إذا كنت ممن شاهدوا الحلقات الأربع الأولى من الدراما البريطانية "The Last Post" على قناة الـ"بي بي سي"، فربما قد لاحظت ثقافة الموضة الفريدة، فتظهر مجموعة من زوجات رجال الجيش البريطاني مصاحبين لأزواجهم المنتدبين في مستعمرة عدن البريطانية السابقة في اليمن، متأثرون بالمناخ الجديد ، فضلا عما يعتقدون أن الاتجاهات النامية تعود إلى الوطن في لندن.
وتوضح مصممة الأزياء كيت كارين: "لقد بدأ العرض في الستينات، ولكن الكثير من الإطلالات التي نراها تعود للخمسينات، مع الجسد الرياضي المتناسب مع خطوط الرقبة العالية.. إنهم لم يشاهدوا أكثر اتجاهات الستينات تقدما والتي ظهرت في لندن، بالإضافة إلى كونهم زوجات رجال من الجيش في تلك الحقبة، فقد كان هناك لوائح غير معلنة للزوجات فيما يتعلق بما كان مقبولاً ارتداءه ".
قالت كارين التي انقطع عملها عند تصميم أزياء الشخصيتين الرئيسيتن في المسلسل - ربة المنزل أليسون ليثوايت، لعبت دورها جيسيكا رين، وأونور مارتن، لعبت دورها جيسي باكلي - لنها كانت تحتاج إلى النظر في كيفية تأثير الشخصيات بالزوجات الأخرى، والطقس، فضلا عن الخامات الجديدة المتاحة الوصول إليها في بيئتهم الجديدة.
تقول كارين: "السيدة روبنسون هي إشارة تنبعث إلى الذهن ما اذا شاهدنا أليسون". "إنها دائما تشعر بالملل، وتشرب الكحول بطريقة مفرطة، كما انها مهتمة بالأزياء لأنها في حاجة إلي ذلك فهو الشيء الوحيد الذي يعد متنفسا للترفيه عن نفسها، كل ما ترتديه ملابس ضيقة وتأخذ شكل الجسم والتي تتبلور بطريقة الخمسينات، فهي تلك الأنماط التي تتذكرها قبل الخروج من وطنها".
واضافت: "ظهرت شخصية أونور مارتن، التي وصلت مع زوجها لعدن مع بداية حلقات السلسلة الدرامية، وهي ترتدي بذلة خشنة، غير مريحة، ولكن عندما تعرفت على أليسون، بدأت تحاكي أسلوبها وشكلها، وقد تغيرت ألوانها المفضلة بعد استقرارها في المجتمع الجديد".
وبالإضافة إلى أزياء زوجات رجال الجيش، كلفت كارين أيضا بإعادة احياء الزي الرسمي الذي يرتديه ضباط الشرطة العسكرية الملكية في ذلك الوقت، وكذلك ما كان يرتديه الرجال والنساء المحليون في عدن. هذا الجزء الأخير، كما تقول، كان تحديا كبيرا بالنسبة لها.
وتقول كارين: "لم يكن هناك أي مراجع متاحة عن نساء عدن في تلك الفترة، ربما لأن النساء في هذه الثقافة لم يكنن متقدمات كما هم الآن، لذلك قمت بالتواصل مع بعض السيدات البريطانيات اللواتي ذهبن مع أزواجهن إلى عدن، وأخبروني بأشكال التنورات المختلفة التي احبوها، وكذلك من أين كانوا يحصلن على ملابسهن.. في تلك الأيام كانت النساء تصنع ملابسهن بأنفسهن، أو يرتدين القطع التي صنعتها لهم أماتهم عندما كانوا صغارا.. الخيار الآخر للحصول على أشياء جديدة كان شراء النسيج والذهاب إلى السوق للحصول على ما يريدون".
الحقيقة أن الزوجات كانوا يرتدون ملابس مخصصة معظمها سمح لكارين أن تكون أكثر إبداعًا من معظم التصميمات الأخرى، مما يجعل تقريبًا كل ما نراه على الشاشة مجهودًا رائعًا.