لأجل حماية طفلكِ من التّحرش الجنسي الذي يتربص بالأطفال في مختلف المجتمعات ويؤثر سلباً في شخصيّتهم وصحتهم النفسية والجسدية، عليكِ كأم أن تواظبي على توعية صغيرك من خطورة هذه المواقف وتحذيره من التحدث إلى الغرباء والسماح لهم بالتودد إليه ولمسه ولمس أعضائه الجنسية بشكل خاص. وعليكِ كذلك أن تطّلعي وتكوني على علم ودراية بالعلامات والأعراض التي يمكن أن ترافق حالات التحرّش ويصعب على أكثرية الأطفال التبليغ أو الكشف عنها.
التحرش الجنسي وتأثيره على شخصية الطفل
وصحيح أنّ علامات التحرش تختلف بين طفلٍ وآخر، وبين حالةٍ وأخرى، ولكنّ العلامات التالية هي الأبرز والأكثر شيوعاً.. إعرفيها!
الآثار الجسدية: الآثار الجسدية هي الدليل الأكثر وضوحاً على تعرّض طفلكِ للتحرش الجنسي. ولكنّ احتمال اكتشافكِ الأمر من تلقاء نفسك منوط بعمر طفلكِ. ومن بين هذه الآثار الجسدية، نذكر لكِ الأكثر شيوعاً: كدمات وجروح حول الفم أو المنطقة الحساسة، نزيف وألم غير مبرر أثناء التبول، صعوبة في المشي بشكل صحيح وظهور بعض أعراض الأمراض المنقولة جنسياً.
التّعبير بالألعاب: إن لاحظتِ بأنّ طفلكِ يمثّل دوراً ذا طابع جنسي أثناء لهوه بالألعاب أو أشياء أخرى. فسيكون عليكِ أن تسأليه عمّن علّمه هذه اللعبة أو من يلعب معه هذه اللعبة. لكن، افعلي ذلك بهدوء ومن دون أن تُثيري اضطرابه وتوتره.
الانطواء على الذّات: في الإجمال، ينسحب الأطفال الذين تعرّضوا للتحرش الجنسي من الحياة العامة وينطوون أكثر فأكثر على ذواتهم. بعض الأطفال خجول بطبيعته، ولكن إن لاحظتِ تغيراً مفاجئاً في تصرفات طفلكِ وسلوكه مع الآخرين، فالأفضل أن تتأكدي من الأسباب التي آلت إلى هذا التغيير.
حب الوحدة: عندما يتعرّض الأطفال للتحرّش، يتكوّن لديهم شعور كبير بالخوف والهلع تجاه كل من حولهم والريبة من مواجهة تساؤلات الأهل، الأمر الذي قد يدفع بهم إلى السعي للبقاء وحيدين كلّما تسنّى لهم ذلك. فإن ظهرت هذه العلامة على طفلك، إحرصي على طمأنته وإعادته إلى طبيعته السابقة.
طرح تساؤلات خاصة بالكبار: من الطّبيعي أن يكون لطفلكِ شكوك حول الجنس والعلاقة الجنسية. لكن من غير الطبيعي أن يطرح الكثير من التساؤلات ذات الصلة من دون أن يتماشى أيّ منها مع عمره وقدرته على التفكير والتحليل.
أصدقاء سريّون: إن كان طفلكِ أكبر في السن، يمكنكِ أن تشككي في أصدقائه الذين لا تعرفينهم شخصياً. راقبي ما إذا كان يتحدث كثيراً عن أصدقاء له أكبر سناً، راقبي ما إذا كان يعود إلى المنزل ومعه هدية أو أموال غير مبررة، إلخ.