شهدت الأرباح التي حققتها دار أزياء "بربري العالمية"، انخفاضًا كبيرًا، خلال النصف الأول من العام، بسبب التخلي عن أعمالها في عالم التجميل، وكذلك التكاليف التي ترتبت على إعادة هيكلتها من جديد. وفي محاولة لتحسين هوامش الربح وإنعاش المبيعات، في أعقاب تباطؤ الإنفاق على سلع الرفاهية، اتجهت دار الأزياء العالمية إلى تخفيض تشكيلتها من المعاطف، وحقائب اليد، والإكسسوارات، وخفض إنتاجها من مستحضرات التجميل، والتي تشحنها إلى المتاجر العامة في الولايات المتحدة.
وانخفضت الأرباح بصورة ملحوظة بنسبة تصل إلى 34 في المائة، بسبب ما يمكن تسميته بالتحركات الاستراتيجية، حيث أن الجزء الأكبر من هذا الانخفاض، والذي تبلغ قيمته حوالي 26.1 مليون جنيه إسترليني، يأتي كنتيجة مباشرة لتخفيض أعمالها المرتبطة بمستحضرات التجميل. وبالرغم مما تحققه دار الأزياء البريطانية الشهيرة من مبيعات العطور التي أطلقتها مؤخرًا، إلا أن المنتجات التي قدمتها فيما يتعلق بمستحضرات التجميل، فشلت في أن تلبي التوقعات، وأكدت الدار العالمية أن أرباح البيع في هذا المجال انخفضت بنسبة كبيرة تجاوزت الـ20%، لأنهم تأخروا في إحضار المنتجات من السوق الأميركية.
وأوضحت محللة السوق نيفينديا شارما، أن أميركا مازالت تمثل بعبع للدار بسبب الجهود الكبيرة، التي تبذلها المتاجر العامة، من أجل تشديد ضبط المخزون، ويبدو سببًا رئيسيًا في معاناة دار الأزياء البريطانية الشهيرة في المرحلة الراهنة، محذرة من تداعيات البيئة السياسية المتقلبة على الطلب على هذا النوع من المنتجات في المستقبل.
وأكدت المدير المالي لـ"بربري" كارول فيروذر، أن الدار قررت الحد من خطوط إنتاجها قبل فترة التداول التي تتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد، في شهر كانون الأول/ديسمبر، وذلك لإعطاء الأولوية للمنتجات الجديدة.
وترى "التيليغراف" أن إجمالي الإيرادات انخفض بنسبة حوالي 4%، من إجمالي المبيعات بسبب الهبوط الكبير في تجارة الجملة، والذي شهد انخفاضًا بنسبة 6% خلال الأيام الماضية، موضحة أن هناك تداعيات كبيرة، لانتهاء مدة الترخيص المتعلقة بأعمال الدار في اليابان، حيث أنها تمتلك هناك أكثر من 211 محلًا، يعملون على بيع منتجاتهم. وكشفت الشركة البريطانية أنها ستحقق استفادة كبيرة من جراء الفائدة المترتبة على هبوط العملة، بسبب الإجراءات التي ستتخذها الحكومة البريطانية للخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي ساهم في احتفاظ الشركة بتوقعاتها الكبيرة حول الأرباح هذا العام.
وأطلقت "بربري"، في أيار/مايو خطة التحول بعد أن أعلنت أن كريستوفر بيلي الرئيس التنفيذي، سيتنازل عن بعض السيطرة على إدارة الشركة، والعودة إلى الدور السابق بصفته المدير الإبداعي، في حين أنه سيحل محله القيادي المخضرم ماركو جوبيتي، والذي من المقرر أن يتسلم مهام منصبه الجديد مع بداية عام 2017. وتعليقًا على هذه النتائج، قال السيد بيلي "لقد حققنا تقدمًا في وقت مبكر هو الأمر الذي يفتح أمامنا المجال، نحو تحقيق فرص كبيرة خلال المرحلة المقبلة، ونحن على الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف المالية التي نطمح إليها في المستقبل القريب". وأعلنت الشركة أيضا أنها أنشأت "مكتب إدارة التحول"، كجزء من الجهود الجارية لتنشيط أعمالها خلال الفترة المقبلة.