تتمتَّع البدلات "المقلّمة" بجاذبية كبيرة تشبه جاذبية الشرائط أو الحبال الملونة الخاصة بالتزيين والحاملات الخاصة بالتزيين، وهذا النوع من البدلات ما يُميّز أسلوب هذه الملابس البريطانية في موسم الصيف، إذ أنه يرادف الأناقة الكلاسيكية والتي تنجح دائمًا في إضفاء عنصر القوة على أية إطلالة تتوخاها.
وقد كانت بدلات العلامة التجارية "ريغاتا" لاسيما البدلات المقلّمة والمخططة خصوصا وربطات العنق والسترات المقلّمة عموما، مثل ازياء بن ويشا، بطل رواية العودة إلى زيارة برايدزهيد، الذي ينطوي على ملابس العلامة التجارية "ريغاتا" المقلّمة في القرن التاسع عشر، إذ كان هذا النوع من الملابس يُشكّل عنصرًا أساسيًا لبدلات الشخصيات المرموقة بإنجلترا منذ القرن التاسع عشر. ونحن ندين لسباقات هنلي الشهيرة بتجديف القوارب، والتي تُقام كل عام على ضفاف نهر التايمز، حيث استُخدم مصطلح "بدلة مقلّمة" للمرة الأولى خلال سباقات هينلي، إذ كان من مواصفات ملابس التجديف البدلات المقلّمة.
وبدأ خياطوا شارع "سافيل رو" في لندن، وهو شارع الأزياء الراقية، والذي يشتهر بالمكان الذي يقصده المشاهير وأفراد الأسرة الملكية اختيار ملابسهم منذ مئات السنين، وبدأ أيضًا موقع "أفضل أزياء إيطاليا"، والذي يشتهر بصُنع الملابس والأزياء وتصميمها على حسب الطلب في تصميم وصُنع البدلات المقلّمة، حيث كان منهم طاقم تصميم أزياء بدلات رياضة التجديف نادي ليدي مارغريت في جامعة كامبريدج، وجاء ارتداؤه بعد ذلك للطبقة الأرستقراطية كأحد أساسيات ملابسهم. وفي وقت مضى كان لا يجرؤ أي رجل أو حتى رياضي أن يرتدي أي شيء كسترة سوى الصدرية، ثوب رديء يُغطي الصدر، فقررت إدارة النادي أن يرتدي أعضاؤها سترة رياضية للتنافس.
ولكي يُميزوا أنفسهم عن الرعاع، ارتدى طاقم أعضاء نادي الليدي مارغريت سترات ذات اللون الأحمر الفاتح والتي كانت تٌشبه البدلات المقلّمة، وبمرور الوقت أصبح ارتداء البدلات المقلّمة في سباقات هينلي تُجرى على قدم وساق، وأصبحت البدلات المقلّمة جزءًا لا يتجزأ من مواصفات ملابس السباقات للدلالة على التمييز بين الفريقين. وعلى مدى العقود، صارت البدلة المقلّمة تُستخدم كرمز يعكس الثقافة فكانت تُستخدم كحركة لوزارة الدفاع في إنجلترا، ومن ثم تمدينت ودخلت العصر الحديث، إذ أزاح ديفيد بيكهام الستار عن مجموعة الربيع التي تتضمن البدلات المقلّمة من علامته التجارية "كنت آند كرون" الأسبوع الماضي، وأصبحت تناسب موضة العصر.