لا شكّ أنّ كلّ أم عايشت هذا السيناريو في مرحلة ما؛ فها هو طفلكِ يبتسم بهدوء ويلعب ما بين ذراعيكِ أو أرضاً، ليقرّر أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء حمله... وهنا تنطلق صفارة الإنذار ويبدأ طفلكِ بالبكاء دون توقف! فهل تساءلتِ يوماً لماذا يبكي طفلكِ عندما يحمله أحدهم بالتحديد؟
في تلك الحالة، قد تحاولين تخفيف وطأة الموقف من خلال المزاح بأنّ هذا الشخص يقوم بقرص الطفل سراً، ولكن في الواقع هناك تفسير علمي وراء حصول ذلك.
طفلكِ قلق
الأمر يعود إلى ما يعرف بحالة "القلق من الغرباء" أو الـStranger Anxiety، والتي تبدأ بالظهور لدى الطفل ما بين عمر 6 أشهر إلى السنة. فطفلكِ في هذه المرحلة بدأ يستطيع التمييز بينكِ وبين "الغرباء"، رافضاً أن يحمله أحد خارج إطار دائرة الأشخاص الذين يراهم بإستمرار.
قد لا يكون الشخص الذي يبكي في ذراعيه غريباً من الناحية التقنية - فهو في أغلب الأحيان من الأقارب - ولكن فكّري كم مرّة يراه صغيركِ فيها. ففي معظم الأحيان، وإن كان لا يراه أكثر من مرّتين في الشهر مثلاً، سيصنف طفلكِ هذا الشخص كغريب ويبكي عند حمله له.
إنعكاس لمشاعركِ
هذه القاعدة تنطبق في أكثرية الحالات، ولكن التجارب أحياناً تشير إلى أن الطفل يتصرّف أيضاً بقلق أو يرفض الشخص الآخر، إن شعر بأنّ أهله، وبالتحديد أمّه، تشعر بالتوتر أو القلق في حضرته. فهو يستطيع رغم سنّه اليافع إلتقاط بعض المؤشرات التي تدلّ على أنكِ غير مرتاحة في وجود هذا الشخص، ليرفضه بدوره. فحاولي التذكر؛ هل يبكي طفلكِ عندما يقوم فرد ما لا تحبذين وجوده بحمله؟
تذكّري أنّ حصول هذا الأمر طبيعي وشائع قبل أن تشعري بالإحراج أو الإنزعاج، فإعتذري من الشخص المعني، وأشيري إليه بأنّ طفلكِ يقوم بردّه الفعل هذه مع كل من لا يراهم بشكل متكرّر، لتعيدي حمل صغيركِ وتهدئته!