أعادت تيريزا ماي صناعة زوج من الأحذية السوداء ذات الإطار المصنوع من المعدن الصلب، وتغير شكله بإزالة تلك القطع البسيطة التي كانت تزينه، وحضرت به خلال القائها خطاب صارم موجه لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في منتدى الربيع. وتجاوز ثمن أحذية "راسيل اند برامبلي"، 215 جنيهًا استرلينيًا، وظهرت بهم ماي في جولة سابقة وهو على غير عادتها التي تتمتع بذوق عالي و ملابس لا تتكرر مرة أخرى، وتلك المرة خلال الخطاب الذي قالت فيه رئيسة الوزراء أنها تعتمد على "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" كل يوم بسبب مرضها السكري، حيث دافعت عن سجلها في الخدمات العامة ودافعت عن التامين الصحي الشامل الذي يغطي التكاليف الكامله للمريض.
وارتدت السيدة ماي سابقا نفس زوج الأحذية، خلال خطابها الأول في مؤتمر حزب المحافظين في عام 2016، وكان الحذاء اختيارًا مناسبًا وبسيطًا عندما ألقت البيان، حيث أوضحت أن بروكسل لن تقوم بركل بريطانيا بعد أن تم إطلاق المادة 50 وهي مادة تخص البريكست. وتم استجواب رئيسة الوزراء بسبب الرد الانتقامي الروسي على خلفة التجسس المستمر الذي تورط فيه "سيرغي سكريبال". وقد اعترفت اليوم بأن بعض الناس شككوا في "دوافع" حزب المحافظين بشأن الصحة والمدارس لكنهم أصروا على أنهم يهتمون بتحسين الوضع.
وقالت السيدة ماي "عندما يتم الانتهاء من البريكست، سيقوم المحافظين بقيادة البلاد في العقد المقبل وما بعده". وأدلت رئيسة الوزراء بخطاب شخصي غير معتاد ضم الحديث عن سنوات دراستها، بالإضافة إلى اعتمادها على الخدمات الصحية. وقالت "عندما تم تشخيص إصابتي بمرض السكري، كانت الخدمة الصحية الوطنية موجودة بالنسبة لي".
وكان منتقدو الحكومة يتهمونها بانتظام بالضغط على الخدمات العامة إلى نقطة الانهيار، وزعم حزب العمال أن السيدة ماي لا يمكن الوثوق بها. لكنها أخبرتهم بمنتدى الربيع "أنه "يجب علينا بذل جهد أكبر" من أجل الحفاظ على ثقة الجمهور في إدارة الخدمات العامة، ولكن بعض الناس يشككون في دوافعنا. إنهم يتساءلون عما إذا كنا نهتم بما فيه الكفاية بالخدمات الصحية الوطنية والمدارس، سواء كنا نحترم حقا الأشخاص الذين يعملون فيها ويفهمون أن الناس يعتمدون عليها".