غالبًا ما تبدأ بلعبة أو مغامرة صغيرة، بيد أن نتائجها "الطائشة" وحواراتها "العابثة" تتخذ أشكالًا سيئة وأبعادًا كارثية تؤدي إلى مشاكل عائلية. هي الخيانة عبر الإنترنت التي تبدأ بمناكفات بسيطة، وتتحول إلى مشاكل عظمى تُترجم بالانفصال والطلاق وتفكّك الأسرة. فما هي إذاً الخيانة الرقمية، وكيف ينظر الدين والمجتمع إليها ؟ حاول الإنسان منذ القدم ابتكار وسائل اتصال فعّالة، تكون في منزلة صلة الوصل بينه وبين الآخرين. وبدأ مشواره إرسال بعثات لنقل الرسائل، أو إضرام النار على سفوح الجبال ليبلغ خبرًا ما، أو بتدريب الحمام على نقل الرسائل، ولجأ اليائسون حتى إلى رَمي زجاجات مغلقة في البحر تحوي في داخلها رسائل، لعلها تصِل يوماً إلى أحدهم فيقرأها. واستمر هوس الإنسان في تطوير الاتصالات إلى أن اخترع الهاتف الذي كان وثبة عملاقة للبشرية في ذلك الوقت. وتوالت الاختراعات والتحديثات في عالم الاتصالات، إلى أن وصلت إلى المرحلة التي نعرفها الآن من ظهور للهواتف الجوالة الذكية، والكمبيوترات الثابتة والمحمولة واللوحية، والتلفزيونات الذكية، والمواقع الاجتماعية وبرامج الدردشة عن طريق الكتابة أو عبر الصوت والصورة، وكلها وسائل تؤمن الاتصال بمجرد وَصلها بشبكة الإنترنت. وهنا أصبحت خصوصية كل شخص مُستباحة في أيّ مكان وزمان. سيف ذو حدين مع أننا لا ننكر أن وسائل الاتصالات المتعددة سهّلت حياة البشر، ووسّعت الآفاق والأعمال، وجعلت من العالم موطنًا تكنولوجيًا لا يلتزم بحدود جغرافية ولا قواعد دولية، إلّا أن ذلك جعل منها سيفًا ذا حدين. فيمكنها أن تساهم في بناء العلاقات والمجتمعات من جهة، ويمكنها أن تؤدي إلى تدميرها إذا ما ساء استخدامها من جهة ثانية. وسهولة الاتصال بأيّ كان تخطّت حدود الخصوصية للأفراد، فأصبح الإنسان ملاحقاً حتى في غرفة نومه وأثناء استحمامه وعند أدائه واجباته الروحية. وساهم الترابط الوثيق بين الإنسان والتكنولوجيا في خلق عالم وهمي افتراضي لكلّ فرد تقريباً، يُبرز فيه ما يريد أن يُعرف عنه ويوصِل من خلاله الرسائل التي يريد أن يبرزها للآخرين، والتي في أغلب الأحيان لا تمتّ إلى الحقيقة والحياة الواقعية بصلة. ومع كل هذا، لا يمكن الجزم إذا كانت وسائل الاتصال قد حققت الفائدة التي وُجدت لها، أم تخطتها لتصبح أداة مدمرة لا حسيب عليها ولا رقيب. ومن هنا، ندخل صلب موضوعنا، ألا وهو تأثير وسائل الاتصال في الحياة الزوجية، إذ إنّ الكثيرين خلقوا حياة افتراضية في عالم خيالي، تختبئ وراء مصطلح احترام الخصوصية، حيث لا أحد يتدخل في خصوصية الشخص الآخر تحت شعار التطور الفكري ومواكبة العصر. الوضع الذي يتلاءم تماما مع الأشخاص الذين لديهم ما يخفونه عن شريكهم الآخر. الخيانة تأخذ شكلًا أوسع فمع تقدم التكنولوجيا وتطور عالم الاتصالات، كان للخيانة الزوجية نصيب من هذا التطور. فقد كانت في السابق فرص إقامة علاقات خارج إطار الزواج تقتصر غالباً على الدائرة الاجتماعية المحيطة، كالأقارب والزملاء وأصدقاء الأسرة والجيران، ولكن اختلف الأمر حالياً، واتسعَت هذه الدائرة بفضل وسائل الاتصال والإنترنت