مما لا يختلف عليه اثنان أنّ ذكاء الأطفال أمر نسبي وقد يتعلّق بعوامل عدة منها عادات المرأة أثناء حملها والتي تشير بعض الدراسات إلى أنّ بعض الأساليب التي تتبعها الحامل في خلال التسعة أشهر من الحمل تساهم بشكل كبير في زيادة فرص ولادة طفل ذكي. إلا أنّ الدراسات نفسها تؤكد أنّ نسبة الذكاء متعلّقة بشكل مباشر بالعوامل الجينية والوراثية التي يكتسبها الطفل من أهله.
وآخر الدراسات، أتت لتبيّن أنّ الأطفال يتوارثون الذكاء من أمهاتهم وليس من آبائهم. فهؤلاء الأطفال سواء ذكورًا كانوا أم إناثًا لا يرثون الصفات بالتساوي من آبائهم وتكون جينات الأم هي السائدة لديهم، فالبرغم من أنّ هذه الجينات تكون متساوية من حيث العدد إلاّ أنّ التأثير يختلف الى حد كبير، إذ تؤثر جينات الأم بطريقة تفوق تأثير جينات الأب على الطفل.
ومن هنا، تؤكد الدراسات هذه أن الطفل يرث الذكاء من أمه لأنّ جين الأم للذكاء هو المؤثر الأكبر في نسبة ذكاء الطفل. لماذا؟ لأنّ جينات الذكاء توجد على الكروموسومات X والتي تملك المرأة اثنين منها في الوقت الذي يكون لدى الرجل واحدة فقط.
ويضيف الباحثون أنّ عامل الوراثة مهم جدًا في تحديد درجة الذكاء لدى الأطفال إلاّ أن لا يمكن تجاهل بعض العوامل الأخرى المؤثرة في ذلك كالبيئة التي يعيش فيها الطفل والتربية ونوع التعليم وغيرها من العوامل التربوية والإجتماعية.