كشفت مدربة التزلج هنرييت بجورج، الناطقة باللغة النرويغية، في إكسبيديشن فينز، وهو نوع من مهرجان للمغامرين في النرويغ، أن النساء في أفغانستان لم يكن لديهم أي فكرة عن التزلج، وذلك أثناء شرحها لكيفية معرفة المرأة الأفغانية من مجتمع ريفي فقير، التزلج على الثلج في معقل سابق لطالبان في عام 2013.
وفي البداية كان عليها أن تفعل كل هذا بمفردها بينما كان طلابها يرتدون معدات غير ملائمة تماما لأنهم لم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى معدات تقنية، وفي درسهم الأول، ظهرت مجموعة من النساء الأفغانيات بحقائب اليد، ولبسن أفضل معاطف لديهن، ونظاراتهن الأنيقة، وأغطية رأس حجاب حريرية، كما لو كانت أكثر استعدادًا على منصة عرض أزياء في باريس أكثر مما كانت تجربة عالية السريعة.
وأوضحت بجورج، أنهم من بلدة باميان التي يسكنها هازاراس - واحدة من الجماعات الأكثر ليبرالية في أفغانستان - والبرقع (النقاب) ليس فرضًا، وأضافت "إذا ذهبوا إلى الأسواق قد يرتدون البرقع، ولكن أساسا الجيل الأكبر سنا هم الذين يرتدون مثل هذا". وعلى الجبهة الدينية، هزاراس هم في المقام الأول من المسلمين الشيعة في حين أن معظم الأفغان يتبعون السنة من الإسلام، وعندما يتعلق الأمر بالاختلاط مع الرجال، عادة ما ينفصلوا عن بعضهم البعض، ولكن مرة أخرى، هذه ليست ملزمة هنا تماما مثل المجموعات الأخرى، وتشتهر باميان أيضا بكونها بلد حصلت على أول حاكمة أنثى في أفغانستان مع تعيين حبيبة سورابي في عام 2005 حتى عام 2013، وتشتهر مقاطعة باميان بمناظرها الجبلية الضخمة التي كانت تحمي تماثيل بوذا القديمة التي فجرها طالبان، الذين لم يعدوا في المنطقة بعد الآن.
وما يلفت انتباه الزوار أيضًا "بوزكاشي"، وهي الرياضة الوطنية في البلاد، حيث الآلاف يتزاحمون إلى المنطقة لمشاهدة الرياضيين على ظهور الخيول وهم يحاولون رمي جثة ماعز منزوعة الرأس بدلا من الكرة إلى دائرة التهديف، وتعليقا على المشهد الذي يمكن للزوار أن يتوقعوه في باميان، قالت بجورج "إنه مكان رائع للزيارة، فهناك أشياء غير محدودة لرؤيتها واستكشافها، بداية من المواقع التاريخية على طول "طريق الحرير" إلى أماكن ذات الجمال الطبيعي. "
وكانت طالبات بجورج اللواتي كن خبيرات في الطهي والتنظيف والبقاء في المنزل قد وقعن بصورة مخيفة على السقوط من المنحدرات المحيطة بميان، والتي ليس لديها مصاعد للتزلج، بعد الحصول على إذن من عائلاتهن وزعماء دينيين، ولم يكن لديهن أي فكرة عما كان ينتظرهم.
وقالت بجورج عن مسعاها لتقديم الرياضة المفضلة لها للمرأة الأفغانية "ذهبت إلى هناك مع مهمة لتعليم التزلج واعلم الناس مدى الفرحة التي يمكن أن تجلبها لهم هذه الرياضة، كانت النرويغية تعمل من أجل سفارة أفغانستان في أوسلو وكانت أول مرة زارتها للبلاد التي مزقتها الحرب في عام 2009، وقالت إن الجبال البكر، التي لم يمسها احد تركت انطباعًا كبيرًا عليها، ولكن بسبب الوضع الأمني، وقالت إنها لم تعد تفكر في التزلج في المنطقة، ومع ذلك، في عام 2013 قرّرت بجورج إنهاء عملها وتحقيق أحلامها، بعد القيام بموسم في ثلج شامونيكس توجهت إلى الشرق الأوسط للمساعدة في نادي باميان للتزلج، وتأسس النادي، الذي يقع في وسط أفغانستان، من قبل الصحافي السويسري كريستوف زويرتشر في عام 2011 ووقعت بجورج بهدف زيادة عدد النساء المشاركات، وقالت إن عائلتها تعتقد أنها مجنونة، بعد أن باعت شقتها وممتلكاتها الأخرى، لكنهم سرعان ما أدركوا قيمة ما كانت تقوم به.
وتقع مدينة باميان، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100000 نسمة، على بعد حوالي خمس ساعات بالسيارة من كابول، ولكن بجورج تقول إن الطرق ليست آمنة لذلك فمن الأفضل للسفر جوا، وتشتهر المنطقة بسلاسلها الجبلية الشاسعة التي تغطي حوالي 90 في المائة من المقاطعة، وشتاءها القاسي الطويل الذي ينتج ظروف مثالية للتزلج, والعديد من المنحدرات يمكن الوصول إليها بسهولة من وسط المدينة والتضاريس المنحدرة بلطف مناسبة للمبتدئين.
قبل أن تذهب بجورج إلى باميان نظّمت حملة تمويل جماعي، والمال الذي جنته مكنها من شراء زلاجات، ونظارات واقية، وكاميرا وغيرها من قطع من المعدات الرياضية الشتوية والتي لم يكن لدي السكان المحليين إمكانية الوصول إليها، فبدأت بجورج بتعليم حوالي 25 إلى 30 صبي كيفية التزلج من أكاديمية كريستوف زويرتشر الجديدة، وقالت إن الأغلبية كانت ترتدي زحافات تم التبرع بها من قبل السياح أو العاملين في مجال المساعدات الإنسانية في البلاد، وكثيرا ما ينضم إليها الأطفال الذين صنعوا الزحافات بأنفسهم من الخشب، وبدلا من الأحذية، ارتدوا الأحذية العادية وألواح خشبية.
ويبدو أن التزحلق على الجليد في أفغانستان مستمر لعدة قرون، ولكن الرجال يستخدمون عادة وسائل النقل للتنقل عبر الثلج للبحث عن الحيوانات أو جمع الماشية، وليس من أجل المتعة، وبعد التكيف مع الحياة في المنطقة والشعور بالراحة مع التضاريس، أصرّت بجورج على تعليم النساء الأفغانيات كيفية التزلج، وقالت بجورج "تعتبر أفغانستان من بين أسوأ البلدان التي يكون لديها صورة محافظة للغاية للمرأة والثقافة، فهي عادة لا تمارس أي نوع من النشاط البدني أو الرياضة والكثير من الأشياء لهن ممنوعة"، وشعرن الفتيات بالخجل أولا، ولكن سرعان ما تأقلما عندما شعرن بمدي السور والسعادة من ممارسة الرياضة، وكذلك شاركهن الذكور في هذه الرياضة، وهو شيء لم يعتادوا عليها كثيرا من قبل، ولم يكن شيئا مألوفا منذ بضعة عقود.