وعبر الوسائط الإلكترونية، من هواتف وغيرها. علماً أنه من غير الضروري أن تكون الخيانة جسدية أو تلامسية مباشرة على المستوى الفيزيائي، إنما يمكن أن تكون خيالية أو تصويرية. وفي هذه الحالة يزني الشخص بقلبه وعقله، ويفقد أي شعور بالتقدير والاحترام لشريك حياته. أما المظاهر التي يمكن من خلالها استنتاج إذا كان الشريك على علاقة بآخر أو لا، فهي كثيرة، نذكر منها: زيادة ساعات استخدام الإنترنت بشكل مفاجئ، مكوث الشريك ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، استخدامه الإنترنت في أوقات مشكوك فيها، الرغبة في الوحدة عند استخدام الشبكة، التمَلّك لعناوين بريد إلكترونية كثيرة، الاهتمام بالمظهر أكثر من قبل، وظهور ملامح التوتر إذا قررتِ الجلوس بجانبه أثناء عمله على الكمبيوتر. والسؤال الذي يطرح نفسه مباشرة، هل إنّ إقامة علاقات وهمية حميمة أو صداقات متقدمة مع أشخاص من الجنس الآخر عبر الإنترنت تعتبر خيانة للحياة الزوجية؟ أم انها أمر طبيعي في عالم وهمي افتراضي يجب التأقلم معه؟ للإجابة عن هذا السؤال كان لا بد لـ «الجمهورية» أن تناقشه من الجانب الديني، النفسي والقضائي، فكانت لنا هذه الأحاديث خاصة. رأي علم النفس أوضحت الاختصاصية في علم النفس العيادي والمعالجة النفسية أنا ماريا ماروني أن «الدردشة الإلكترونية تنقسم إلى قسمين؛ القسم الأول: إذا كان الشخص الآخر على علم بها، عندئذ تتسِم الدردشة بالبراءة. والقسم الثاني: إذا لم يكن الشخص الآخر على دراية بها، ففي هذه الحالة يمكن أن تكون وراءها نيّة بالخيانة، فتُرفع عنها صفة البراءة». كذلك شددت ماروني في حديثها على أهمية البُعد الذي وصلت إليه الدردشة، «فإذا وصلت إلى مراحل متقدمة، تُسمّى في علم النفس «هوامات» أو ما يعرف بالـ fantasme التي تستعمل الخيال للوصول إلى هدف ما، أو للحصول على لذة معينة. كما يمكن تشبيه هذه الخيانة بأخرى، إذا كان الشخص يمارس العلاقة الجنسية مع شريكه فيما يتخيّل شخصًا آخر». وعن مخاطر الدردشة الإلكترونية، أكّدت ماروني أنّ «الخطر الحقيقي لها يكمن في أنها تتطوّر ليتمّ اللقاء بين شخصين، إذ تخلق العلاقة عبر الشاشة نوعًا من الشوق إلى لقاء الآخر أو الشيء الذي لم يلمسه بعد». ونبّهت ماروني إلى خطر الإنترنت الثاني الذي يكمن في «المقارنة بين الشريك والشخص الجديد الذي نراسله عبر الإنترنت، بغضّ النظر ما إذا كان الشخص الجديد يخبرنا بالحقيقة أو لا؛ فالشاشة تتيح لنا البوح بما نريد فقط أن نُخبره وإظهار ما نريد إظهاره». وختمت حديثها مشدّدة على أن «الخيانة الإلكترونية هي خيانة معنوية، فكرية وهوامية، تبدأ بمجرد تسلية لتنقلب في اللاوعي أو بطريقة واعية أيضاً، إلى موضوع جدي وخطير». الأب فادي تابت من الكنسية المارونية: خيانة فكرية وللدين أيضاً نظرته الخاصة في هذا الموضوع، ففي حديث إلى «الجمهورية» دانَ الأب فادي تابت الإنترنت وتأثيراته في الحياة الزوجية المشتركة، فأوضح أن «وسائل الإعلام والإنترنت، كما تكلّم عنها المجمع الفاتيكاني الثاني والبابا يوحنا بولس الثاني، هي سيف ذو حدين، إذ إنها