تحوَّل "قنديل البحر"، المخلوق العجيب، من خطر تحذر منه وزارة البيئة بكافة هيئاتها، إلى مادة للتندر و"رفيق" يصلح لالتقاط "السيلفي" على الشواطئ.. المصريون خلال قضائهم فترة إجازة عيد الفطر، لم يفوتوا الفرصة تجاه "قناديل البحر"، التي انتشرت بكثافة على سواحل البحر المتوسط، خلال الفترة الحالية.
ومواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بعشرات الآلاف من المنشورات، التي تعبر عن حزن المصطافين لعدم قدرتهم على الاستمتاع بمياه البحر، خشية التعرض للسعات القناديل المنتشرة حاليًا، والتي قالت وزارة البيئة إن بعضها يحتوي على غازات سامة، لكن ذلك الخوف سريعا ما تحول لدى البعض الآخر إلى مزاح وسخرية من صدفة قضائهم العطلة مع اندلاع الأزمة. وكان للسيدة منار الهجرسي، التي كانت تقضي إجازتها على سواحل مدينة فايد في الإسماعيلية، تصرف جديد ومبتكر مع قناديل البحر، فقد استغلت السيدة المصرية هذه الكائنات البحرية في صناعة وجبة لعائلتها. وتروي "منار" تجربتها مع تناول وجبة قناديل البحر لـ"الوطن"، التي بدأت بملاحظتها انتشار القناديل على شاطئ البحر، ولكن حكمة السيدة المصرية في الاستفادة من أي شيء حولها دفعها للبحث عبر الإنترنت على طريقة لطهي تلك القناديل. "كأي ست مصرية أصيلة قولت يالهوي معقول كل القناديل دي هتترمي من غير فايدة، فقررت أدخل على النت وأشوف طريقة عمل وجبة من القناديل". ولاحظت منار، التي تعيش في مدينة القاهرة، أن تناول وجبة بحرية من قناديل البحر منتشر بقوة في دول شرق آسيا، بخاصة في شوارع الهند، وهونغ كونغ. ولم تفوت منار الفرصة وأرسلت أبنائها لجلب مجموعة من القناديل المنتشرة على الشاطئ، واتجهت إلى منزلها للبدء في طهوها. وشرحت السيدة منار طريقة تحضير وجبة "قنديل البحر"، قائلة:
"القنديل عامل زي الطبق كده نازل منه شراشيب اللي هي الرجلين.. لبست جوانتي وشيلت الشراشيب دي كلها خالص بمعلقة، وكحته حتى أصبح نظيفًا، قمت بنقع الطبق في مياه وخل وليمون لمدة ربع ساعة، ثم وضعته في تتبيله مكونة من ملح وتوم". وواصلت حديثها: "قطعته جزل بس لازم تكون عريضة وكبيرة شوية لأنه بيكش في الزيت جدًا، وبعد التتبيلة وضعته في الدقيق والبقسماط زي السبيط بالضبط، وقليته لحد ما لونه بقى ذهبي". ووصفت "منار" مدى خوف عائلتها في البداية من تناوله، خشية أن يكون مسممًا، ولكنها قررت تجربته مع الكلب الخاص بهم، مؤكدة "لو مسمم الكلب مش هياكله"، وبالفعل بدأت الأسرة في تناول القنديل بقطع صغيرة في البداية، ثم تهافتوا عليه من "حلاوة طعمه".