أصبحت الهواتف المحمولة جزءًا لا يتجزأ من الحياة الحديثة، حيث يعتمد عليها الأشخاص من جميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال، للتواصل والتعليم والترفيه، وهو ينمي قدراً من الذكاء لديهم، ومع استمرار تزايد استخدام الهواتف المحمولة، ظهرت مخاوف بشأن الآثار الصحية المحتملة للتعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي، وخاصة فيما يتعلق بتأثيره على الأطفال، تابعي معنا ما يوضحه الأطباء والمتخصصون.
ما هو الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من الهواتف
تنبعث من الهواتف المحمولة أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي "غير المؤين" المعروف باسم إشعاع الترددات الراديوية (RF). يقع هذا الإشعاع في نطاق الموجات الميكروية وهو منخفض الطاقة نسبيًا مقارنة بالإشعاعات المؤينة مثل الأشعة السينية وأشعة جاما.
هل يمكن لإشعاع الهاتف أن يسبب السرطان؟
يقول مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا: "لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كان إشعاع الترددات اللاسلكية المنبعث من الهواتف المحمولة يمكن أن يسبب مشاكل صحية بعد سنوات". ومع ذلك، صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) إشعاع الترددات اللاسلكية على أنه "مادة مسرطنة محتملة للإنسان". ووفقاً للمعهد الوطني الأمريكي للسرطان، "لا يوجد حالياً أي دليل ثابت على أن الإشعاعات غير المؤينة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى البشر".
ماذا تقول الدراسات الحديثة؟
تم إجراء العديد من الدراسات لتقييم المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتعرض لإشعاع الهاتف المحمول، خاصة بين الأطفال. على الرغم من عدم وجود إجماع نهائي، فقد اقترحت بعض الدراسات روابط محتملة بين استخدام الهاتف المحمول والآثار الضارة على صحة الأطفال، بما في ذلك النمو المعرفي والقضايا السلوكية.
من المهم ملاحظة أن النتائج في هذا المجال ليست متسقة، وقد أنتجت العديد من الدراسات نتائج غير حاسمة أو متضاربة. إذ تشير بعض الدراسات إلى زيادة طفيفة في خطر الإصابة بأورام المخ بين مستخدمي الهاتف المحمول على المدى الطويل، في حين لم تجد دراسات أخرى أي ارتباط كبير. ويظل الإجماع على رأي مع الأدلة موضع نقاش بين الخبراء.
علمي طفلك اتباع تدابير السلامة هذه
ونظرًا لعدم اليقين المحيط بتأثير إشعاع الهاتف المحمول على الأطفال، يوصي العديد من المنظمات الصحية والخبراء باتخاذ تدابير احترازية. وتشمل هذه التدابير:
1 - الحد من تعرض الطفل للهواتف المحمولة.
2 - تشجيع استخدام مكبرات الصوت أو سماعات الرأس السلكية.
3 - تعزيز فترات الراحة المتكررة أثناء استخدام الهاتف لفترة طويلة.
4 - يمكن للوالدين التفكير في الاستثمار في حافظات الهاتف المحمول المصممة لتقليل التعرض للإشعاع.
التباعد الجسدي عن الهواتف
بصرف النظر عن التحكم في استخدام الهاتف المحمول، فمن المهم تعليم الأطفال إبعاده عن أجسامهم للحد من المخاطر. إذا كان طفلك يحمل هاتفه، اطلبي منه وضعه في حقيبته بدلاً من جيبه. ومن المهم أيضًا إبعاد الهاتف عن الجسم أثناء النوم.
