يُفتتح خلال موسم هذا الشتاء معرض "North: Fashioning Identity"، وهو معرض جديد في سومرست هاوس في لندن يضم التصوير الفوتوغرافي المعاصر، والأزياء والوسائط المتعددة، لتسليط الضوء على كيف لا يزال واقع الحياة في شمال انجلترا في منتصف القرن العشرين يؤثر على أجيال جديدة من المبدعين.
ويمكننا أن نرى صورة لاثنين من الأصدقاء يمشون في الشارع، واضعين بكر لف الشعر على رؤسهما، ممسكين بحقائب "مولبيري ويلوز" الشهيرة، ما يعبر عن الفتيات في المدن البريطانية الشمالية في القرن العشرين. مع كامل الثقة، كنت سترى هؤلاء الفتيات تتجول في شارع كنيسة ليفربول في يوم السبت، لقضاء يومهم بشكل ممتع. وقد تم التقاط صورة "ديرين وديمي" في عام 2012، والذي يبدو أنها ستكون الصورة الافتتاحية للمعرض.
ويضم المعرض، الذي يبدأ في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، أكثر من 100 صورة فوتوغرافية وملابس أزياء وأعمال فنية لمجموعة من المصورين والمصممين والفنانين المشهورين بما في ذلك ألاسدير ماكليلان وكورين داي ومارك ليكي وجيريمي ديلر وأليس هوكينز وراف سيمونز وبول سميث، وفيرجيل أبلوه، بيتر سافيل، ستيفن جونز، غاريث بوغ، نيك نايت، جلين لوشفورد، جيمي هوكسوورث، بالإضافة إلى أمثال شيرلي بيكر، جون بولمر وبيتر ميتشل.
ويعد المصممون من شمال بريطانيا رموزًا خاصًا كالطاووس في مجال موضة، حيث أن الأزياء في الحقيقة، مثل الموسيقى وكرة القدم، إنها هوية المكان. وتقول ماريان جونز، محررة صحيفة التلغراف البريطانية: "في أول ليلة لي في لندن بعد أن انتقلت هنا في منتصف التسعينات، أتذكر عندما تساءلت بصوت عال لماذا لم يبذل أحد جهدًا هنا فكانت ليلة السبت وكنت أشرب الكوكتيلات في حانة باترزي وكان الجميع يرتدي الجينز وقد جففوا شعرهم. لقد بدوا بائسين جدا".على عكس ذلك في ليفربول هذا لم يكن مسموحًا به حيث كان الأهم من ذلك، ارتداء الملابس الخاصة بالمناسبات، بعد أن كنا ننفق جزءًا كبيرًا من أجورنا على الفساتين، والحقائب والأحذية. كان الشماليون، خلافًا لأبناء عمومنا الجنوبيين أكثر وعيًا، فخورين بالسماح بارتداء ما يرغبون".
القبعات والأحذية والجوارب كانت أدوات الشماليين للأناقة، وقد كان القرن العشرين شاهدًا على ميلاد أجمل فترة في تاريخ الأزياء النسائية على مر التاريخ، رغم أن الصور الملتقطة لهذه الفترة كانت جميعها بالأبيض والأسود فقط إلا أنها كانت مليئة بالحيوية والجمال. بالرغم من أن أزياء النساء في هذه الفترة قد تغيرت تغييرًا جذريًا وتحديداً في أعقاب نهاية الحرب العالمية الأولى، ما فقدته الشعوب في سنوات الحرب، حاولت النساء تعويضه في جمالهن، فبدأت الأزياء تتجه إلى الفساتين والجوارب والملابس الحريرية التي تعبر عن أنوثتهن، وكذلك الفرو الذي يعد من أجمل قطع الأزياء. كما كان من الناحية المثالية شراء قطع نادرة لأديداس ويتم شراؤها جنبًا إلى جنب مع سترة كاجوال أو ملابس للتزلج في متجر "Wade Smith".
وسوف يناقش المعرض المواضيع الموجودة في هذه الرؤى الجماعية في شمال انجلترا وسبب تمكن هذه المناطق، أو الممثلة لها، من أن تكون مصدرًا للإلهام والتي ما زالت مثالية ليومنا هذا.
العديد من الأعمال في المعرض سوف تقدم انعكاسات شخصية على شعور الفنان من الهوية الشمالية، بما في ذلك عدد من المقابلات مع المواهب الشمالية التي تبحث في كيفية تأثير مسقط رأسهم على انتاجهم الإبداعي على مر السنين. انها ليست مجرد تصميمات محلية؛ حيث أن المعجبين أيضا من يشكلوا وينشروا الروايات عن الشمال. كما سيتم عرض التأثير الدولي للنمط والثقافة الشمالية - الموسيقى والأفلام والرياضة والأزياء والمناظر الطبيعية والمجتمعات - من تصاميم بلجيكية مستوحاة من مصمم الأزياء الأمريكي فيرجيل أبلوه إلى المصممين البريطانين المشهورين.