توأمك

شرح لنا استشاري وجراح أمراض النساء والولادة الدكتور أحمد الناطور كل ما يهمك معرفته؛ لحماية حملك ولضمان سلامة طفلك.

* ولادة الأم الأربعينية البكرية الأولى تتطلب تجهيزات طبية خاصة، ما نوعها؟

الأم الحامل الأربعينية البكرية تدخل غرفة عمليات حديثة ومعقمة ومجهزة على أعلى مستوى؛ ليجري لها عملية ولادتها القيصرية فريق طبي خبير مكون من طبيبها المشرف على حملها من بدايته، وقابلتين قانونيتين، وممرضتين عاديتين وطبيب تخدير وفني تخدير، وقابلتين وممرضتين لكل طفل، وجهازيْ أوكسجين وحضانتين خداج للطفلين التوأمين في حال احتاجا إليهما، ووحدات دم، وتتم الولادة باهتمام طبي كامل، وجاهزية عالية من طبيبها المعالج وفريقه الخاص.

يرقان

* بعد ولادة الأم ما هي الفحوصات الطبية اللازمة لضمان سلامتها وسلامة طفليها من أي أعراض صحية جانبية سلبية محتملة الحدوث فجأة؟

يجب على طبيبها المعالج بعد انتهائه من عملية توليدها إجراء فحص الصفار للتوأمين، أو للطفل مباشرةً للتأكد من عدم إصابتهما، أو إصابته باليرقان الأصفر الذي يسبب الخلل بجهاز الطفل العصبي؛ مما قد يؤدي إلى وفاته إن لم يتم اكتشافه بوقت مبكر ومعالجته فوراً.

وإجراء فحص نسبة السكري بالدم، فإن كان منخفضاً يعالج بالرضاعة الطبيعية من صدر الأم، أو بالرضاعة عبر قارورة الرضاعة الخارجية، أو بإعطائهما المغذي السكري عن طريق الدم، ونادراً ما يصاب الأطفال حديثو الولادة بارتفاع نسبة السكري بالدم؛ حتى في حال كانت الأم مريضة بالسكري لكنهم معرضون لانخفاضه دائماً.

وبالطبع عليها مراجعة طبيبها المعالج مرةً كل أسبوعين لمدة ثلاثة أشهر كاملة لضمان سلامتها، وللتأكد من رجوع رحمها إلى وضعه الطبيعي، وعدم تعرضه لنزيف داخلي، أو إصابتها بالسكري، وارتفاع ضغط الدم المعرضة لهما؛ جرّاء حملها المتأخر عمرياً.

ويجب عليها أن تكرر الفحوصات ذاتها التي أجرتها في بداية الحمل، خاصةً فحوصات قوة الدم، وفعالية عمل وظائف الكلى والكبد؛ لتحمي نفسها من التعرض لأية وعكات صحية جانبية قد تحرمها من قوتها اللازمة لرعاية طفليها وإرضاعهما حليبها الطبيعي دون معوقات صحية أو مشاكل.

وعليها بعد الولادة مباشرةً بأسبوع واحد البحث عن طبيب أطفال موثوق؛ للإشراف على صحة توأميها أو طفلها.

 

راحة
* هل تنصح هذه الأم الأربعينية بالحمل ثانيةً؟

لا يوجد ما يمنع حملها وإنجابها للمرة الثانية شرط وجود إشراف طبي حثيث ودائم لها وللأجنة الجديدة المقبلة المقترنة بالراحة الجسدية والنفسية طوال فترة الحمل.

تعليقات سخيفة
* لابد أنك أشرفت على ولادة أمهات أربعينيات كثر تعرضن لتعليقات ساخرة حول حملهن المتأخر، فماذا كان موقفهن من هذه التعليقات الجارحة لمشاعرهن الحساسة؟

إحدى هذه الحالات كانت لمريضة أربعينية حملت لأول مرة بواسطة الإخصاب، وكانت زوجات أشقاء زوجها المقيمات معها بنفس العمارة يسمعنها تعليقات مبطنة بالسخرية، فإحداهن قالت لها: والله محتارة ياحبيبتي حتكوني أم لطفلك ولّلا جدة له؟ المثير أنها صارحتني بتعليق سلفتها وهي تبتسم قائلة لي: لم تكدر تعليقاتهن الساخرة صفو سعادتي بحملي العظيم المنتظر من 20 سنة، ففرحتي وزوجي به تجعلني منيعة نفسياً ضد سخافات وغيرة وسطحية من حولي، ولابد أن أقوي نفسيتي لأجل طفلي، كما أقوي جسدي بالراحة والغذاء والرعاية الطبية، ولن أدع للتعليقات السخيفة فرصة إفساد إحساسي الرائع بأمومتي الجديدة.

هذه الأم الحامل المثقفة تدرك أهمية المناعة النفسية لاستمرار الحمل إلى موعد الولادة، كما تدرك أهمية المناعة الجسدية وضرورتها لضمان ولادة آمنة لها ولطفلها، الذي يتأثر بوضع والدته الصحي والنفسي حتى وهو في مرحلة التكون والنمو في أحشائها، وحمايته واجب عليها كأم محبة وقوية.