كثيرون يعتقدون أن حياة الأطفال سهلة وبلا تحديات أو ضغوط، وهذا الظن ليس صحيحاً، فمراحل النمو النفسي والاجتماعي التي يمر بها الطفل منذ مولده حتى يشب ويصبح شاباً ناضجاً أو فتاة مسئولة.. تجعلهم يواجهون تحديات في دراستهم، أو أنشطتهم الرياضية أو علاقاتهم الاجتماعية، بجانب ضغوط شاشات النت، والتي تنعكس بالضرورة على أفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم.. وهنا يظهر دور الآباء والمعلمين بالمدرسة... فكل أب معلم لأطفاله، وكل معلم يجب أن يكون أباً لتلاميذه.. التقرير يستعرض مراحل النمو النفسي والاجتماعي للطفل حتى سن الثامنة عشرة، والتحديات التي تواجهه وعلاجها. اللقاء مع الاستشاري النفسي الاجتماعي الدكتور فؤاد عدلي؛ للشرح والتوضيح.
كيف ينشأ الطفل واثقاً بنفسه؟
لكي ينمو الصغار جسدياً، وتنمو معهم قدرتهم على التعامل مع تحديات الحياة المختلفة، فإنهم يحتاجون إلى أن ينشأوا واثقين بأنفسهم وخياراتهم، وأن يتمتعوا باحترام ذواتهم، والثقة في خياراتهم والقدرة على الوقوف في وجه الفشل.
وعادة ما يكتسب الطفل الصغير ثقته بنفسه عبر شعوره بالكفاءة، وهو ما ينشأ عبر تحقيقه للإنجازات.. فتكبر ثقته معه خطوة بخطوة، بدءاً من شعوره بالمحبة والقبول والأمان داخل أسرته، وحين يجد انتباهاً إيجابياً ورعاية ممن حوله.
وبينما يكبر الطفل ويخطو خطواته الأولى بأمان في العالم، ويتعلم مهارات جديدة وينجح في ممارستها، فهو يكتسب المزيد من الثقة بنفسه، وكل ذلك بفضل انتباه الأبوين وتشجيعهما للطفل.
تطور شخصية الطفل
هناك إجماع على أن الشخصية تتطور نفسياً واجتماعياً عبر عدة مراحل، وخلال كل مرحلة يختبر الطفل أزمة نفسية اجتماعية ما، ناتجة عن التغيرات الفسيولوجية والسيكولوجية والثقافية المرتبطة بالمرحلة.
وهذه الأزمات ترتبط بحاجات الفرد النفسية والبيولوجية من جانب، والمتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه من جانب آخر، ومحاولاته للتكيف مع هذه المتطلبات وفقاً لمراحل النمو المختلفة.
والنجاح في حل هذه الأزمات في كل مرحلة، ينتج عنه شخصية سوية واكتساب فضائل وسمات شخصية قوية، تساعد على حل أزمات المراحل اللاحقة، بينما الفشل يؤدي إلى انخفاض القدرة على حل الأزمات في المراحل اللاحقة.
مراحل النمو النفسي والاجتماعي للطفل
المرحلة الأولى
من مراحل النمو النفسي والاجتماعي للطفل.. هو الإحساس بالثقة في مقابل الإحساس بعدم الثقة، وتستمر منذ الولادة وحتى الشهر الثامن عشر.
والسنة الأولى تعد أنسب فترة في حياة الطفل لاكتساب الثقة بنفسه وبالبيئة من حوله، لكن قبل ذلك ينبغي عليه أولاً أن يثق بمن حوله، حيث يعتمد عليهم في تلبية احتياجاته الأساسية.
الطفل إذا لم يتمكن من اكتساب الثقة أثناء السنة الأولى من عمره، فإنه من الصعب اكتسابها بعد ذلك، وحينئذ ينمو الطفل مع شعور بعدم الثقة يلازمه طيلة حياته.
المرحلة الثانية
من مراحل النمو النفسي والاجتماعي: الإحساس بالاستقلال الذاتي في مقابل عدم الإحساس بالثقة، وتستمر منذ بلوغ الطفل عاماً ونصف إلى أن يبلغ ثلاثة أعوام.
فينمو لدى الطفل شعور بالاستقلال، ويتولد عنده صراع بين تأكيد ذاته والاعتماد على الآخرين، ويظل هذا الصراع مسيطراً على الطفل طيلة المرحلة الثانية.
