اشتهر مصمم الازياء "كريستان لويوتان" بالكعب الأحمر للأحذية لتكون هي رمزًا لداره، حيث قادت الصدفة الأميرة كارولين دو موناكو، إلى محله في باريس، في وقت كانت فيه صحافية أميركية تقوم بعمل تحقيق عن بوتيكات باريس الأكثر جدّة وأناقة، فكانت له الشهرة العالمية الأوسع، حيث نُشر التحقيق في المجلة الأميركية " W" مع صورة كارولين دو موناكو التي كانت في بداية التسعينات رمزًا للأناقة المترفة، الأمر الذي أمطر عليّه مرة واحدة، الأميركيات المعجبات بالأناقة الفرنسية .
ويعتبر لويوتان حماسته المفرطة هي نقطة قوته، كما أنه يعتبر سر نجاحه يكمن في شغفه منذ صغره، بكلّ ما يتعلّق بالمرأة، خصوصًا أنه ترعرع في منزل يعجّ بالنساء المفعمات بالأنوثة: أمه وأخواته الأربع، في ظلّ غياب والده، وهذا ما صنع فارقًا كبيرًا في حياته وجعله يحترم المرأة وعالمها الخاص احترامًا شديدًا، ويقدره كلّ التقدير.
ويرى لوتوتان أن حياته مجموعة متتالية من الصدف السعيدة، ولكنّ سر نجاحه يكمن في إخلاصه الكبير لمهنته وذوقه الشخصي وحرّيته المطلقة في التعبير عمّا يحب من خلال تصاميمه وخياراته للمواد والألوان، موضحًا أنه في البداية كانت كل الكعوب التي يصمّمها ملوّنة بألوان مختلفة، لكنه قرّر منذ العام 1992 أن يقدم للمرأة الفرنسية التي تلتصق بالأسود التصاقًا شبه دائم وتزيّنه بأكسسوارات حمراء، مجموعة كاملة من الأحذية ذات الكعوب الحمراء، ومنذ ذلك الحين صار الكعب الأحمر رمزًا لأحذية كريستيان لوبوتان.
وأضاف أن مساعدته كانت تضع طلاء أظافر بلون أحمر لافت، عندما وصله الحذاء النموذجي من المشغل، وجده باهتاً لا يشبه الرسم الذي صمّمته، فنظر إليها متفحّصًا ما ينقصه، حين خطرت له فكرة غريبة، فطلب منها مساعدته في أن تعيره طلاء أظافرها، وأخذ يلوّن كعب الحذاء، ووجد أن الأحمر أبرز تصميم الحذاء أكثر، فاعتمده منذ ذلك الحين.
ويفضل لوتوتان المخمل باللون الأخضر الغامق والساتان باللون الأسود، والأزهار الليلكية والسماء الزرقاء والبحر الرمادي والأحذية السوداء والذهبية والبيج بلون البشرة، كما يستمد الهامه من النساء بشكل عام: مشيتهن، أحاديثهن، أصواتهن، تفاصيلهن، كذلك تلهمه الحدائق والمواد المتنوّعة وأمور أخرى من عالمنا الحديث، لافتًا أنه يصمم لنساء بشخصيات مختلفة لكن الأمر المشترك بينهنّ هو فخر كلّ منهنّ بكونها امرأة تفيض أنوثة، باختصار "أنا أصمّم لامرأة تعشق كونها امرأة وتجاهر بأنوثتها"، بحسب تعبيره.
ومن النجمات اللواتي ارتيدن من تصاميمه رينيه زيلويغر، وجنيفر لوبيز، ونيكول كيدمان، وماريون كوتييار، وأنجلينا جولي، بالإضافة إلى جون بول غولتييه، وعز الدين عاليه، وديان فون فورستنبرغ، الملكة رانيا، والأميرة كارولين دو موناكو، وكيت وينسلت، وكريستان دانست، وغوينيث بالترو، وكايت بلانشيت، ومادونا وتينا تيرنر، فيما يطمح أن ترتدي ملكة بريطانيا إليزابيت الثانية من تصاميمه، كذلك الفنانة فيروز، صاحبة الصوت الأسطوري.
وينصح المصمم الفرنسي الشهير، المرأة ان تختار الحذاء الذي ينبض لها قلبها فتقع في غرامه من اللحظة الأولى، أن تختاره لنفسها وليس ارضاءًا للأخرين، فقال :" لا تدعي صديقتك المقرّبة تختار عنك ما ترتدينه"، كما لا يمانع في أن تنوع المرأة من خياراتها حيث ويمكن للمرأة أن تختار حذاء كلاسيكيًا لهذه المناسبة، وآخر غريبًا ومبالغًا فيه لمناسبة أخر، فيمكن قول الكثير حول الحذاء الذي ترتديه المرأة لانه يمكن أن يحدّد إذا كانت تشعر بارتياح مع شكلها الخارجي، ومع أنوثتها، كذلك يمكن أن يدلّ الحذاء إذا ما كانت امرأة جدية أو مرحة أو كثيرة الحركة، كما يرى أن أناقة المرأة العربية مرصّعة دائمًا بلمسة من ذهب أو مجوهرات، وهو ما يعطي تلك الفخامة لإطلالتها.
يشار الى أن لوتوتان، ولد في باريس، عاصمة الأناقة العالمية، وبدأ حياته المهنية عام 1982 لدى مصمّم الأحذية شارل جوردانCharles Jourdan الذي كان يصمّم لدار كريستيان ديور، ثم عمل مستقلًّا لدور أزياء راقية مثل شانيل وايف سان لوران، كما افتتح داره الخاصة لتصميم الأحذية عام 1992، ويملك حاليًا أكثر من 43 بوتيكًا خاصًا في أنحاء العالم وقد عُرفت تصاميمه الجذّابة بكعوبها الحمراء التي باتت رمز دار كريستيان لوبوتان.