توفيت جين داويني، أخر عارضة أزياء لخمسينات القرن العشرين في لندن الأسبوع الماضي، وتركت إرثًا كبيرًا من العمل الخيري والتمثيل وعروض الأزياء والعمل كمستشارة لشركة "M & S" للأزياء، وكانت حياتها مزيجًا من المؤامرات والبريق حتى النهاية، بداية من الانضمام إلى فريق الإناث للتجسس خلال الحرب العالمية الثانية إلى العمل كعارضة أزياء في ديور، ومجلة رائج.
ومن المعروف أن داويني تزوجت في الخمسينات من الأمير جورج غاليتزينا، أحد أفراد أنبل العائلات في الإمبراطورية الروسية وأحد أحفاد كاترين العظمى، وعلى الرغم من أن لها مجموعة خلابة من الإنجازات، إلا أن داويني جاءت من بيئة متواضعة، فقد ولدت في برايتون عام 1925، وكان والدها أحد موظفي شركة استيراد لحوم وعازف بيانو، وقالت إنها واجهت مأساة في سن مبكرة عندما توفيت والدتها في عمر أربع سنوات، كما كان والدها غير قادر على الاعتناء بها وحدها مما جعله يودعها في إحدى دار الرعاية بالأطفال.
وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية كانت في عمر 18 عامًا، وانتقلت إلى العمل في التمريض والإسعافات الأولية بعد فترة من العمل في أحد المصانع، ثم انضمت إلى وحدة تجسس سرية للغاية كلها من الإناث، وقالت إنها أرسلت إلى حديقة بلتشلي حيث عملت كخبير شفرات مع عالم الشفرات الشهير مارك ليو، الذي وصفها كأفضل شخص عمل معه.
وعندما انتهت الحرب عملت مضيفة جوية، ولكن بعد ذلك قررت أن تتحول إلى عرض الأزياء وعملت مع جون فرينش، وريتشارد ناتئة وسيسيل بيتون، وأوضحت أنها لم تكن تسعى في البداية إلى الشهرة، وأدت شهرتها كعارضة أزياء إلى دخول دوائر المجتمع الراقي، وانتهى بها الأمر إلى توجيه الدعوة إلى الممثلة غريس كيلي والأمير رينييه لقضاء شهر العسل على يختها الخاص.
وبعد ذلك حاولت في وقت لاحق العمل في الولايات المتحدة، ولكن صُدمت عندما أراد مصور مجلة نيويورك تصويرها بالملابس الداخلية، الأمر الذي رفضته، وكانت جين أكثر مقيم عاش ميدان إيتون في لندن، وفي عمر 36، التقت الأمير غاليتزينا الذي كان على علاقة رومانسية مع هيلين ميرين والشهير متزلج الرقم والممثلة ماريا بيلتيا وجيبسون تيرنر.
ووقع الأمير في حبها من النظرة الأولى بينما كان يرقص معها وتطورت العلاقة إلى الزواج، وينحدر الأمير من واحدة من أكثر العائلات الروسية النبيلة، في روما عام 1963، وقد خصصت جزءً من وقتا للأمور الخيرية، ومُنحت وسام الإمبراطورية البريطانية 2012 لعملها مع المملكة المتحدة للشباب، وعلى الرغم من فقدها البصر في أعوامها الأخيرة، إلا أنها حافظت على حياة اجتماعية نشطة، وحضور الحفلات والمناسبات الثقافية.