قادرة على بناء مجتمعات وهدمها في الوقت عينه». كذلك شدد تابت على أن «الإنترنت بمختلف أشكاله وأنواعه، كالفيسبوك والتويتر وغيرهما، قادر على بناء عائلة وكفيل بهدمها أيضاً» ولم ينسَ الـ whatsapp والـ viber والـ tango، وهي وسائل الاتصال الحديثة التي ساهمت في تفكك الحياة الحياة العائلية، وخَلقَت حياة وهمية فقسّمت المجتمعات على صعيد العائلة والمنزل والمجتمع بأسره، «نلاحظ مثلاً أنه في منزل واحد يتألف من أربعة أشخاص لكنهم لا يتكلمون مع بعضهم بل ينشغلون بوسائل الاتصال الحديثة». كذلك، ولتفادي الانجرار وراء سلبيات استخدام الإنترنت والوقوع ضحية الحب الوهمي والخيالي، أوضح تابت أنه «على المرأة والرجل معرفة التصرف بطريقة واعية، أي أن يضعا حدوداً حتى لا ينجرّا وراء الخطيئة المتمثلة بحب شخص آخر غير الشريك؛ فالمسيح كان واضحاً في هذا الخصوص: مَن نظر إلى امرأة غيره واشتهاها فقد زنى في نفسه، والذي يقوله عن المرأة يقوله أيضاً عن الرجل». وأضاف تابت أنّه «عندما قال يسوع ذلك لم يكن يقصد الإنترنت، فهو لم يكن موجوداً حينها، بل قصد الملاقاة التي تطورت في أيامنا هذه وأصبحت تتمّ عبر الإنترنت ووسائل الإعلام، فازدادت بذلك الأخطاء التي يمكن أن يقع ضحيتها الإنسان». ولامَ الأب تابت الأمهات والآباء الذين يهملون أولادهم وعائلاتهم ويستغنون عن جلسة عائلية دافئة ليستخدموا الإنترنت، ويمضوا ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية. وختم قائلًا إنّ «الخيانة الفكرية ممكن أن تتطور لتؤدي إلى خيانة جسدية أيضًا». الأب أغابيوس ناعوس من كنيسة الروم الأورثوذكس: خيانة كيانية من جهته، دان الأب أغابيوس ناعوس الخيانات الإلكترونية، مشدداً على أن «الخيانة هي خيانة بكلّ أحوالها، وهي ليست كلمة عابرة وإنما تحصيل لِما قد يبدأ في الخيال. فالخيال هو الذي يُنشئ الخيانة لأنّه القوة التي نستطيع من خلالها الارتقاء نحو وجه الله، أو الانحدار إلى دركات الظلمة والموت». كذلك استند ناعوس إلى قول يسوع المسيح في الكتاب المقدس «من نظر إلى امرأة واشتهاها فقد زنى بها في قلبه، الأمر الذي ينطبق على الذكور أيضاً»، ليميّز بين الإصرار والتصميم على الوقوع في الخطيئة، وبين الوقوع في الخطيئة بسبب «الإعلانات الموجودة اليوم والقصف الذي يأتينا من الشهوة التي تمارس علينا في مجتمع استهلاكي ضاغط». مشدّداً على أنّ «الخيانة تبدأ عن سابق تصوّر وتصميم في أن تكون خائناً، فتأتي الخيانة من الخيال حيث ترتسم في عقلك أيقونة لأخرى تكون مرتاحاً معها». وعن كيفية الانزلاق في الخطيئة، أوضح ناعوس أنّ: «الإنسان يبدأ بالانزلاق الذهني الذي يتحوّل مع الوقت إلى ممارسة جنسية قائمة على الخطيئة»، مُشدّداً على أنّ الكنيسة الأورثوذكسية «تستأنِس بالمراسلات التي تتم عبر الإنترنت، إذا كانت مُثبتة، لكي تقول إنّ الإنسان هو حقيقة في الخيانة، حتى ولو انّه لم يمارس الفعل بالجسد وذلك لأنّ الخيانة هي كيانية وليست فقط جسدية. فالإنسان يُحاكم، ليس على الفعل فقط، بل على نيّة الفعل أيضاً». وختم حديثه موجّهاً رسالة إلى