السن المناسب لدخول عالم الكبار

كلنا نخاف على أبنائنا وإخوتنا الصغار وأبناء إخوتنا من أي مخاطر وهو أحيانًا ما يحدونا إلى إحاطتهم بسياج كبير ومرتفع ليحميهم من الشرور التي أصبحنا نراها تحيط بنا من كل حدب وصوب.

وعندما يتقدم العمر بالصغار سنة بعد سنة يصبح لزامًا علينا أن نتغلب على هذا القلق وأن نسمح لهم ببعض الحريات لأنها تُكسبهم بالمقابل خبرات ونضج اجتماعي وفكري.

بناء علاقة الثقة مع الأبناء: 

•    تجنبي إلقاء الأوامر والمحاضرات بل ناقشي الأبناء
   

•    لا تتجاهلي الخطأ أبدًا
   

•    لا تعنفي بل ناقشي واطلبي المبرر
  

•    تابعي تنفيذ القواعد
   

• لا تبالغي في تحديد القواعد التي تنظم حياتهم، فلا تكوني مسيطرة
   

•    لا تركزي على الأخطاء وتتجاهلي الحسنات حتى لا يبدأ التمرد
   

•    لا تنتقدي أمام الآخرين بدءًا من الأب والإخوة وصولًا للأصدقاء والأقارب بل والغرباء.

[اقرأي أيضًا: الطفل الجرئ كيف تتعاملين معه]
ما الحريات المسموح بها وما وقتها؟

يقول أخصائيو التربية أن تلك القواعد والحريات أمر نسبي يختلف التعامل فيه من أسرة إلى أخرى حسب الطبقة الاجتماعية والحي الذي تسكنون فيه وحسب مجموعة الأصدقاء حول الابن، وقد يختلف الأمر من ابن إلى آخر ومن ابنة إلى أخرى حسب درجة اجتماعيته ومطالبته بالحريات، وربما يختلف الأمر بين الصبي والفتاة. لكن من المهم عدم التفرقة بين الولد والبنت أبدًا.
الذهاب للمدرسة والعودة منها وحدهم:

لا أتفق أن يذهب الأبناء وحدهم للمدرسة في المرحلة الابتدائية كلها أي دون سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة، لأنني أرى أن بساطة الأطفال وبراءتهم قد يعرضهم لاستغلال ضعاف النفوس. كما أن إدراكهم وسرعتهم قد لا تمكنهم من عبور الشارع وحدهم.
يمكنك في هذه الفترة السماح لهم بالنزول تحت المنزل لشراء شيء لك، لكن لا تعرضيهم لعبور الشارع خاصة لو كان رئيسيًا.

بعد المرحلة الابتدائية، يمكنك السماح لهم بذلك تدريجيًا، لكن عليك عرض بعض النصائح العامة دون إبداء الخوف الشديد عليهم. ثقي بهم واجعليهم دومًا على علاقة صداقة وثقة معك تمكنهم من أن يرووا لك أي مشكلة يتعرضون لها ولا تعنفيهم بشدة بل حاولي استيعابهم وتعليمهم.

تقول د. نسرين طبيبة تحاليل وأم لطفلين أنها تضطر إلى ترك الأبناء أحيانًا وحدهم في المنزل بعد المدرسة وحتى عودتها من عملها وتعهد برعاية الصغرى للابن الأكبر خلال العودة من المدرسة والانتظار في المنزل، لكنها لم تجرؤ على ذلك إلا اضطرارًا لأنها مغتربة في إحدى دول الخليج، بينما عندما كانت في مصر كانت لا تطمئن إلا عندما يكونا عند الجدة حتى موعد عودتها.

[اقرأي أيضًا: 8 أخطاء شائعة في تهذيب سلوكيات اﻷطفال]
الخروج للتنزه مع الأصدقاء أو لشراء الملابس:

    يمكنك السماح لهم بذلك في المرحلة الثانوية، لكن احرصي على رقابة الملابس التي يشترونها لتتفق مع تعاليم ديننا وتقاليدنا لأن هذا السن جامح بعض الشيء.
    لا تكوني انتقادية على الدوام، لكن لا تكوني متساهلة أيضًا.
    يجب أن تتعرفي على أصدقائهم وعائلاتهم لتعرفي الوسط الذي يخرجون فيه، ويجب أن تعرفي إلى أين يذهبون ونوعية الأفلام التي يشاهدونها في السينما مثلًا لأن فترة المراهقة هي الفترة الحرجة.

تقول منال ربة منزل إن المشكلة في الحقيقة ليست في خروج الابنة بقدر ما هي في اختيار الملابس، لكنني وضعت قواعد أساسية منها أن الملابس التي لا تتفق مع التقاليد لن تلبس ولن تأخذ بدلًا للمال المشترى به تلك الملابس وهو ما ألزمها بذلك.

[اقرأي أيضًا: التعامل مع الطباع و العادات الخاطئة التي يكتسبها طفلك]
السفر والرحلات وحدهم:

في سن الجامعة وما بعد التخرج، يمكنك السماح لهم بالسفر لرحلة يوم واحد وربما لرحلة تستغرق أيامًا إن أمنت الصحبة وهي الأهم، وإلا فيكفي رحلة اليوم الواحد وأي رحلات أخرى يمكن أن تؤجل إلى ما بعد التخرج والعمل والوصول لسن النضج وحسن اختيار الصحبة والأصدقاء.
تعلم القيادة

لا أحبذ أن يبدأ الأبناء تعلم القيادة قبل سن الجامعة، وإن كان الابن أو الابنة شديد التهور، فربما من المناسب تأجيلها إلى ما بعد ذلك أيضًا أو السماح له ولها ببعض الضوابط.

تقول السيدة أزهار مدرسة متقاعدة أنها عانت مع الابن الأصغر فقط لأنه كان شديد التهور بينما كان الابنان الأكبر أكثر تعقلًا عندما كانا في عمره والابنة تعلمت القيادة وهي في التاسعة والعشرين فكانت عاقلة للغاية.