نحن على أعتاب الشهر السادس من تولي تيريزا ماي منصب رئيسة الوزراء البريطانية، ولا يزال المحللون السياسيون عاكفون على تفسير مصطلح "المايوية" من وجهة نظر سياسية، إلا أن عالم الموضة والأزياء تمكن من تفسير هذا المصطلح الذي يشير إلى إيديولوجية تيريزا ماي، حيث يمكن القول إنها استغلت منصبها لدعم الموضة البريطانية ولكن ليس على حساب أناقتها.
النموذج الأبرز على ذلك هو إطلالة ماي خلال افتتاح أسبوع الموضة في لندن، فمن خلاله سلطت رئيسة الوزراء الضوء على صناعة الموضة، التي تٌعد أحد أهم الصناعات في المملكة المتحدة، والتي تساهم بنحو 28 مليار يورو سنويًا في الاقتصاد البريطاني، لم تكن ماي الوجه السياسي الأول الذي حضر أسبوع الموضة، فقد حضرت قبلها سامانثا كاميرون زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، والتي لطالما انتهزت فرصة ارتداء فساتين من تصميم أبرز المصممين في لندن مثل كريستوفر كين وروكساندا.
إلا أن هذا الأمر لم يناسب أسلوب ماي تمامًا، فنراها قد ارتدت يوم الافتتاح قميص أبيض جميل من مجموعة مودرن ريرتي التي تحمل اسم المصممين البريطانيين هاردينج وليفي بالمار، الذي أعرب عن فخره من هذا الأمر. كانت إطلالاتها إشارة مهمة على توسع الموضة البريطانية ودعم المصممين الشباب.
وفي الأسبوع التالي، نرى ماي ارتدت حذاءً يحمل ماركة بيت الأزياء البريطاني العريق نيكست، وهو ما يشي بأن رئيسة الوزراء تتسوق عبر الانترنت بشكل مضطرد، وبغض النظر عن وجود مصمم أزياء يعمل لدى ماي بشكل خاص، إلا أن هناك أخبار تفيد بأنها تزور بيت أزياء فلوديتي باستمرار.
تفضل ماي، عند اختيار ملابسها، ارتداء الماركات البريطانية، فقد أظهر تحليل أجرته إحدى مدونات الموضة والأزياء، أن ماي ارتدت ماركة أماندا واكيلي لما يقرب من 75% من الوقت منذ توليها رئاسة الوزراء، وهو ليس مفاجأة أن نرى أقوى منصب سياسي في بريطاني لم يحدد أسلوب ماي في الارتداء. فحتى قبل توليها هذا المنصب كانت ماي صارمة حول طريقتها في اختيار وارتداء الملابس.
منذ أن أصبحت ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة، رأيناها متألقة بأطقم تكشف عن صرامتها، مثل الحذاء المنخفض والسراويل الجلدية المثيرة للجدل والتي تُكلف حوالي 995 يورو، وبعد عيد ميلادها الستين بشهر واحد، وفستان بحري شبه رسمي للحفلات والمناسبات قصير ومكشوف عند الكتفين.