اجتهدت 20 طالبة من مدرسة أم الإمارات للتعليم الثانوي التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم، في مدينة العين، في تنفيذ مشروع استغرق 3 أعوام من الدراسة والتخطيط وصولاً إلى مرحلة التنفيذ، وليس هذا فحسب، إذ لم ينجح المشروع إلا بعد أداء 63 تجربة علمية في مختبر المدرسة، ويتمثل المشروع في الحصول على عينة من الديزل الحيوي من نفايات الزيوت النباتية بعد تجميعها من المنازل والمطاعم، ويسهم المشروع في الحفاظ على سلامة البيئة عبر التقليل من النفايات وخفض انبعاثات الكربون، إضافة إلى التخلص من النفايات واستخدام أفضل الممارسات بهذا المجال بطريقة متطورة وفعالة.
وقالت معلمة تربية رياضية ومنسقة البيئة والصحة والسلامة في مدرسة أم الإمارات سناء أحمد، : "تتمثل فكرة مشروع الديزل الحيوي، في تصنيع وقود من نفايات الزيوت الناتجة من عملية طهي الطعام في المنازل والمطاعم، عن طريق تفاعل كيميائي بين نفايات الزيوت والكحول، ويطلق على هذا الوقود الديزل الحيوي، حيث إنه مصنع من مواد خام من أصل حيواني ونباتي".
وتحدثت سناء السيد عن الأسباب التي أدت إلى تنفيذ مشروع الديزل الحيوي، قائلة: "تنتج إمارة أبوظبي سنوياً قرابة 20 كيلوغراماً من زيت الطهي المستخدم لكل فرد وإلقاء هذه النفايات في خطوط الصرف الصحي، يؤدي إلى انسدادها وحدوث مشكلات لصيانة الشبكة وارتفاع تكلفة معالجة مياه الصرف الصحي، وإلقائها على اليابسة أو في المسطحات المائية يؤدي إلى تحللها وانبعاث روائح كريهة"، منوهة بأن للديزل الحيوي العديدَ من المميزات مقارنة بالديزل البترولي، ومنها أن 75% من تكلفة إنتاج الديزل الحيوي ترجع إلى تكلفة الزيوت، لذلك فإن استخدام نفايات زيوت الطهي يقلل كثيراً من تكلفة إنتاج الديزل الحيوي، كما أن إنتاجه يتم من خلال مواد غير بترولية بمعنى موارد متجددة.
وأوضحت أن أهداف المشروع هي الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، والحد من انبعاثات ملوثات الهواء المسببة للأمراض التنفسية والسرطان، والتقليل من حجم النفايات السائلة من الزيوت الملقاة في خطوط الصرف الصحي والبيئة المحيطة وما يسببه ذلك من مشكلات بيئية، والاعتماد على الزيوت النباتية في الحصول على الديزل الحيوي مصدراً متجدداً للطاقة، وتشغيل الحافلات المدرسية على مستوى دولة الإمارات بالديزل الحيوي، والتعاون بين هيئات ومؤسسات المجتمع المحلي من أجل تحقيق صالح الدولة، في حين تتمثل خطة المشروع في توعية المجتمع المدرسي بأهمية المشروع.
وتأتي المرحلة الثانية من المشروع في إجراء التجارب بمختبر الكيمياء بالمدرسة على الطرق المناسبة لتحويل الزيوت إلى وقود وتحليل عينات الديزل الحيوي الناتج، للتأكد من صلاحيتها والحصول على أفضل عينة للديزل الحيوي، ومقارنتها بأفضل أنواع الديزل بمحطة البترول "الديزل الأخضر" بتجربة العينة لتشغيل معدة صغيرة، وعرض النتائج على الجهات المختصة ذات الصلة لمناقشتها وإعطاء التوصيات اللازمة لتنفيذ المشروع، أملاً في الحصول على الدعم والرعاية. وتمثلت المرحلة الثالثة من المشروع في تشغيل دينامو بالديزل الحيوي لتوليد الكهرباء بالمدرسة.
وحرصت الطالبات على اتباع قواعد الأمن والسلامة في المختبر، من خلال ارتداء معطف المختبر، والقفازات الواقية للأيدي، والنظارات الواقية، والأقنعة الواقية، واستخدام خزانة طرد الغازات، وذلك بهدف تحويل نفايات الزيوت إلى الديزل الحيوي، من خلال توفير المواد المطلوبة، ومتابعة الخطوات العلمية بشكل دقيق جداً، حيث عملت الطالبات على ترشيح الزيوت للتخلص من الشوائب، وتسخين الزيوت للتخلص من المياه، ثم وزن هيدروكسيد الصوديوم وإضافته إلى الميثانول والتقليب مغناطيسياً حتى يذوب هيدروكسيد الصوديوم كاملاً، وإضافة محلول هيدروكسيد الصوديوم والميثانول إلى زيوت درجة حرارتها 55 درجة مئوية مع التقليب مغناطيسياً، مع الحفاظ على درجة الحرارة عند 55 درجة مئوية، وأوضحت زينب عبد الرحمن عبد الله، رئيسة نادي الابتكار في مدرسة أم الإمارات، أن النادي يهدف إلى تشجيع الإبداع والابتكار لدى الطالبات، وتحفيزهن إلى العمل الجماعي بروح الفريق، حيث أنجزنا العديد من المشاريع، أبرزها أرض الكفيف، ورذاذ النفس، والروبوت.