ربة منزل في الاربعينات

مثلها مثل أي أم عادية ، زاد قلق "لي جيه- سون"، ربة منزل في الاربعينات من عمرها وفي معيتها طفلان إزاء الغبار الناعم الذي يعصف بالبلاد كل عام . لذلك قررت "لي" استئجار جهاز لتنقية الهواء لعائلتها، بدلا من شرائه، بعد تصفحها عبر الإنترنت لعدد من المنتجات التي يناسب احتياجاتها وبسعر معقول.

وفي واقع الأمر تستأجر "لي" مجموعة من المنتجات المنزلية مثل مصفاة تنقية المياه ومرتبتين وحتى السيارة التي يقودها زوجها . لكنها تفكر تأجير سلعة أخرى - حقيبة فاخرة تتباهى بها أثناء حفل زفاف أختها الصغرى.

وقالت لي "نحن ندفع إيجار للمنزل الذي نعيش فيه حاليا، وكل شيء مستأجر". "من السهل تأجير ما نريده لكونه لا يشكل عبئا ماليا كبيرا، ويمكننا استبدالها بأخرى جديدة، ولهذا السبب قررت استئجار ما أريده ".وبدأ سوق خدمات الإيجار في كوريا الجنوبية يتسع بإيقاع سريع في كل ركن من أركان حياة الكوريين الجنوبيين بمنتجات تتراوح ما بين الأزياء والإكسسوارات والكاميرات الرقمية والأثاث، وهناك عدد متزايد من المستهلكين على استعداد لاستئجار المنتجات بأسعار معقولة.

ووفقا لمعهد KT للاقتصاد والبحوث ، زادت أنشطة الايجار فى البلاد باكثر من 30 % فى السنوات الخمس الماضية، حيث شهدت الشركات التى تأجر السلع الشخصية والمنزلية قفزة بنسبة 50%.ويقدر حجم السوق في العام الماضي لخدمات الإيجار بـ25.9 تريليون وون (23.1 مليار دولار أمريكي)، مشكلا ارتفاعا حادا من 19.5 تريليون وون في عام 2011. ومن المتوقع أن ينمو سوق الاستئجار المحلي لتصل إلى 28.7 تريليون وون هذا العام، 32 تريليون وون في 2016 و 40 تريليون وون في عام 2020، حسب ما توقعات مركز البحوث.

وقال كيم جيه-بيل، الباحث في شركة كيه تي للاقتصاد والابحاث: "شهد الاستهلاك نقلة نوعية ذكية من خلال تقليل الإنفاق غير الضروري في الوقت الذي يلبي فيه حاجتهم للاستهلاك. "كما أنها ليست سلبية لتبادل السلع مع الآخرين للحد من العبء المالي".ويقول الباحث إن إيجار السلع برز كعامل مربح في كوريا، حيث أصبح المستهلكون خاصة جيل الشباب أكثر انفتاحا على فكرة اقتراض الأصناف للاستخدام اليومي وأقل ميلا نحو الملكية، وهذا هو الحال مع والديهم.

وفي الماضي، كان قطاع خدمة استئجار السلع في البلاد يقوده إلى حد كبير أعمال تأجير السيارات، حيث أن عددا متزايدا من المستهلكين الشباب ونظرا لمحدودية دخلهم المالي يرغبون في تجربة مجموعة واسعة من المركبات حسب رغباتهم وتوجهاتهم.

وتقدر السيارات المسجلة لخدمات التأجير بحوالي 624,000 وحدة في عام 2016، بزيادة أكثر من الضعف من 280,000 وحدة في عام 2011، وفقا للبيانات التي جمعتها جمعية إيجار السيارات الكورية.وتعتبر مجموعة لوتيه للبيع بالتجزئة ومجموعة أس كي للطاقة أول من دخلوا مجال أعمال تأجير السيارات.وتملك شركة لوتيه لتأجير السيارات حصة تبلغ 25 % من السوق، بينما يبلغ عدد زبائنها حوالي 2.3 مليون، تليها شركة AJ لإيجار السيارات بنسبة 12% مع شركة اس كي للاتصالات التي تملك حصة سوقية تبلغ 11%.

وفي الآونة الأخيرة، ، فإن أعمال الإيجار تتوسع على نطاق كبير. وقد بدأ الناس في الوقت الحاضر استئجار السلع المتنوعة التي يمكن اعتبارها غير عادية إلى حد ما .وافتتحت شركة أس كي بلانيت، المشغلة لموقع التجارة الإلكترونية الرائدة " 11Street"، خدمة تأجير الأزياء داخل موقع التسوق عبر الانترنت في سبتمبر الماضي،  لتنضم إلى سباق الأعمال الإيجار.

ويتوافر اكثر من 30 الف من الملابس وحقائب السيدات والمستلزمات من 150 علامة تجارية، حيث وصل عدد المشتركين الى 95 الف مشترك حتى نهاية فبراير من هذا العام. ويمكن للمشترك استئجار حقائب اليد غوتشي أو فيراغامو مقابل أدنى حد للرسوم من 80,000 وون شهريا، بدون الحاجة الى غسيلها ، ويمكن شراء هذا البند في وقت لاحق.

وقد شاركت شركة أس كي بلانيت مع 17 شركة لبيع السلع المنزلية لتقديم خدمات التأجير لمستخدميها، وتنويع ملابس الزفاف، وأدوات الأطفال وأدوات التجميل، مع الحفاظ على تشكيلة أجهزة تنقية الهواء والماء وكراسي التدليك.ومنذ إطلاقها في نوفمبر 2016، ارتفعت المعاملات في متاجر الإيجار بنسبة 146% اعتبارا من فبراير.

وقالت كيم مين-سيوك، مديرة الموقع 11 : "أصبح المستهلكون أكثر اهتماما بالاستهلاك الرشيد أو المعقول، والذين اختاروا اقتراض السلع بدلا من امتلاكها . "يمكن للمستهلكين تقليل التكلفة من خلال دفع أسعار معقولة (لخدمات تأجير)، مع إمكانية الثقة في خدمات الإيجار".

ويقدم متجر لوتيه ، أكبر سلسلة متاجر في البلاد، بوتيك فاخر باسم "صالون دي شارلوت"، الذي يلبي طلبات لأولئك الذين يرغبون في اقتراض فساتين الحفل وسترات المناسبات الرسمية والمجوهرات.ومن ضمن البنود النادرة في استئجار المنتجات تأجير الحقائب، والأسرة القابلة للتعديل ومضارب الجولف.

وقالت سون يون كيونغ المحللة في شركة سك للأوراق المالية: "شهد قطاع الإيجار نموا سريعا في السنوات القليلة الماضية نظرا لأن الاستهلاك لم يكن مدعوما بمستوى الدخل ، وبدون ارتفاع حاد في الدخل المتاح فسوف يشهد نشاط الايجار نموا متواصلا".