يعتبر تطبيق العطور مهمّ في تثبيت الرائحة، لكنّ اختيار العطور المناسبة يبقى الأهم. إذ لا يكفي أن تشمّي العطر الذي يعجبكِ لتشتريه، بل هناك قواعد أساسية ننصحكِ بمراعاتها قبل اختيار العطور. إضافة إلى أنّ طريقة الاحتفاظ بالقارورة يؤثّر على الرائحة. اكتشفي أهم نصائح الخبراء لمعرفة اختيار وتطبيق العطر، فننصحكِ بشراء زجاجات صغيرة من العطور. إذ إنّ أهم خبراء العطور ينصحون باستهلاك العطور بوتيرة سريعة. فحفظ زجاجة نصف مستعملة على الرف، يسمح للأوكسجين، العدو الطبيعي للعطور، بتكسير جزيئات الرائحة، وتغيير تكوينه. أما إذا كان لديكِ زجاجات كبيرة، يمكنكِ صبّ السائل في قوارير صغيرة وحفظها في الثلاجة.
وممّا لا شك فيه أنّ الناس بغالبيتهم يحبون العطور الطبيعية، ولكنها ليست متوافرة دائمًا، فالمسك على سبيل المثال، الرائحة الأكثر شعبية، التي كانت مشتقّة سابقًا من الحيوانات، والتي كانت تزيد من نعومة الرائحة، لم تعد متوافرة. كذلك، لا يمكن الحصول على الروائح الأخرى، مثل: الفاوانيا، وفريزيا، وزنبق الوادي، عن طريق الاستخراج الطبيعي، وذلك ببساطة لأنها لا تنشر أيّ رائحة، ما يجبرهم على إعادة تصنيعها باستخدام مزيج من الجزيئات الاصطناعية. وفي حين أنّ البعض من أفضل وأهم العطور، استخدمت مزيجًا من الجزيئات الطبيعية والاصطناعية والزيوت الأساسية، المطلقة، والمكونات من صنع الإنسان لضمان أعلى جودة رائحة.
وتعد عادة الفرك من خلال رش العطر على المعصمين وفركهما ببعض، ثم شم الرائحة قبل الوصول إلى الرقبة التي نقوم بها باللاوعي، هي في الواقع "سيئة للغاية". لماذا ؟ لأنّ الاحتكاك الناجم عن الفرك، يسبب ارتفاع درجة حرارة الجلد، ما يزيد من إنتاج الإنزيمات الطبيعية التي تغيّر مسار الرائحة. على سبيل المثال، العطور القائمة على الأزهار، وباعتماد هذه الطريقة ترتفع حرارة الجسم، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الهشاشة. للحفاظ على سلامة العطر الخاص بكِ والتأكد من استمراريته لفترة أطول على بشرتك، ننصحكِ برشّ كمية طفيفة من العطر على كل من المعصمين، واتركيه حتى يسيل دون فركه.
ولا تدوم رائحة العطور طويلًا على الجلد الجاف، لذلك، يُنصح باستخدام إما غسول الجسم المعطر، أو مرطب ذي رائحة عطرة، واستهداف المناطق المعرضة للهواء: نقاط نبض الرقبة والمعصمين، أو المرفقين الداخليين. إلّا أنّ الاستثناء الوحيد هو إذا كنتِ تعيشين في مناخ حار جدًّا، فمن الأفضل عدم تطبيق رائحة مباشرة على جسمك. إذ إنّ العرق، والزيوت الطبيعية التي يُنتجها الجسم، يمكن أن تدمّر العطور بشكل أسرع،. من هنا ننصحكِ برشّ العطر على ملابسكِ أو الوشاح، كي تتحرك الرائحة مع الهواء، ما يساعد بنشر الرائحة وترك انطباع دائم.
ويتأثر العطر بالتغيّرات البيئية. إذ لا يمكن نقل العطور من البرد إلى الدفء. فهذه التحولات في درجة الحرارة تتسبب في تفاعلات كيميائية غير متوقعة داخل المكونات الطبيعية، وبالتالي تنتهي صلاحية العطور بشكل أسرع. مثلًا ترك رائحة الحمضيات في الحمّام البخاري، يؤثّر على النضارة ويمكن أن يجعل المواد الخام، مثل الباتشولي، أخف مما هي عليه عادة. كذلك، فإنّ الأشعة ما فوق البنفسجية يمكن أن تغيّر لون العنبر الذي يحول لون العطر إلى اللون الأخضر. والمثير للدهشة، أنّ أفضل مكان لتخزين العطر هو في درجة حرارة غرفة تتراوح بين 70 الى 75 درجة فهرنهايت. من هنا باستطاعتكِ تخزين زجاجات العطور في الثلاجة.