لم يكن إسحاق نيوتن مولعًا بعالم الموضة، بل قضى أوقاتًا أكثر في مجال الحساب والتفاضل، وعلى الرغم من ذلك، تعتمد تراكيب الألوان في عالم الموضة على استكشافات عالم القرن السابع عشر، وعلى تجاربه، فعندما استخدم نيوتن منشورًا زجاجيًا، ليعكس الضوء في غرفة مظلمة، استطاع أن ينتج مجموعة من الألوان، وأثبت أن اللون الأبيض هو خليط من ألوان قوس قزح، وخلق دائرة من الألوان، مما أدهش فنانين ومصممين كبار مثل الرسام، فينسنت فان غوخ، مرورًا بشركات الأزياء مثل "غوتشي".
واعتمدت "غوتشي" في أزيائها على خلط الألوان، وأظهرت أزياء فيكتوريا بيكهام وعلامة "غوتشي" تناسقًا رائعًا بين الألوان، خاصة البرتقالي مع الأزرق، وكذلك الوردي مع الأخضر. وكان يوهان فولفغانغ فون غوته، أحد أشهر أدباء ألمانيا المتميزين، وأعاد النظر في نظرية نيوتن، وأوحى بأفكار جديدة بشأن تدرج الشعاع البراق للألوان الأبيض والأصفر، وفي القرن التاسع عشر، انتشر مصطلح "الشمولية" في الألوان، وابتكر عالم الكيمياء الفرنسي، ميشيل إوجين شيفيرول عجلة الألوان، واعتمدت الألوان المضادة لبعضها على الشمولية، مثل البرتقالي مع الأزرق، والبنفسجي مع الأصفر، والأحمر مع الأخضر. ومجددا اعتمدت فيكتوريا بيكهام على "شمولية الألوان" في تصميمها لأزياء الربيع، وأظهرت التناسق بين الألوان ببهجة وروعة جذابتين.
وإذا تجاهلنا عجلة الألوان وخلطنا الألوان غير المتناسقة ببعضها، فقد نحصل على أشكال غريبة، وذلك ما اعتمدت عليه تجارب الرسام، مارك روثكو، مثل خلط الأخضر بالأزرق، أو الأحمر بالأصفر، فقد عرضت "بالينسياغا" أزياء اعتمدت على خلط ألوان غير المتناسقة، فقد كانت الأزياء غريبة لكنها مذهلة، وهناك ظاهرة طبيعية للألوان، مفادها أن الألوان لا تتغير كثيرًا، فقد حاول مارك روثكو خلط الألوان جميعها ببعضها البعض، ولكنه لم يحصل إلا على اللون الأسود، وربما يعد اللون الأسود هو المسيطر على أزياء الموضة حاليًا.