أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاربعاء تشكيلة حكومته الاولى التي ضمت 18 وزيرا نصفهم نساء، توزعوا في اطار سياسة الانفتاح التي يريدها الرئيس الجديد بين اليسار واليمين والوسط والمجتمع المدني.
وتترجم هذه الحكومة الوعد ب"التجديد السياسي" الذي أطلقه ماكرون خلال حملته الانتخابية، فهي تضم مروحة واسعة من التيارات السياسية على أمل الحصول لاحقا على غالبية خلال الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة في الحادي عشر والثامن عشر من حزيران/يونيو المقبل.
وتضم الحكومة الجديدة برئاسة ادوار فيليب (48 عاما) ثلاثة وزراء وسطيين من الحركة الديموقراطية هم فرنسوا بايرو (العدل) وسيلفي غولار (الجيوش) وماريال سارنيز (الشؤون الاوروبية)، ووزيرين منبثقين من حزب الجمهوريين اليميني هما برونو لومير (الاقتصاد) وجيرال دارمانان (الحسابات العامة).
واعلن امين عام حزب الجمهوريين برنار اكوييه مساء الاربعاء ان الوزيرين الاخيرين اضافة الى رئيس الحكومة، قد طردوا من الحزب بعد دخولهم الحكومة الجديدة، في حين ان اليمين يمر بفترة عصيبة بعد خروج مرشحه فرنسوا فيون من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية.
وكتب الامين العام للحزب الاشتراكي جان كريستوف كامباديليس تغريدة على موقع تويتر قال فيها "حكومة جديدة لكنها ليست حكومة التجديد"، معربا عن الاسف لاعطاء اليمين الوزارات الاساسية.
اما جان لوك ميلانشون زعيم اليسار الراديكالي فوصف الحكومة الجديدة بانها "حكومة يمينية".
وتضم الحكومة خمسة وزراء ينبثقون من اليسار بينهما اثنان من الحكومة السابقة : وزير الدفاع الاشتراكي السابق، السياسي المخضرم جان ايف لودريان (69 عاما) الذي تسلم وزارة الخارجية، وانيك جيراردان من حزب اليسار الراديكالي التي انتقلت من وزارة الوظيفة العامة الى وزارة ما وراء البحار.
وهناك ايضا جيرار كولومب (69 عاما) الشخصية الاشتراكية المعروفة الذي دعم ايمانويل ماكرون منذ بداية صعوده، وبات وزيرا للداخلية، في حين تسلم النائب الاشتراكي ريشار فيران، ابرز وجوه حملة ماكرون الانتخابية، وزارة جديدة هي "تماسك الاراضي".
اما الوزير الخامس القادم من اليسار فهو السناتور في حزب اليسار الراديكالي جاك ميزار الذي عين وزيرا للزراعة.
وتمكن ماكرون من ادخال وجوه جديدة في حكومته بعضم معروف من قبل الجمهور الواسع او من المشهورين في اطار اختصاصاتهم.
- أول اجتماع للحكومة الخميس -
وهكذا عين مقدم البرامج التلفزيونية السابق نيكولا هولو (62 عاما) المعروف باهتماماته البيئية وزيرا للانتقال البيئي. وكان رفض حتى الان دخول اي حكومة رغم العروض التي تلقاها بهذا الصدد.
وعينت فرنسواز نيسن (65 عاما) مديرة دار النشر الذائعة الصيت "اكت سود" وزيرة للثقافة. ويمكن ان تتوجه الليلة الى مدينة كان في جنوب البلاد للمشاركة في افتتاح مهرجان كان السينمائي السبعين.
وتسلمت وزارة الرياضة لورا فليسيل (45 عاما) البطلة السابقة في رياضة المبارزة بالسيف.
ومن ممثلي المجتمع المدني هناك استاذة الطب اغنيس بوزان التي كلفت وزارة التضامن والصحة، والباحثة ورئيسة جامعة فريديريك فيدال لوزارة التعليم العالي والبحث، والمديرة السابقة للنقل العام في باريس اليزابيت بورن لوزارة النقل.
وتعقد الحكومة الجديدة اجتماعها الاول صباح الخميس.
وكان أرجئ الاعلان عن تشكيلة الحكومة مدة 24 ساعة من أجل التحقق من الوضع الضريبي للوزراء والتأكد من عدم وجود اي تضارب للمصالح.
وأوكلت مهمة التدقيق في الوزراء الى الهيئة العليا للشفافية في الحياة العامة التي انشئت بعد قضية جيروم كاهوزاك وزير الموازنة في حكومة الرئيس السابق فرنسوا هولاند (2012-2017) والذي اضطر الى الاستقالة بعد تبين ان لديه حسابا مصرفيا سريا في الخارج.
وقال قصر الاليزيه ان الوزراء وبعد التدقيق "سيتعهدون اداء مهامهم الحكومية بشكل فوق الشبهات"، في الوقت الذي يرى فيه 75% من الفرنسيين ان الفساد منتشر في الطبقة السياسية وبين النواب، بحسب استطلاع للرأي نشر مؤخرا.
ومن أبرز المشاريع التي ستنكب عليها الحكومة سريعا مشروع قانون يشدد على الارتقاء بالقيم الاخلاقية في الحياة السياسية ويتضمن خصوصا "مكافحة اي محاباة من قبل البرلمانيين الذين لن يتمكنوا بعد اليوم من توظيف اي فرد من عائلاتهم" في اشارة واضحة الى الفضيحة التي طالت المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية فرنسوا فيون بخصوص قضية وظائف وهمية مفترضة استفادت منها زوجته واثنان من أولاده.
ومن المتوقع ان يلتقي ماكرون مساء الاربعاء في قصر الاليزيه رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك.