تتناول رواية “بهار” لكاتبها العراقي عامر حميو معاناة الشعب العراقي من جرائم تنظيم “داعش” الإرهابي عبر قصة تختزل ما ارتكبه هذا التنظيم بحق النساء في العراق تحت ستار الدين.الرواية التي تجري أحداثها في شمال العراق تروي حكاية ثلاث فتيات هن بهار وآمال وفيفيان اللواتي ينتمين لمكونات عراقية مختلفة ولكن تربطهن علاقة صداقة عبر دراستهن لاختصاص علم النفس في جامعة الموصل.
وتنقلب حياة تلك الفتيات رأسا على عقب لدى اقتحام إرهابيي “داعش” مدينة الموصل حيث يتعرضن للسبي ويرين بأم اعينهن أن هناك فتيات صغارا في السن لم يتجاوزن التاسعة في سجن السبايا الذي يحتجز فيه هذا التنظيم الإرهابي النساء لتنتقل بعدها الرواية في عرض لما يرتكبه إرهابيو “داعش” من جرائم عبر شرح لما تتعرض له تلك النسوة من أهوال السبي.وفي الرواية ينشغل عامر حميو بهموم المرأة الوطن في ميدان التجربة المتصلة بصراع الإنسان وقدرته على مقاربة الواقع وهي السمة النموذجية للعمل الروائي للتربع على نضجها الفني فاستخدم في أحيان قليلة تراكيب ذات طابع إخباري.
وتتسم الرواية بلغة سهلة غنية بتفصيلاتها الواقعية وتحقق إشباعا مشهديا للقارئ بأقرب التشابيه والأوصاف الأقرب لموصوفاتها بعيدا عن اللغة التزيينية فالمفردات لها جرس متميز دون تكرار.ولأن الرواية هي الوليد الشرعي لهذا العصر يصبح للحواس الدور الأهم فيها لتزويد العقل بالأفكار الخاصة لحياة الإنسان وتجاربه وخبراته في واقع محدد زمانا ومكانا وحقل اشتغالها الواقع اللا متناهي بامتداده وكثافته بدلا من تمثيل السائد الموروث.
ويظهر الكاتب في الرواية صاحب الفكر المتطرف ليعكس عبره انحطاطا فكريا مزمنا لدى مجموعة أشخاص يسبحون في فضاء الرواية ويشدهم إلى موقع الحدث بخيوط متينة حتى لا يفلت أي منهم من أصابع الرواية وبلغة سلسة جذابة.يشار إلى أن رواية بهار صادرة عن دار ليندا للطباعة والنشر في السويداء وتقع في 204 صفحات من القطع المتوسط.