متى اسمح لابني بحمل الموبايل؟
بحلول الوقت الذي يبلغ فيه ابنك أو ابنتك 10 أو 12 عاماً قد يطلبان امتلاك هاتف محمول للتواصل مع الأصدقاء، وربما ستدركين حينها أنك في حاجة إلى وسيلة مباشرة للتواصل مع أبنائك في أي وقت، لكن تراودك بعض المخاوف، مثل:
سعر الموبايل
هل يجب إنفاق الوفير من المال على موبايل قد لا يعتني به طفلي كما يجب، وهو ثقل جديد للعائلة. يسحب من ميزانيتها؟
الفواتير الشهرية
يستهلك الأطفال باقات الإنترنت الشهرية من دون إدراك، إذ تتطلب ألعاب الأطفال شبكة إنترنت ذات سرعة فائقة، وبالطبع لا تفي الباقات التقليدية باحتياجات تلك الألعاب وفيديوهات تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام.
استخدام بطاقات الائتمان
وهي عادة ما قد تكون مسجلة على الهاتف، سينفقونها في شراء ألعابهم الإلكترونية وتجديد اشتراكاتها، وقد ينفقون بسذاجة مبالغ ضخمة من بطاقات ائتمان آبائهم على الألعاب والتطبيقات الأخرى.
التعرض للخطر
قد يتعرض طفلك للاستغلال أو مشاهد العنف من أكثر من طريق، ربما عليك مراقبته بصفة مستمرة للسيطرة على هذا الخطر المحتمل. وكلما زاد وجود الجهاز المحمول زاد خطر التنمر الإلكتروني، ومن الممكن أيضاً -من خلال وسائل التواصل الاجتماعي- أن يتفاعل الأطفال مع مشاهير هذه المواقع، ويشعرون بالنقص.
التعلق النفسي بالموبايل
من أحد أكثر الأمور التي تثير غضب وقلق الآباء والأمهات هو تعلق الأبناء الشديد بالحياة الافتراضية، ومواقع السوشيال ميديا، الأمر الذي يتطلب خطة علاج نفسية قد تكون مرهقة.
ما الحل هل أعطيه التلفون؟
حسب رأي العديد من الخبراء، الذين يؤكدون للآباء أن الأمر لا يتعلق بعمر معين بقدر ما يتعلق بالوعي الاجتماعي للطفل وفهمه ما تعنيه التكنولوجيا، حيث يمكن أن يكون لديك طفل يبلغ من العمر 15 عاماً غير ناضج حقاً، لكنك تمنحينه الهاتف لأنه يبلغ من العمر 15 عاماً، في حين أن الطفل البالغ من العمر 12 عاماً الناضج اجتماعياً يمكنه التعامل مع الأمر بشكل أفضل، لذلك اتبعي هذه النصائح:
1 - اسألي نفسك: هل طفلي حريص، وهل يفقد الأشياء، خاصة باهظة الثمن؟
2 – اعرفي إلى أي مدى يتعامل طفلك مع المال بشكل جيد؟ وهل يندفع من دون التفكير في تكلفة؟
3 - ضعي في اعتبارك أيضاً مدى سهولة التقاط طفلك الإشارات الاجتماعية، هل يفهم الرسائل النصية وضوابط النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي؟ هل يستجيب لرسائل الغرباء؟ هل يبادر بالتواصل معهم؟ هل تغير مزاجه رسالة مزعجة من شخص على منصات التواصل الاجتماعي؟
4 – تعرفي على مدى ذكاء طفلك في ما يتعلق بالتكنولوجيا؟ هل يدرك حقاً أن موظفي القبول في الجامعة وأرباب العمل والزملاء في المستقبل يمكن أن يروا -ولو بعد سنوات- أي شيء تنشره الآن؟
اعرفي أيضاً مدى تفهم طفلك مع تحديد وقت الشاشة، إذا كان متعلقاً بالحاسوب فمن المحتمل أن يواجه صعوبة في ترك الهاتف أيضاً.
5 - إذا كنت لا تشعرين أن طفلك مستعد تماماً لامتلاك هاتف ذكي فإن أحد الخيارات المتاحة لديك هو تزويده بهاتف يسمح بالاتصال والرسائل النصية فقط، و ليس مرتبطاً بعالم الإنترنت.
قد يهمك أيضا: