عرفت شهرة قلّة هن اللواتي عرفن مثيلًا لها، وشكّلت حياتها لغزًا كبيرًا خصوصًا حادثة وفاتها، وبقيت أخبارها متداولة على الرغم من رحيلها عن الدنيا، هي الأميرة ديانا التي ولدت عام 1961 في منطقة نورفولك، وتعدّ الابنة الصغرى لعائلة ذات الطبقة الغنيّة، وبعد طلاق والديها، كانت تتنقل بين منزليهما في نورثامبتونشاير واسكتلندا.
وعند انتهائها من المرحلة الدراسية، عملت ديانا في لندن، كمربية أطفال وطاهية، وبعد ذلك كمساعدة في روضة أطفال "ينغ أنغلاند كيندرغارتين" في منطقة نايتسبريدغ. وفي حياتها، هي لم تحلم يومًا بالمستقبل الذي ينتظرها، وبأن أحد أهم شخصيات العالم سيقع في حبها وسوف تتزوج في زفاف حضره تقريبًا كل سكان العالم، ثم تموت في حادث غامض برفقة شخص جمعها به حب ممنوع!
قصة حب تكلّلت بالزواج..الأميرة ديانا في القفص الذهبي
ما أن ترددت معلومات عن ارتباطها العاطفي بالأمير ويلز، أصبحت ديانا حديث الصحافة، وعام 1981، ارتبط الثنائي رسميًا، وبلغت تكلفة خاتم الخطوبة نحو 30 ألف جنيه إسترليني، إذ زيّنه حجر ياقوت و14 قطعة من الماس، وأُقيمت مراسم الزواج في كاتدرائية القديس بولس في 29 تموز عام 1981، وبلغ طول ذيل فستانها 10 أمتار، وكان من تصميم ديفيد وإليزابيث إيمانويل، وكانت حينها تبلغ من العمر 20 عامًا فقط.
ولا نبالغ إن قلنا إن العالم تابع هذا الحدث الشهير على شاشات التلفزة فأبهرهم ونال إعجابهم، كما اصطف نحو 600 ألف شخص على طول الطريق من قصر باكنغهام إلى الكاتدرائية، أما شهر العسل فأمضاه الثنائي على يخت بريتانيا الملكي في رحلة بحرية دامت 12 يومًا، وأنجبت ديانا الأمير ويليام بعد عام من زواجها، في 21 حزيران عام 1982، ثم رزقت بطفلها الثاني هاري في 15 أيلول عام 1984.
وكانت ديانا تحرص على الاهتمام بأولادها ورعايتهما جيدًا، وأصبح وليام أول وريث ذكر يذهب إلى الحضانة. ولم يتعلم هو وشقيقه على أيدي مدرسين خصوصيين، بل ذهبا إلى المدرسة كأيّ أطفال آخرين.
موت الأميرة ديانا
كان حادث الأميرة ديانا واقعة مدويّة على عائلتها، وأمر شكّل صدمة قوية ما زالت تداعياتها مستمرة حتى الآن، وبقيت طريقة وفاتها مجهولة، فالبعض قال إنها نتجت عن حادث سير عادي، فيما اعتبر البعض الآخر أن الحادث مدبر، ووفق ما رُوي من أخبار حينها أن الحادث وقع في نفق إثر اصطدام سيارة مسرعة بالسيارة التي كانت بداخلها الأميرة برفقة من قيل أنه حبيبها العربي دودي الفايد، وأدى إلى أن يلقيا حتفهما مساء 31 آب/أغسطس 1997 بعد أن كانا يحاولان الهرب من المصورين الصحافيين، فاصطدمت سيارتهما بعمود من الإسمنت المسلح تحت جسر Alma في باريس.
وبعد أعوام على الحادث، خرج السائق الخاص للأميرة الراحلة "ديانا"،والذي بقي على قيد الحياة، إلى العلن، عبر معلومات كشف عن "مقتل" الأميرة ديانا في العاصمة الفرنسية باريس منذ 20 عامًا، وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن "بول بيريل" السائق الشخصي السابق للأميرة الراحلة ما جاء في تقارير السلطات الفرنسية حول أن "هنري بول" سائق الفندق الذي نزلت به "ديانا" كان مخمورًا عند قيادته السيارة حينها.
إذ أن "بول بيريل" شكّك في رواية الشرطة الفرنسية، معللًا ذلك بأن الحارس الشخصي لديانا لم يكن يسمح على الإطلاق لسائق مخمور بقيادة سيارة الأميرة.
أعمالها الخيرية
تميزت الأميرة ديانا بإنسانيتها وتقديمها المساعدات على كافة الأصعدة، فاشتهرت بتواضعها أيضًا، ومن أعمالها الخيرية زيارة المرضى المصابين بأمراض خطيرة حول العالم، كما قيامها بحملات لحماية الحيوانات وللتوعية من مرض الإيدز وأيضًا حملات ضد استخدام الأسلحة والعنف، وكانت ترعى المنظمات والجمعيات التي تهدف لمساعدة المشردين والأيتام والفقراء، كما المدمنين، وبداية عام 1989 أصبحت رئيسة مشفى جريت أرموند ستريت للأطفال وفي العام نفسه غدت أيضًا رئيسة منظمة الأحوال الزوجية.
أميرة الأناقة
على الرغم من أن ديانا لم تعرف قبل زواجها الحياة الملكية في ظل عادات وبروتوكولات يلتزم بها من يسكنون القصر الملكي أو يرتبطون بأحد أفراد هذه العائلة، إلا أنها اتقنت جيدًا أصول الإتيكيت والتصرف واللياقات التي ترافق حياة هذه الطبقة، وكانت تلبي الدعوات وتحضر المؤتمرات وترافق زوجها في رحلات إلى الخارج وتقيم الاحتفالات. وما يجمع بين كل إطلالاتها في شتى المناسبات، هو ذوقها الرفيع في اختيار ملابسها وأناقتها التي تفوقت فيها على أهم سيدات المجتمع الراقي في العالم، حتى باتت أميرة الأناقة من دون منازع.
قصر الأميرة ديانا يعرض للبيع
يقع قصر الأميرة ديانا في منطقة "الريفييرا الفرنسية"، إذ أنه يتضمن 30 غرفة نوم، إضافة إلى العديد من حمامات السباحة الداخلية والخارجية، إلى جانب قاعة السينما، وصالة ألعاب رياضية وملعب للتنس، وسونا، وشُيّد هذا القصر عام 1860، وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كان يملكه فيردناند ديليسبس، وحاليًا يتم عرضه للبيع بسعر يبدأ بـ70 مليون دولار.
الأميرة ديانا ، شغلت اهتمام المواطنين والصحافة، في حياتها ومماتها، حيث شكلت وفاتها لغزًا لم تحله الأعوام أو لم يتجرأ أحد ويعلن حقيقة ما حصل لعدة اعتبارات وموانع حالت دون ذلك.