يصنف شاكا (Shaka) ضمن قائمة أهم القادة في تاريخ جنوب القارة الإفريقية، حيث نجح الأخير خلال فترة وجيزة في تأسيس مملكة الزولو (Zulu) وتحويلها إلى قوة إقليمية مهمة أرهبت جميع القبائل المحيطة بها , وبعد وفاة والدته عام 1827، تدهورت المدارك العقلية لشاكا , حيث أقدم على إصدار قرارات غريبة ومرعبة تسببت في هلاك عدد كبير من سكان مملكته، إثر ذلك اغتنم أخواه غير الشقيقين الفرصة من أجل اغتياله وإنهاء فترة حكمه ,ولم يتجاوز عدد أفراد القبيلة 1500 فرد بالتزامن مع تولي شاكا لمنصب قائد للزولو في عام 1816، حيث مثّلت الزولو قبيلة صغيرة ضمن مئات من القبائل الأخرى التي كانت منتشرة في جنوب القارة الأفريقية , و تمكن شاكا بفضل ذكائه وخبرته العسكرية، من إحداث ثورة في مجال التنظيم العسكري مستعينًا بقوات قبيلته وباعتماده على نوع جديد من الرماح والدروع الثقيلة.
و أدخل الأخير تكتيكات عسكرية جديدة ساهمت في زيادة حركية وسرعة قواته، وسهّلت نقل الإمدادات، وبذلك تمكّن شاكا من شنّ حملة عسكرية دموية على المناطق المجاورة، لينجح في النهاية في توسيع الرقعة الجغرافية لمملكته عن طريق إخضاع بقية القبائل وضم أفرادها الناجين إلى صفوفه , وبحلول عام 1825، تمكن شاكا منذ توليه القيادة من غزو أراض جديدة بلغت مساحتها 30 ألف كلم مربع، حيث كانت أغلب مناطق ناتال (Natal) في جنوب أفريقيا قابعة تحت نفوذه.
وتسببت الحملات العسكرية لشاكا في هجرات جماعية في المنطقة , وتميز شاكا مع طابعه الدموي وذكائه العسكري بحبّه الشديد لوالدته ناندي (Nandi) حيث كان شديد التعلق بها منذ طفولته , ومع وفاة أمّه خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1827، دخل شاكا في حالة هستيرية تدهورت على إثرها مداركه, حيث لم يتردد الأخير في إصدار قرارات مرعبة تسببت في مقتل عدد كبير من سكان مملكته.
ولم يتردد شاكا في إعدام المئات من الذين حضروا جنازة والدته بعد اتهامهم بتقليل الاحترام , وأمر قائد الزولو بقتل عدد هائل من الخدم والحرّاس ليدفنوا إلى جانب أمه من أجل مرافقتها لخدمتها وتلبية حاجياتها في العالم الآخر , ولم تتوقف غرائب شاكا عقب وفاة والدته عند هذا الحد، بل أمر الأخير بعدم زراعة القمح، ومنع إنتاج الحليب واستهلاكه لمدة عام كامل، كما اتجه قائد الزولو إلى تطبيق قانون صارم منع من خلاله الولادات في مملكته وأعدم على إثره جميع النساء الحوامل وأزواجهن، ليتوسع هذا القانون لاحقًا ويشمل البقر حيث أكّد شاكا على ضرورة إعدام البقرات الحوامل وصغارها.
وعاشت مملكة الزولو بناء على هذه التصرفات الغريبة، على وقع نقص حاد في الغذاء مما أدى إلى تفشي المجاعة وهلاك عشرات الآلاف واستغل الأخوان غير الشقيقين لشاكا يوم الثاني والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 1828، غياب قواته عن العاصمة ليقدما على قتله ووضع حد لفترة حكمه والتي استمرت حوالي 12 عامًا.