أين تتوقع أن تجد الشباب الألمع في بريطانيا في الساعات الأولى من صباح السبت؟ منذ وقت ليس ببعيد، كان سيتضمن الجواب البحث عن سيارة أجرة خارج أحد الملاهي الليلية الحصرية ولكن بالنسبة لليدي "ميليسا بيرسي"، فإن الجواب مختلف تماما، فتتذكر أحدث مغامرة لها وتقول: "لقد رافقني خمسة من أفضل صديقاتي إلى اسكتلندا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مليئة بالمغامرة، أقمنا في خيم، واستيقظنا الساعة 5:30 صباحا، ثم قضينا اليوم في الصيد، والتجديف بالنهر وركوب الدراجات الرباعية."
تتماشى هذه الرغبة في قضاء وقت العطلات في الريف مع الاتجاه السائد بين جيل الألفية لعيش حياة صحية، مما جعلهم يتخلون عن تعاطي المشروبات والمخدرات لصالح الاستمتاع بالمهدئات الطبيعية التي يقدمها الهواء النقي والنشاطات الريفية المحفزة للإندروفين، ولكن هذا الحماس المتجدد لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في الهواء الطلق يثير معضلة صعبة وهي: ماذا يرتدون؟
وفي الآونة الأخيرة، أتت إجابة السؤال مع ظهور سلسلة من العلامات التجارية الجديدة، وفتيات الإعلانات اللاتي يعرضن الأزياء الريفية الحديثة، إذ مزجوا بين الأزياء التقليدية الأكثر أناقة وأزياء معاصرة أكثر، وأخدت الليدي ميليسا البالغة من العمر 30 عاما، والمعروفة باسم "ميسي" بين صديقاتها، على عاتقها مهمة خلق تصور جديد للمظهر الريفي من خلال علامتها التجارية الجديدة "ميستامينا"، التي ستطلقها في نهاية هذا الأسبوع، وتقول عنها: "منذ كنت صغيرة لم يكن هناك ملابس مناسبة للبنات العصريات، وخاصة إذا كان لديهن ذوق متفرد في الأزياء"، وتضيف: "لذلك كنت مع أمي وأختي نشتري ملابس الأولاد بمقاسات صغيرة، أو نذهب للخياط ليصنع ملابس طبقا لذوقنا، وهذا مكلف للغاية".
بدلا من إعادة تصنيع المظهر التقليدي، الذي يُعد مرادف للحياة الريفية في بريطانيا، تقوم ميستامينا بتحديث الكلاسيكيات مع إضافة لمسات أكثر أناقة وإغراء، مع ترك مجال للتحرك بسهولة في الحقول. وبأسلوب أنيق سُميت كل قطعة باسم أحد كلاب العائلة، وتقول: "كان روبرت أول كلب لدى أبي، وكان لديه أنعم آذان لمستها في حياتي، لذا فقد قمنا بتسمية قميص ناعم جميل متوفر منه ثلاثة ألوان باسمه".
وتنصح فيما يخص الأزياء قائلة: "عندما تخرج إلى الهواء الطلق، من الجيد أن ترتدي طبقات، لأنك قد تشعر بالبرودة جدا أو بالحرارة جدا، وحينئذ سيمكنك أن تخلع أحد الطبقات لتتخلص من الشعور بالحرارة"، وتنصح أيضا بإرتدائها مدسوسة في الجينز عالي الخصر، وقد كانت حريصة على إبقاء الأسعار في متناول اليد، فتتراوح أسعار القمصان والسترات بين 70 جنيهًا إسترلينيًا و 90 جنيهًا إسترلينيًا.
بيرسي ليست وحدها في مهمتها لإضفاء لمسة عصرية على الملابس الريفية، إذ أطلقت الأختان لوسيا راك كين وروزي فان كوتسم علامتهما التجارية "تروي لندن" في العام الماضي، بعد أن أطلقتا في عام 2015 مجموعة تجريبية بالقطع الريفية التي صممتاها، قطعهم الرئيسية هي سترات واقية تجمع بين العملية – يُصنع من مادة مقاومة للماء وبه "زنط" لا يتحرك حتى في أشد العواصف - مع مظهر أنيق مُحسن جعله يجتذب دوقة كامبريدج، حتى إنها ارتدته مرتين في فعاليات عامة إلى يومنا هذا.
تقول فان كوتسم: "كان مجالا لا يوجد فيه الكثير من الخيارات، كنا ننظر إلى صديقاتنا في عطلة نهاية الأسبوع، ونراهن غالبا ما يرتدين معطف آبائهن القديمة مع الجينز الضيق، لذلك اعتقدنا أنه يمكننا أن نفعل شيء بهذا الشأن، إذ هناك الكثير من الطلب على الملابس الأكثر أنوثة وإثارة للاهتمام"، كما تقول ليدي أليس مانرس، وهي عارضة أزياء وكاتبة عن الموضة في صحيفة "تليغراف"، إن الطراز الريفي هو "شيء شخصي تماما - يرى بعض أصدقائي وأخواتي أن العطلة بالريف هي الوقت المناسب لاستعراض ملابسهن الفاخرة، وبطبيعة الحال، نحن جميعا نأخذ ملاحظات سرا حول الملابس التي نرتديها"، وتوصي بخلط علامات الأزياء مثل كلوي وإيزابيل مارانت، مع العلامات التجارية الحديثة للملابس الريفية ("هولاند &هولاند" و"تروي" هما المفضلان لها) مع مجموعة مختارة من الملابس التقليدية المفضلة لدى الأسرة.