الحب لا مفر منه، فهو من المشاعر التي حتمًا ستنتاب ابنكِ أو ابنتكِ، لكن كيف ستتعاملين مع هذه المشاعر لدى أطفالكِ المراهقين؟
بعض الآباء يشعرون بالقلق عند وقوع الأبناء بسن المراهقة في الحب، بل إنهم حتى يتوترون بمجرد أن يكون لديهم ابن في هذه المرحلة العمرية، والقلق قد يكون صحيًا، لكن القلق المفرط قد يصبح له مفعول عكسي على علاقتكِ بأولادكِ، وأول خطوات اجتياز هذه المرحلة العمرية الحرجة أن تكسبي صداقة أولادكِ وثقتهم، فلو كنتِ تخشين هذه المرحلة ولا تجيدين التعامل مع أولادكِ، استعيني بكتب المتخصصين في التربية وكيفية التعامل معهم.
اقرئي أيضًا: هل لابني المراهق خصوصية؟
تعرَّفي على الطرف الثاني
مهم جدًا التحدث مع ابنكِ أو ابنتكِ المراهقين إذا كانوا واقعين فى الحب، ومعرفة الشخص الذى يحملون له مشاعر الحب، حاولي وأنتِ تتناقشين مع أولادكِ ألا تكوني فضولية لمعرفة أشياء لا يريدون التحدث عنها؛ لأن الأبناء فى سن المراهقة لا يحبون التحقيق معهم، بل دعيهم يشعرون أنكِ صديقة يحبون الحديث إليها دون أن تسأليهم.
من الجيد التقرب إلى الطرف الآخر الذي يهتم له ابنكِ أو ابنتكِ، يمكنكِ مقابلته في النادي مثلًا، لتتعرفي على طريقة تفكير الطرف الثاني وأخلاقه وبيئته بشكل لا يوحي بموافقتك على هذه العلاقة.
لكل أسرة بالطبع مدرستها في هذا الأمر حسب معتقداتها البيئية والدينية والاجتماعية، لذلك لا يمكنني أن أخبرك عن رأيك وإنما يمكنني أن أنصحك بالتعامل بشكل هادئ وحكيم.
اقرئي أيضًا: "ابنتي المراهقة تحب".. كيف أتعامل معها؟
المتابعة المستمرة
يجب التواصل باستمرار مع ابنكِ أو ابنتكِ الواقعين فى الحب فى هذا السن، اسألي بصفة حميمية عن أخبار الحبيب، وقدمي النصيحة أو المشورة كصديقة وليس كوصية، حتى لا ينفر ابنكِ من الحديث معكِ.
كذلك يجب عليكِ أن تساعدي أولادكِ فى هذا السن على تجاوز تقلبات هذه المرحلة بأمان، وأن تعطيهم من خبراتكِ عن الحب الأول وعن علاقات الحب الناجحة، وعن السن المناسب للعلاقات، وكيفية احترام هذه المشاعر.
ولا يجب أن يشعر ابنكِ فى سن المراهقة بالإحباط منكِ بسبب وقوعه فى الحب أو لعدم رغبته فى الحديث عن العلاقة، يجب أن تحترمي رغبة ابنكِ فى الخصوصية وأن تشعريه بأنكِ جاهزة لأن تستمعي إليه فى أى وقت يريد التحدث فيه.
اقرئي أيضًا: كيف اتحدث مع ابني وابنتي عن البلوغ والجنس؟
حدود العلاقة
كوني صديقة لأولادكِ، ولا تنسي أن هناك دور مهم عليكِ القيام به، وهو حماية أولادكِ من العلاقات التي قد تؤثر بالسلب على حياتهم أو سلوكهم ودراستهم، والسيطرة على هذا النوع من العلاقات تكون من خلال وضع اتفاقيات بينكِ وبين أولادكِ، للقاءات أو للحديث عبر الهاتف أو الإنترنت، حتى لا تجدي أن أولادكِ يتركون باقي واجباتهم والتزاماتهم الحياتية من أجل علاقة غالبًا ما تكون مؤقتة؛ بسبب المرحلة العمرية. ووضع الحدود قد يخفف من حدة صدمة نهاية العلاقة، على عكس الإنجراف في الحديث والمواعيد الغرامية، الذي سيتسبب في مشكلات كثيرة لابنكِ المراهق.
وأكرر أن حدود العلاقة ورؤيتك للأمر ومحاولة إقناع ابنك أو ابنتك يتوقف على مدرستك في التربية ومعتقداتك التي يجب وأن تكوني غرستيها في أبنائك. ذكريهم بها وحاولي التواصل معهم.