بعد أن أخذت النساء المسلمات مكانتهن في الأزياء بعد عشية وضحاها، نستطيع القول إن عام في عالم الموضة قد يفعل الكثير، بل أسبوع قد يفعل ما هو أكثر، وذلك الشهر، أطلقت مجلة فوغ العربية العدد الأول المطبوع منها، مع تولي الأميرة السعودية دينا الجهني عبدالعزيز، رئاسة تحريرها. وبعد أيام، أطلقت نايكي مجموعتها الأولى للمحجبات.
بينما شهد أسبوع الموضة في لندن، سير أول محجبة على ممشى العارضات، العلامات التجارية الكبرى مثل ديكني، مانجو، دولتشي آند غابانا، أوسكار دي لا رنتا ويونيكلو، عرضت كل خطوط الموضة المحتشمة للمرأة، ودبنهامز أصبحت أول متجر لبيع ملابس المحجبات.
أما أحدث نقطة انطلاق في موضة الملابس المحتشمة كانت ذا مودست، وهو مشروع للتجارة الإلكترونية الفاخرة التي أطلقت، عمدًا جدًا، في يوم المرأة العالمي، الأزياء التي تقدم خدماتها للنساء الذين يريدون الجمع بين دينهم وارتداء الطراز المعاصر، انطلقت بشكل قاطع.
ويُقدم المؤسس والرئيس التنفيذي لمودست، البالغ من العمر 38 عامًا، غزلان جونيز، من خلفية جزائرية، الأزياء الجديدة كفلسفة من وجهة للموضة، وبالطبع جونيز، الذي لديه خلفية خاصة بالموضة، يعرف أن هذا هو مكمن المال الوفير، ومن المقرر أن يرتفع الإنفاق الإسلامي العالمي على الموضة إلى 484 مليار دولار بحلول عام 2019، وفقًا لرويترز ودينار، وهي شركة أبحاث واستشارات.
ومن جانبه، أكد جونيز "إن مودست لا يمكن أن تنطلق في وقت أفضل، النجوم مواءمة بالنسبة لنا، حيث رأينا حليمة عدن، أول عارضة مسلمة تسير بالحجاب على المنصة في أسبوع الموضة في نيويورك، وضم عارضات محجبات في ييزي، خط أزياء كاني ويست، حيث نرى العلامات التجارية الكبرى تحاول الوصول إلى جمهور المسلمين أكثر من أي وقت مضى، وكان لدينا مسيرة المرأة، لتمكين المرأة في جميع أنحاء العالم".
ويرى جونيز، أن وسائل الإعلام الاجتماعية عنصر محوري في صناعة الأزياء المحتشمة، مضيفًا "لقد لعبت وسائل الإعلام الاجتماعية دورًا هامًا في توحيد النساء معًا، حتى يمكن لمصمم الأزياء الماليزي أن يستوحي أفكاره من طالب في لندن، فإنهم على علم من النساء على المجتمع الدولي في الإنترنت، بأنهن يرغبن في الجمع بين قيم الإيمان مع الموضة".
تتراوح أسعار أزياء مودست، بين 200 -2000 جنيه إسترليني، من الفساتين الماكسي الملونة للسراويل واسعة الساق، والتوب ذات القطع الدينامي، ولم تخلو الأزياء المحتشمة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، من الجدل، فقد تسبب غلاف فوج العربية ردود فعل غاضبة، لتصوير العارضة، البالغة من العمر 21 عامًا، جيجي حديد، بالحجاب المرصع بالجواهر.
وكانت الانتقادات موجهة للاستيلاء الثقافي، واستخدام جذورها الفلسطينية باعتبارها وسيلة للتحايل على الموضة، بالطبع كان هناك احتجاج عالمي عندما تم حظر البوركيني، ملابس السباحة الإسلامية، في الصيف الماضي في فرنسا.
ولاحظت أستاذ الدراسات الثقافية في كلية لندن للأزياء، رينا لويس، أنه عندما يتم مزج الأزياء المحتشمة مع العلامات التجارية الكبرى والمسلمين يحدث القلق، متابعة "صناعة الأزياء علمانية على نطاق واسع، وهناك قلق مرتبط بالمسلمين والإسلام على وجه الخصوص، فغالبًا ما ينظر للمسلمين على أنهم مخترقين للإنتاج الثقافي الغربي"،
ولكن هذا الموقف السلبي قد تحول، كما تقول لويس، عندما بدأت البحث من أجل كتابها "الأزياء المسلمة: أنماط الثقافات المعاصرة"، وجدت أن المصممات المسلمات والمدونات وصاحبات المشاريع تعذر عليهن الحصول على انتباه العلامات التجارية الكبرى، والآن يعتبرون ارتداء الأزياء المحتشمة كضرورة بسبب القدرة الشرائية للمسلمين".
ووفقًا لرويترز ودينار، الاقتصاد الإسلامي العالمي ينمو بمعدل الضعف تقريبًا، فقد بلغ إنفاق المستهلكين المسلمين على الغذاء وأسلوب الحياة 1.8 تريليون دولار في عام 2014، ومن المتوقع أن تصل إلى 2.6 تريليون دولار في عام 2020.
وقبل أسابيع قليلة من إطلاق خط أزياء نايكي للمحجبات، الذي يستهدف الرياضيات المسلمات، أطلقت الشركة فيديو لجمهور الشرق الأوسط، ظهر فيه مجموعة متنوعة من النساء المسلمات تتزلجن على الجليد وتمارسن الملاكمة وركوب الخيل، والمبارزة، وكان التعليق الصوتي باللغة العربية، يقول: "ماذا سيقولون عنك؟ ربما سيقولون أنك فقت كل التوقعات".