أثار قرار بلدية مدينة بورصة الواقعة غرب تركيا بتخصيص عربات للنساء فقط في المترو جدلا في الشارع التركي من جانب المواطنين والجمعيات الناشطة في مجال حقوق المرأة. وتضمن قرار البلدية إعطاء الأولوية في العربات الأخيرة من قطارات المترو داخل المدينة لاستخدام النساء، ووضع علامات على أرصفة المحطات تشير إلى أن تلك العربات مخصصة للسيدات. وقال رئيس البلدية رجب ألتبه في حديث لصحيفة حرييت التركية "إن القرار اتخذ بناء على مطالب متعددة من مواطناتنا حيث تكرر هذا الطلب من النساء على مدار سنوات عدة. لذلك قلنا إنه قد تقل مشاكلهن إذا وفرنا لهن العربة الأخيرة في كل قطار، والتي عادة لا تكون مكتظة بالراكبين".
ولاقى القرار الجديد اعتراضات من قبل المواطنين والمواطنات الأتراك وكذلك من قبل الجمعيات الناشطة في مجال حقوق المرأة. وقالت المواطنة إرماك أصلان "لا أتصور أن قرارا كهذا سينهي التحرش ضد المرأة، فوضع النساء في عربات منفصلة لا يعني أن ذلك سيجنبهن الاختلاط مع الرجال في غيرها من الأماكن العامة". واختار راكب يبلغ من العمر 40 عاما أن يسافر مع ابنه في عربة "السيدات"، وهدفه من ذلك إظهار رد فعله الرافض لقرار البلدية الجديد. وأضاف المسافر "انتظرت وصول مترو الأنفاق ذي العربة المخصصة للسيدات فقط. كيف سيكون الوضع لو كانت لي ابنة؟ هل سيسمح لي بالركوب معها في عربة السيدات؟".
من جانبها تحدثت رئيسة جمعية "مور صالكيم" للتضامن مع المرأة، ديليك أوزكومورجو، للصحيفة التركية مشيرة إلى أن بلدية مدينة بورصة هي واحدة من أولى البلديات التركية التي وقعت اتفاقية مجلس البلديات والأقاليم الأوروبية بشأن المساواة بين المرأة والرجل وأنشأت مراكز للمساواة بين الجنسين. وهو ما جعلها تتساءل عن الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ مثل هذا القرار الذي يتنافى مع ما أمضته مسبقا في ما يخص المساواة بين النساء والرجال، "لماذا تفعل ذلك الآن؟".