الحياة الزوجيَّة

قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21]، حرص الإسلام على بناء الأسرة المسلمة على أسس سويَّة، تتضمّن تنظيم العلاقات فيها وتحديد واجبات كل أطرافها، فالزوجة عليها واجب الاهتمام والرعاية لزوجها وبيتها، والزوج عليه واجبات تتمثل في النفقة والتربية والرعاية أيضاً، بما يحقّق للأسرة سعادتها واستقرارها، وفيما يأتي ذكر لبعض واجبات الزوجة في اهتمامها بزوجها وبيتها.

عناصر في اهتمام الزوجة بزوجها وبيتها
مشاركة الزوج اهتماماته الخاصَّة، سواء كانت الثقافيّة أو السياسيّة، أو الاجتماعيّة، أو الأدبيَّة.
الاهتمام باحتياجات الزوج الخاصَّة، كحقه في الهدوء والراحة كلَّما عاد من عمله.
إظهار الزوجة الاحترام لأهل الزوج، ولا سيَّما لوالديه، ففي ذلك رفع من شانه وتعظيم له.
الاهتمام بنظافة البيت وحسن ترتيبه وجماله، فمهما كان البيت متواضعاً فهناك لمسات سحرية تستطيع الزوجة أن تضفيها عليه، كبعض زوايا الورود والزهور، وبعض أنواع الزينة المعلَّقة، وكذلك بعض الأضواء الجميلة ولا سيَّما في غرف الأطفال، بالإضافة إلى الروائح العطريَّة الدائمة التي تُضفي على جو البيت المزيد من الارتياح والطمأنينة والسعادة.
متابعة الزوجة لأوضاع أبنائها الدراسيَّة، ولا سيَّما في المرحلة الأساسيَّة، من حل للواجبات المدرسيَّة، وتحضير ومراجعة للدروس.
متابعة الزوجة لسير علاقات أبنائها في غياب الزوج، مع بعضهم البعض في المنزل، ومع غيرهم في البيئة المحيطة بالمنزل.
حفظ أسرار الزوج الخاصَّة المتعلقة بالبيت وشؤونه، وغير ذلك من الأمور المختلفة، والمتعلِّقة بتفاصيل الحياة الزوجيَّة، وسير العلاقات فيها.
حسن رعاية الزوجة لشؤون زوجها الصحيَّة، ورعايته بشكل جيِّد ولا سيَّما عندما يتقدم به العمر.
حفظ الزوجة لمال الزوج، وحفظها للأمانات التي ائتُمنت عليها، ماديَّة كانت أو معنويَّة.

آثار قيام كل منهما بواجباته جيّداً
إنَّ لقيام كلٍ من الزوجين بواجبه بالشكل المطلوب، يترك آثاراً عظيمة تتمثل في شعور الأسرة بالسعادة الدائمة، وانتشار الحبِّ والوئام بين أفرادها، إضافة إلى ترابطها وتماسكها، فيصبح البيت المكان المفضََّل لكافَّة أفراد الأسرة، حيث يجد الجميع فيه ما يحقق راحته واستقراره، وأنسه، وبخلاف ذلك ينفر الكلُّ من البيت، فتسوء العلاقات الزوجيَّة وتدخل الريبة والشك بين ثناياها، فينحرف الأبناء؛ لقضائهم معظم الوقت خارج المنزل، وتعلو سحب المشاكل والخصومات بين الزوجين؛ لغياب الألفة والودّ بينهما.


إنَّ قيام الأسرة المسلمة على أسس سليمة صلبة ومتينة، يُعَدُّ حجر الأساس في بناء المجتمع واستقراره، وبالتالي بلوغ الأمَّة درجة الريادة والتقدم.