يعد أسبوع ميلانو فعالية مهمة ليس بالنسبة للإيطاليين فحسب، بل لكل صناع الموضة، ومع ذلك فإنه لا يزال يلقى مقاومة ومنافسة كبيرة من غريمه معرض "بيتي أومو" الفلورنسي فيما يتعلق بالأزياء الرجالية تحديدًا، فهذا الأخير أقدم سنًا كما يستقطب صناع الترف من كل صوب وصنف من دون أن يفرق بينهم أو يُقلل من شأن أحدهم ما داموا يراعون الحرفية والجودة.
ويستعرض المشاركون مرتان في العام، وهم بالمئات، قدراتهم الحرفية التي يطمحون من خلالها للتميز عن غيرهم، ثم إن تاريخ المعرض وعراقته ونوعية حضوره تتطلب الجدية أكثر، وإن كانت هذه الجدية تتناقض مع ما يجري خارج قاعات العرض، والمقصود هنا هم "الطواويس" من عشاق الموضة الذين يريدون لفت الانتباه بنفش ريشهم بكل الألوان والأشكال، ولأن هذه الأشكال والألوان تظهر رائعة على شبكات التواصل الاجتماعي، فإنها بدأت تجذب أسماء جديدة من بيوت الأزياء والمصممين المستقلين الذين يطمحون أن يسجلوا حضورهم بين شرائح الشباب.
ويعتبر كريستيان لوبوتان الذي دخل تصميم الأحذية الرجالية منذ بضعة أعوام واحدًا من هؤلاء، فقد كان ضيفًا مُكرمًا في الدورة الـ92 لمعرض "بيتي إيماجيني أومو"، إلى جانب مجموعة من بيوت الأزياء المعروفة، حول ساحة "سانتا ماريا نوفيلا" إلى مسرح رياضي جرت فيه مسابقات بولو بالدراجات الهوائية، بمشاركة ثمانية فرق من كل من فرنسا وألمانيا وهونغ كونغ وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
وكانت فكرة "بولو الدراجات، Bike Polo " قد وُلدت في مدينة سياتل في ولاية واشنطن الأميركية في عام 1999، حين تم استخدام الدراجات لأول مرة عوض الأحصنة، ولم يمر سوى وقت وجيز حتى انتشرت في باقي أنحاء الولايات المتحدة ثم أوروبا، لتصل إلى لندن في عام 2006 وهذا العام إلى إيطاليا,
ويعود الفضل في نقلها إلى أوروبا إلى يورغو تلوباس، الذي يُعتبر الأب الروحي لهذه الرياضة، وكان له الفضل في إحضارها هذا العام إلى إيطاليا مُغريًا المصمم كريستيان لوبوتان بالانضمام إلى هذه الفعالية بأحذيته، فكل الفرق المشاركة سترتدي حذاءًا رياضيًا من تصميمه بلون وخطوط مختلفة تعكس البلد، أو بالأحرى الفريق الذي ينتمي إليه.
ويشرح المصمم أن حذاء "أوريليان" Aurelien المستوحى من أحذية لاعبي كرة السلة في التسعينات كان نجم كل المباريات، إذ يتميز بنعل تُقويه قاعدة عريضة تضمن للابسه الراحة من دون أن يتنازل عن الأناقة، لا سيما وأن كريستيان لوبوتان استعان فيه بخبرات عدد من مصممي الأزياء الرياضية من أمثال لويزون بوبيت، وأشيمي و"سبورتي هنري" لتكون النتيجة موفقة على كل الأصعدة.
ولأن الأناقة يجب أن تكون متكاملة ولا تقتصر على الإكسسوارات وحدها، أشرفت دار "لاكوست" على تصميم ملابس الفريق الأميركي، فما تولت ماركة "سي إن كي" تصميم ملابس فريق هونغ كونغ و"هيوغو بوس" ملابس الفريق الألماني، وسانديك ملابس الفريق الإيطالي.