ذاع صدى أسبوع الموضة في ميلانو، والذي يعدّ بمثابة ساعة الذروة في إيطاليا، ولكن قرّر المدير الإبداعي لدار أزياء بال زيليري الإيطالية للرجال في مدينة البندقية، روكو إنون، أن يكون مختلفا ويحول الأنظار إلى البندقية، حيث قال "إن ظلال البحيرة مع هذا اللون الرمادي العقيق وألوان الصدأ من قصر دوغي، والأزرق السماوي، كان بمثابة شعر للغة البصرية لمدينة البندقية".
وأطلق المدير الإبداعي المعين حديثا في دار الأزياء أول مجموعة له في الشهر الماضي خلال أسبوع الموضة في ميلانو للرجال، وتأسست بال زيليري في عام 1970 من قبل جيانفرانكو باريززا وأورون ميولا، أصحاب شركة النسيج. وأضاف إنون " يبلغ عمر دار الأزياء ما يقرب من 50 عاما، لذلك نمتلك أيضا بعض التراث، ولكن بشكل أكبر في الخبرة الصناعية، فنحن نعرف كيف نصنع الأقمشة من المواد والألوان الجميلة".
وعمل المصمم لعشر سنوات في قسم الملابس الرجالية في دار أزياء جورجيو أرماني، واختار التصاميم الرومانسية كنقطة انطلاقة. وتعدّ مدينة البندقية مركزا لحرفة الأزياء منذ عقود، وذلك بفضل موقعها على طرق التجارة التاريخية من الشرق إلى الغرب، وهي مقر وجود مصممي وفناني بال زيليري، ويقول إنون "نحن نعمل في ميلانة، ولكن نذهب إلى البندقية كثيرا، فهناك ثقافة لفهم الألوان واللوحات الفينسية الغنية ومليئة بالحياة والضوء، وهي جزء من نمط الحياة هناك".
واعتمد المصمم على تصميم المعاطف الصوف والقطيفة ذات الياقات، وكذلك المخملية اللامعة، وقد ظهر كل ذلك على منصة عرض الأزياء، وأوضح "أردت أن تكون المجموعة أكثر ليونة، وأردت إعادة عنصر الأناقة، حيث ما تزال تحتفظ إيطاليا بهذا الاتجاه في ملابس الرجال، ففي الملابس الأخرى نرى الرجال يرتدون ملابس تصغر قياسهم بثلاثة أرقام ليظهروا أجسادهم، وهذا ما أردت تغيره".
وصُمّمت هذه المعاطف التقليدية من الصوف والقماش المخملي ليعود إلى أناقة الماضي، مع ارتداء هذه المعاطف مع زوج من الأحذية والقميص الجلد، حيث قال " أحب فكرة أن يأخذ الشاب ملابس والده ويجري عليها بعض التعديلات ويضيف الرموز الجديدة، ولكن لا يهم ماذا، فهو دائما الرجل المثالي بالطريقة التي يرتدي بها ثيابه المريحة والذكورية، فالأمر لا يخص السلوك الرجولي العنيف".