تجلس "سلمى" بجانب "فرح" و تهمس لها: شايفة "شريف" ماسك البيبي من أول ما وصلوا؟ ولا زهق ولا راح قال "ليارا" أنا تعبت شوفيه ماله!" ردت فرح وهى تقول بحسرة: "أيوة "يارا" شاطرة و بتعوده إنه يساعد معاها، احنا غلطنا لما اتحملنا كل حاجة، كان لازم نعودهم ويتعلموا معانا، يا بنتي "جوزك على ما تعوديه".
حديث قصير استمعت له وشعرت بحماسة لكتابته، وفي أثناء إجراء بحث لمعرفة المزيد، وجدت أن هذه الظاهرة عالمية، وأعتقد أنها منتشرة بصورة أكبر في مجتمعنا العربي، وهي ظاهرة "الزوج المطنش". عادة ما يجد هذا الزوج الحجج بشكل مستمر ليقنعكِ بعدم قدرته على المساعدة، مثل: الإحساس بالإرهاق بعد يوم عمل طويل، أو عدم معرفته كيفية التعامل مع الرضيع، أو ألا يعرف كيف يمكن أن يساعد، أو لا يفهم فكرة المشاركة، وهو من اعتاد الدلال في منزل أهله.
لكن لا تشعري باليأس وتقبلي بالأمر على إنه من المسلمات، وتبدأي في التعايش مع هذا الواقع، بل قاومي، وإليكِ الخطوات التالية:
1- لا تلجئي لأسلوب التلميحات أو التشبيه:
فعقل الرجل لا يفهم الرسائل بهذه الطريقة أبدًا، لذلك وفري طاقتكِ واطلبي المساعدة بصورة واضحة ومباشرة، مثل: "من فضلك أحضر حقيبة البيبي"، أو "ابقَ مع الرضيع دقائق حتى استحم و أعود"، بدلًا من استخدام عبارات مثل: "زوج ليلى يساعدها في كل التفاصيل" فهو لن يعرف كيف يبدأ أو كيف عليه المساعدة.
2- الحديث مع زوجكِ والتهيئة النفسية خلال الحمل:
لا بد أن يجري نقاش حول كيف ستتغير حياتكما بعد وصول المولود، ونفس الأمر للبيت؛ حيث ستزيد المهام ولا بد من إيجاد حلول وسط بالاتفاق لترضي الجميع. أيضًا يجب أن يشارك في زيارة الطبيب للاطمئنان على سلامة الجنين، وزيارة أسرة بها مولود جديد أيضًا يجعله أكثر معرفة لشكل التغيير الذي سيحدث، وكيف يمكن التعاون لتسهيل الأمور، خاصة خلال الفترة الأولى، كما ظهرت في الفترة الأخيرة دورات تُعطى للأم والأب لتعرفهم كيفية التعامل مع الرضيع، وكل التفاصيل المتعلقة به، ربما تكون فرصة مناسبة لحضور مثل هذه الدورات.
3- اختيار التوقيت المناسب قبل الحديث:
هل تشعرين بالإرهاق الشديد وتقومين بكل المهام بمفردكِ تمامًا؟ إذًا عليكِ الحديث مع زوجكِ، والأهم اختيار التوقيت، وأن تكوني هادئة ومحددة الأفكار، بدلًا من الصراخ والغضب لمجرد تنفيس الطاقة التي بداخلكِ، ودون الوصول للحلول.
4- الخوف من المساعدة و الحاجة لها في نفس الوقت:
وهو صراع تقع فيه بعض النساء، فهي بحاجة لمساعدة الزوج بشدة، وفي نفس الوقت تخاف ألا يقوم بالمهمة بالشكل المطلوب، ولهذا تقوم هي بها.. هوِّني على نفسكِ وراجعي معه الخطوات إذا كان سيقوم بتغيير الحفاض أو إعداد الرضعة أو أي مهمة تتعلق بأمور البيت.
5- شجعيه على مساعدتك:
التشجيع والشكر من أكثر الأمور التي تحفز الزوج للقيام بالمزيد من المهام، ولهذا لا تنسي تشجيعه باستمرار.
6- استمعي لزوجك:
في كثير من الأحيان، يبدأ اهتمام الزوجة في الانتقال ناحية المولود بصورة تامة، وتتناسى دون قصد أو تعمد وجود الزوج، وربما يحاول لفت نظرك بطريقة أو بأخرى، مثل إبداء رأيه حول الأمور المتعلقة بالرضيع، حتى لو أبسطها، مثل تعبيره "لم لا نحاول وضع الصغير في سريره؟ لأني لم أنم جيدًا أمس" في هذا الموقف لا ينتقدكِ أو يتهرب من المسؤولية، وإنما يعبِّر عن رأيه.. انتبهي لرد فعلكِ: هل تستمعين له؟ أم تغضبين وتردين: "ولكنك نمت جيدًا ولم تستمع حتى لبكائه، وأنا وحدي من سهر طوال الليل"؟
7- لا تسخري من أسئلته:
ربما تكوني قد قرأتي الكثير قبل الولادة، ولديكِ بعض المعلومات التي تساعدكِ في التعامل مع الرضيع.. ولكن بالنسبة للرجل، فإن التجربة جديدة تمامًا عليه، ولهذا ساعديه وساعدي نفسكِ بالقراءة، وشاركيه ما توصلتِ له، لأنه سيكون حريصًا على معرفة المزيد.
8- امنحيه بعض الفراغ:
وقبل أن تؤكدي "هو كل وقته فراغ وأنا مسحولة!"، اعقدا اتفاقًا فيما بينكما على شكل وقت الفراغ الذي تحتاجان له، وبهذا تكون الأمور واضحة، إذا ما أراد المساعدة يمكنه أن يؤكد لك: "افعلي ما تريدين؛ فهذا وقتكِ".
9- صححي المفهوم الخاطئ:
الفهم الخاطئ أن الرضع لا يشعرون بشيء، وأن على الأم القيام بالمهام الأساسية خلال الفترة الأولى، ثم يمكن للزوج أن يبدأ المساعدة بعد إتمام العام الأول، لكن هذا المفهوم خاطئ تمامًا، لأن الرضيع يشعر بالحب والحضن منذ ولادته، وإذا لم يعتد الزوج على المساعدة مبكرًا، فإنه سيجد صعوبة كبيرة مع الوقت.
10- نظمي خروجة أسرية:
في كثير من الأحيان تتكاسل الأم الجديدة ولا تفضل الخروج، ولكن تأكدي من أن الخروج سيجبر الزوج بطريقة أو بأخرى على المساعدة، مثل فتح عربة المولود، والبقاء معه إذا كان نائمًا، ويمكنكِ أنتِ التسوق قليلًا.