أمٍّ جديدة

"لقد ولدتُ للتو ولم يغمض لي جفنٌ منذ أيام... جسمي متورّمٌ وثدييّ يؤلمانني وهرموناتي في ثورةٍ مستمرة... ومع ذلك، يظنّ الناس أنّ الوقت مناسبٌ لزيارتي وزيارة مولودي الجديد".

الحقيقة أنّ الوقت غير مناسب البتة، والأفضل الانتظار عدّة أسابيع قبل الظهور على عتبة منزل أمٍّ جديدة. فهي بحاجة إلى بعض المساحة كي تتمكّن من استعياب التغيرات التي طرأت على حياتها والمسؤولية التي باتت في عهدتها!


وإن كان لا بدّ من هذه الزيارة، رجاءً تصرّفي بحكمة ولا تتفوّهي بـعبارات في غير محلّها وابتعدي قدر الإمكان عن هذه السلوكيات "المزعجة":

القدوم للزيارة من دون سابق إنذار، غير آبهة بما إذا كانت نائمة أو منزعجة أو بكلّ بساطة غير قادرة على استقبالك.
مناداة المولود بغير اسمه، ولو عن طريق الخطأ.
الإصرار على رؤية الطفل وعدم غسل اليدين قبل حمله.
إغراقها بالنصائح "غير المجدية" بدلاً من تقديم الدعم المعنوي لها. فالأم التي ولدّت حديثاً لا تحتاج إلى النصح بشأن كيفية عنايتها بطفلها، بل تحتاج لكتفٍ تبكي عليه عندما تضيق بها الدنيا وتُرهقها المسؤوليات.
سؤالها عن المستقبل في الوقت الذي لا تزال فيه متوترة وغير قادرة على التفكير بحاضرها: "متى ستنقلين الصغير إلى غرفته الخاصة؟ في أي مدرسة ستُسجّلينه؟".
محاولة تشبيه المولود بأبيه.
سؤالها تغطية نفسها أثناء الرضاعة. والحقيقة أن لا ينبغي عليكِ أن تتدخّلي في هذه المسألة وإن كان مشهد الرضاعة يُزعجكِ أو يُحرجكِ، انسحبي وتوجّهي إلى المطبخ أو أي غرفة أخرى ونوبي عنها ببعض المهام المنزلية.
مساعدتها على طريقتكِ الخاصة، كأن تعرّضي عليها حمل الطفل حتى تتمكّن من تنظيف المنزل أو إعداد الطعام. والحقيقة أنّ المطلوب هو العكس تماماً: الأم الجديدة تحتاج لمن يُساعدها في أعمال المنزل حتى تستمتع بأمومتها وتستريح.
الاستفاضة بالشرح عمّا كانت عليه تجربتكِ الشخصية مع الولادة والأمومة وقصص طفلكِ "المثالية".
والأهم من كل ذلك، المكوث لساعات طويلة تتحوّل معها الزيارة إلى عائقٍ في وجه تقرّب الأم من مولودها الجديد!