اقترحت دراسة جديدة تناول مسكّن “باراسيتامول” بحذر شديد، حيث تبين أنه ربما يكون مسؤولاً عن المشاكل السلوكية للأطفال في المستقبل. تتوفر مسكنات أستامينوفين بأسماء عديدة، منها بانادول، وتايلانول، وباراسيتامول، وتتوفر دون وصفة طبية لعلاج الألم، وارتفاع الحرارة وأعراض البرد والإنفلونزا.
وبحسب الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة “جاما” لطب الأطفال، بينت الدراسة التي أجريت على أطفال في الدانمارك ونيوزلندة وجود صلة بين الاضطرابات السلوكية وفرط النشاط لدى الأطفال في سن 7 سنوات وبين الأدوية التي تناولتها أمهاتهم أثناء الحمل.
وأجرى الدراسة فريق من جامعة بريستول البريطانية، وشارك فيها 7796 من الأمهات والأطفال، ودرس الباحثون الارتباط بين المشاكل السلوكية لدى الأطفال في عمر 5 و7 سنوات وبين تناول أدوية أسيتامينوفين.
وأظهرت النتائج أن 53% من هؤلاء الأمهات تناولن أحد مسكنات أسيتامينوفين خلال الأسبوع الـ 18 من الحمل، وأن 42 بالمائة منهن تناولنه في الأسبوع الـ 32، وكانت أسباب الاستخدام الأكثر شيوعاً هي الصداع وآلام العضلات والعظام، والالتهابات.
وأفادت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين يولدون لأمهات تناول أدوية اسيتامينوفين في الأسبوع الـ 18 والـ 32 كانوا أكثر عرضة للمشاكل السلوكية وفرط النشاط، وأن المولودين لأمهات تناولن هذه الأدوية في الأسبوع الـ 32 كانوا أكثر عرضة لتحديات عاطفية وشعورية. لكن لم يجد الباحثون ارتباطاً بين تناول هذه الأدوية ومشكلة فرط النشاط ونقص الانتباه، وإنما المشاكل السلوكية.
ويعتقد الباحثون أن شيئاً ما يحدث في الرحم نتيجة تفاعلات هذه الأدوية، لكن لم يستطع الباحثون تحديد متى وبأي جرعة يمكن استخدام مسكنات أسيتامينوفين بشكل آمن أثناء الحمل. وحذّرت نتائجهم من عدم الإفراط في تناول المسكنات خلال الحمل، ودعت إلى اللجوء إليها عند الحاجة الشديدة.