدة في روما في يونيو/ حزيزان بدلًا من رإيجانزو مارينو (61 عامًا)، الذي تنحى من منصبه وسط فضيحة نفقات، وهي متزوجة من محامي وتعيش في إحدى ضواحي الطبقة العاملة في العاصمة. وتعدّ راجي واحدة من أعضاء حركة النجوم الخمس في إيطاليا، وهو حزب شيوعي أسسه الممثل الكوميدي بيبي غريللو، واجتاح إيطاليا، وهزّ زعماء الاتحاد الأوروبي، وتزوجت راجي من أليساندرو دي باتيستا، الحبيب الثوري المعروف بصوره الشخصية الباسمة، والذي تعهد بأنه "لا شيء سيوقف حزب النجوم الخمس عندما تحين اللحظة".
ويعرف الحزب بنوابه الملونين، وكثير منهم من الشباب والإناث، وتعهد جميعهم بعدم الخدمة لأكثر من ولايتين، ويعدّ الحزب جزءًا من الكتلة السياسية لحزب الاستقلال في بروكسل، وكان ينظر لقرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي بمثابة مصدر إلهام للحزب، وأعلن نائب الحزب ريكاردو فكارو، أنه كان سيصوت لصالح الخروج إذا كان بريطانيا باعتبار أن الاتحاد الأوروبي قوة سلبية في العالم، جعلت العديد من الدول الأعضاء أكثر فقرًا اقتصاديًا واجتماعيًا، مضيفًا "كإيطاليين يعني خروج بريطانيا الكثير بالنسبة لنا فالنظام التأسيسي يهدد بريطانيا بعواقب وخيمة وهذا لم يحدث، وأصبح الخروج رمزًا وذهب بمخاوفنا بعيدًا، وأعطى إيطاليا الثقة، للمطالبة بالتغيير في الاتحاد الأوروبي وإلا سنغادر منطقة اليورو، وربما الاتحاد الأوروبي أيضا".
وقاد حزب النجوم الخمس حملة ضد استفتاء رينزي زاعمًا أنه يحاول تركيز السلطة في يديه، وتعدّ هزيمة الزعيم الإيطالي صفعة قوية بواسطة الحركة السياسية الشابة، والتي تعدّ الحزب المعارض الأكثر شعبية في إيطاليا حاليًا، ودعم قادة الاتحاد الأوروبي ريزني في الاستفتاء، إلا أن التصويت الحاسم بـ "لا" يسبب قلقًا عميقًا في بروكسل. وذكرت النائب في الحزب ماريا إديرا سبادوني (36 عامًا) قائلة "كان الاستفتاء إشارة كبيرة للحكومة والاتحاد الأوروبي، لقد قررنا قرارًا مضادًا للنظام التأسيسي وهذا ما يخيف الاتحاد الأوروبي، وإن لم يغير القادة مواقفهم سيتفكك الاتحاد الأوروبي إلى ألف قطعة". وأضافت النائب سلفيا بينديتي (36 عامًا) "لماذا يقلق زعماء الاتحاد الأوروبي من الديمقراطية المباشرة، أعتقد إذا خشوا ذلك فيجب إعادة تقويم طريقة تفكيرهم أو ربما تعديل الاتحاد ووضع المصالح المالية والاقتصادية بعد القيم مثل الديمقراطية".
ووعدت الحركة باستفتاء على عضوية منطقة اليورو، وأعلنت عن رغبتها في إصلاحات جذرية للاتحاد الأوروبي، لكنها لم تصوت لصالح إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأوضح مندوب حزب النجوم الخمس مانيلو دي ستيفانو (35 عامًا)، أنه تعرض للغطرسة في قلب بروكسل، مضيفًا "أعضاء البرلمان الأوروبي يقضون وقتهم كله، للمناقشة في كيفية التخلص من البريطانيين في أسرع وقت ممكن، وبسهولة لكنهم لم يناقشوا لماذا تريد بريطانيا الخروج، وعندما تستخدم النخب مصطلح( شعبوي) فهم يقصدون به إهانة لكني أعتقد أنهم يجب أن يعكسوا ما فعلوه لخلق التشكيك في أوروبا، ولم يكن حلم الاتحاد الأوروبي هو المشكلة ولكن ما فعلته النخبة بها، إنهم يقضون معظم الوقت في العمل على مصالح الشركات، بينما يعاني الشعب من ارتفاع معدلات البطالة، وبالتالي لماذا يعتمد الناس عليهم لأكثر من ذلك؟، وكان استفتاءنا صفعة أخرى في وجه الاتحاد الأوروبي، وأعتقد أن الأمر يتطلب أكثر من ذلك بالنسبة لهم ليستيقظوا".
وشنّ الحزب حملة ضد الهجرة، والفساد والأعمال التجارية والمهنية للسياسيين، وفي الشهر الماضي تعهدت راجي بدعوة دونالد ترامب الرئيس الأميركي المنتخب لقاعة مدينة روما، وتعهدت بتطهير الحياة السياسية الإيطالية، إلا أنه يُنظر لقيادتها باعتبارها فوضوية مع استقالة أربعة مسؤولين كبار، وفضيحة تعيين رئيس خدمات الصرف الصحي، فيما غادر 18 من نواب حزب النجوم الخمس، من بين 106 عضو في السنوات الثلاث الماضية، ما يشكك في قدرتهم على الحكم، وتخلى نواب الحزب عن 50% من رواتبهم، والتي ذهبت إلى تمويل المشاريع الصغيرة في إيطاليا، كما تعهدوا بآلا يخدموا في منصبهم لأكثر من ولايتين، ورفض الحزب التمويلات التي تقدمها الحكومة للأحزاب السياسية. وأوضحت النائب مارتا غراندي (29 عامًا) وهي أصغر نائب في البرلمان، وأن شباب الحزب هو ما جذبها، مضيفة "يجب سماع أصوات الشباب ونحن نفعل ذلك، نحن حزب على تواصل مع الشباب، ولماذا لا يمكن لشاب عمره 30 عامًا مناقشة رينزي أو برلسكوني على التليفزيون؟، أصبح ذلك ممكنًا مع حزب النجوم الخمس".
ويعتبر فاكارو أن مناهضة النظام التأسيسي جزء من تاريخ الحركة ذاتها، مضيفًا "نحن لم نبدأ بكوننا نريد أن نكون ساسة، لكننا فقط طالبنا السياسيين أن يعطوا السلطة للشعب، لكنهم رفضوا، ولذلك قررنا أن نحل محلهم من خلال مرشحينا، ويومًا ما سنستبدل يونكر أيضًا". وتجذب الحركة أتباع من جميع المجالات، وتردد صدى بعض وجهات نظرهم اليمينية في أوروبا، بواسطة "ليغا نورد"، الحزب المناهض للهجرة والاتحاد الأوروبي مقارنة بحزب الاستقلال. وذكر رئيس حزب ليغا نورد "ماتي سالفاني"، "ينهار الاتحاد الأوروبي، لأنه أخذ السلطة من الناس، ويجب أن يتغير أو يتم تدميره، وأظهر قرار خروج بريطانيا أن هناك حياة خارج الاتحاد الأوروبي، والأن نفهم أنه إذا صوّتت إيطاليا، لمغادرة الاتحاد فإنها لن تكون كارثة وعلى العكس فالبقاء داخل الاتحاد الأوروبي هو الكارثة، واستفتاءنا مثل الخروج، ويظهر أننا لم نعد نخاف".