الإنسان، داعياً إيّاه إلى الارتقاء نحو حال أفضل، قائلاً: «عليك أيها الإنسان أن تعلم أنّك كائن مَفطور كي تصِل إلى المطلق. وهذه نعمة من الله عليك أن تستغلها لكي ترتقي من حالتك إلى حال أفضل. فهذه هي طريقنا إلى السلام، وهذا هو السلم الذي يصعد بنا إلى السماء. ولكن للأسف غيّر الإنسان الاتجاه معتقداً أنه قد يصِل إلى الكمال والى الاكتفاء بالأمور المادية والخاضعة لحواسه وأهوائه»، وتابع محذراً الإنسان من خياله الذي عوض أن يرتقي به في اتجاه ملكوت السموات، ينحدر به إلى الهاوية. وناشده قائلاً «عليك أن تستبدل الهدف، وتنظر إلى ما يمكن أن يخلّصك، فارتقِ بالطاقة الداخلية التي فيك نحو معارج ملكوت السماوات، ولا تنحدر موهوماً بأنّ المقتنيات ستشبعك». وحذّر أيضًا من مخاطر الخيانة الإلكترونية، مؤكدًا انها «تبدأ بحرفين ولكن تنتهي جسدًا، فاحذروا». الأب جورج صفَر من كنيسة السريان الأرثوذكس: الخيانة في النوايا وللكنسية السريانية رأيها أيضًا في موضوع الخيانة الالكترونية، حيث اعتبر الأب جورج صفَر أن الانترنت أصبح «مسألة تجارية، وفي الوقت عينه وبفضل مواقع الدردشة، بات وسيلة جديدة لإقامة علاقات تجارية أو أي علاقات أخرى». لذا، نبّه صفر من ضرورة التأكد من نية المراسلات الالكترونية قبل اتهام الطرف الآخر بالخيانة، أي بمعنى آخر «علينا، قبل الدخول في موضوع الخيانة على الانترنت، أن نكون متأكدين ولدينا إثباتات، فيمكن للدردشة أن تقتصر على علاقات العمل أو القُربى». لكن في حال ثبت موضوع الخيانة الالكترونية، أكّد صفر أنها «تعتبر خيانة للحياة الزوجية، كون أي علاقة أخرى خارج إطار الزواج تعتبر خيانة للحياة الزوجية». وشدّد في حديثه أنه في حال وُجدت الإثباتات لأيّ علاقة تجمع شخصاً متزوجاً بآخر عبر الانترنت، فإن ذلك «يعتبر خيانة، وهنا تكون الخيانة في النوايا حتى ولو لم تحصل أي علاقة جسدية». وقد نوّه صفر الى ايجابيات الانترنت وسلبياته، فأشاد بالآفاق الواسعة التي فتحها على العالم فسهّل الاتصال بين الناس، «لكنه للأسف أصبح مشكلة للكثير من الأمور، فسهّل التعارف، بعدما كان يتمّ في الماضي وجهاً لوجه». وختم الأب صفر مداخلته مذكراً بقول السيد المسيح: «من نظر الى امرأة واشتهاها في قلبه فقد زنى في قلبه». القاضي غاندي مكارم من الطائفة الدرزية: خيانة لقدسية الزواج أمّا بالنسبة الى رأي الطائفة الدرزية في موضوع العلاقات الالكترونية وما ينتج عنها من خيانات، أكّد رئيس محكمة المتن المذهبية الدرزية، القاضي غاندي مكارم، أن التطور التكنولوجي الذي دخل على حياة كل فرد، وعلى الحياة الزوجية والعائلية، هو «سيف ذو حدين بالنسبة الى الحياة الزوجية، فهو من جهة يساعد على تسهيل الأمور الحياتية، ومن جهة أخرى يؤدي الى انهيار الحياة المشتركة». وركّز مكارم في حديثه الى أن «الخيانة الالكترونية بالنسبة الى الزوجين ليست سبباً وإنما نتيجة، أما السبب فيكمن في عدم استقرار الحياة الزوجية وفي عدم تفاهم الشريكين وعدم انسجامهما، أو في غياب الثقة والحب الصادق بينهما، وهذا ما يجعلهما يخرجان الى علاقات رديفة وجانبية