لذلك ينبغي على المربي الاعتماد على أساليب التنشئة التي توازن بين التسامح والحزم، حتى يتمكن من تعزيز نمو الاستقلال الذاتي عند الطفل.
المرحلة الثالثة
من مراحل النمو النفسي: الشعور بالمبادرة في مقابل الشعور بالذنب، وتستمر من عمر ثلاث إلى ست سنوات.
وهنا يدرك الطفل أن بإمكانه إحداث أثر فيما حوله من الأشياء والأشخاص، كما يتطور الضمير عند الطفل وينمو عنده الشعور الأخلاقي، مما قد يتسبب في شعور الطفل بالذنب.
المرحلة الرابعة
الإحساس بالاجتهاد في مقابل الإحساس بالدونية، وتستمر هذه المرحلة منذ السادسة إلى الثانية عشرة.
وتتميز هذه المرحلة بقدرة الطفل على اكتساب العديد من المهارات وأداء المهام، مما يطور لديه شعوراً بالجهد، وبالتالي يصبح الطفل قادراً على الإنجاز والتحصيل الدراسي.
وفي المقابل، يمكن للطفل أن يصاب بالفشل والإحباط والنقص والدونية إذا لم يحسن مربوه التعامل مع هذه المرحلة.
المرحلة الخامسة
الإحساس بالهوية، وتستمر من السنة الثانية عشرة وحتى بلوغ الثامنة عشرة، وهنا يدخل الطفل إلى سن المراهقة بما يتضمنه من تغيرات عقلية وفسيولوجية.
حيث يتعامل المراهق باعتباره رجلاً قد خرج من طور الطفولة، وإذا لم يحسن من حوله التعامل معه واستمروا في إشعاره بطفولته، فإنه يلجأ إلى العنف للتأكيد على هويته.
مشاكل الأطفال السلوكية
العصبية.. العناد.. الغيرة.
الكذب.. قضم الأظافر والشفاه.
السرقة.. التبول اللاإرادى.
الانطواء والخجل الزائد.
تحديات النمو وطرق علاجها
تبدأ أول التحديات.. في أسلوب الأهل في معاملة الأبناء بالعدل.. أو تفضيل أحدهم على الآخر لسبب ما.
في أسلوب المقارنة بين إمكانات وقدرات أحد الأبناء مع غيره من الإخوة أو الأصحاب.
في الضغوط التي يمارسها بعض الآباء في التربية أو التسلط، مما يُفقد الأطفال الجرأة والثقة وسط الزملاء.
سوء معاملة بعض الأصدقاء الذي يصل لمرحلة التنمر.. ما يفقد الطفل الأمان والثقة بالنفس.
ضغوط ومشاكل الدراسة، والتوفيق والرسوب في بعض العلوم، وما يقابله من عقاب وتنبيه من الآباء.
ضغوط الانضمام إلى الفرق الرياضية.. والمنافسات التي لا تنتهي، والرغبة في التميز والنجاح.
وهناك تحديات تغيرات البلوغ وسنوات المراهقة، التي تبدأ من عمر التاسعة وتستمر لسنوات طوال.
وهل ننسى التحدي العصري الأكبر وهو شاشات النت، وما يصدر عنه من ألعاب جذابة، وصداقات وغرائب تشد الانتباه وتسرق الوقت!
طرق لتخفيف التحديات
ويتمثل في محاولة الوالدين تغيير سلوك الطفل بطريقة هادئة بدلاً من أسلوب العقاب، وهذه الطريقة تأخذ وقتاً طويلاً مع الوالدين.
تغيير الأسلوب السلبي مع الطفل، واتباع أسلوب التشجيع، بالكلمات أو القيام بالزيارات المحببة للطفل أو تقديم الهدايا له.
التجاهل وهو أحد الأساليب عندما يضغط الطفل على والديه بفعل شيء معين والإلحاح. في هذه الحالة يجب التجاهل تماماً.
لابد من تشجيع الطفل على ممارسة رياضة محببة له، مثل الرسم أو السباحة.
الابتعاد عن الطرق السلبية؛ مثل الضرب أو الإهانة أو التقليل من الطفل أمام إخوته أو أصدقائه.
قد يهمك أيضا:
التعرف على الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة
10 علاجات طبيعية مجربة لحساسية عدم تحمل اللاكتوز عند الأطفال