غالباً ما تتم عبر الانترنت لأنه موجود في المنزل». وعن جريمة الخيانة الالكترونية، أكد مكارم أن «الرسائل الغرامية التي تتم عبر الانترنت لن تَرتقي الى جريمة الزنى، إذا بقيت مجرد رسائل، وإنما تضع صاحبها موضع شبهة تكون مبرراً للطلاق». وختم مكارم مؤكداً على أهمية الدين والعقل كونهما الرادع الوحيد للانسان، متسائلاً «ماذا ننتظر من مجتمع يعيش بعيداً عن الدين، ويعيش صخب الحياة من دون حسيب ولا رقيب؟»، مشدداً على أن «الخيانة الالكترونية هي خيانة لقدسية الزواج وللرباط الزوجي». الشيخ بلال المللا من الطائفة السنية: الاحتكاك بالكلام يمكن أن يؤدي الى المحظور بدأ الشيخ بلال المللا حديثة بآية من القرآن الكريم ليؤكد على خطورة الاحتكاك بالآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقال: «أولاً يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن نساء النبي(صلعم)، فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلنا قولاً معروفاً». مشدداً على أن الشرع «يمنع على الرجل أن يتكلم مع امرأة أجنبية بما ليس فيه ضرورة، والأمر ذاته ينطبق على المرأة أيضاً، تحاشياً للفتنة أو للدخول في المحظور». وأكد المللا أنّ «ما ينطبق على الكلام والتواصل المباشر بين الرجل والمرأة، ينطبق أيضاً على التواصل غير المباشر، فما يحصل على الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والدردشة يكشف جوانب كبيرة عن أخلاق المتكلم وسلوكه وهويته، وهذا أمر ممنوع شرعاً في الدين الاسلامي، فالاحتكاك بالكلام يمكن أن يؤدي الى المحظور حيث ينزلق فيه الشخص الى المهالك إذ يعتقد نفسه أنه في خلوة داخل غرفة نومه ولا احد يعرف مع من يتواصل، في وقت يكون مكشوفاً على العالم كله وهو لا يدري، فيستسهِل التعارف مع الآخرين، ثم يقدّم كَماً من المعلومات عن نفسه أو من خلال ما يستنبط من كلامه، ويصبح أسيراً للطرف الآخر أو يقع في غرامه». وبينما يتساءل الشيخ بلال عن ماهية شعور الزوج إذا رأى زوجته وهي تتكلم مع شخص آخر عبر الانترنت أو بالعكس، يُنبّه الى مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي والدردشة، خصوصاً في حال نُشرت المعلومات المخزنة فيها وفُضحت، على غرار ما حصل في ويكيليكس، مبيّناً نتائجها السلبية التي تبدأ بالفضائح وتنتهي بتدمير المجتمعات، لذلك «رحم الله رجلا أبعَد نفسه عن مواطن التهَم». أما المشكلة الثانية التي يمكن أن نواجهها عبر مواقع الدردشة، فقال المللا إنها تكمن في هوية الشخص الذي نكلمه «إذ قد يكون الذي نتكلم معه رجلاً مُنتحلاً صفة امرأة أو العكس، أو قد يكون أحداً انتحل صفة معينة للإيقاع بشخص ما». لذلك، دعا كل شخص الى «الحرص على عرضه وكرامته وعائلته، والى الحفاظ على حق شريكه الآخر، فكم من البيوت تفَكّكت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي؟ لذلك، يجب أن نعود الى ضوابط الدين والمعايير الشرعية التي تحكم العلاقة بين الأسرة ومع الآخرين». وختم مؤكداً أن «الخيانة الالكترونية، بنظر الشريعة الاسلامية، إذا أثبتت يمكن أن تؤدي الى الطلاق».