يعدّ العام الحالي، عاما وفيرا بنوعية كبيرة من معارض الأزياء الجميلة المنسقة، منذ النجاح الهائل الذي حققه ألكسندر ماكوين في معرض "سافاج بيوتي" في متحف متروبوليتان للفن في نيويورك عام 2011، كان لهذه العروض الرائجة تأثيرًا ضخمًا في خفض متوسط أعمار الحضور في المتاحف وتوجيه المؤسسات الكبيرة إلى الوعي الثقافي الشعبي، في نفس الوقت إعادة إحياء العلامات التجارية لتاريخها وإحياء الشغف والاهتمام.
وتحتفي دار كريستيان ديور للأزياء، على مساحة 32,000 قدم مربع في متحف الفنون "ديكوراتيفس"، بمرور 70 عامًا على إنشائها مع معرض استثنائي في باريس تحت عنوان "كريستيان ديور، مصمم أزياء الأحلام" يشمل جوانب متنوعة من هذه الماركة الفاخرة والذي يبدأ اليوم الأربعاء، ويستمر حتى 7 يناير/كانون الثاني المقبل..
ويعرض المتحف نماذج من أشهر تصميمات "ديور" التي أنجزها على مدى مشواره ولاقت إعجاب العديد من عشاق الأزياء على مر الزمان، ومنها تصميمات لنجوم السينما العالمية والشخصيات البارزة في العالم، حيث يضم المعرض حوالى 300 فستان من مجموعات الأزياء الراقية بين عامي 1947 و2017 والف وثيقة ومئة قطعة فنية تقريبا، وبرعاية فلورنسا مولر، يتم تقسيم المعرض إلى 23 موضوعا مختلفا مع غرف مخصصة لاستكشاف عمل المديرين المبدعين الفرديين على رأسهم كريستيان ديور، وهم مارك بوهان، إيف سان لوران، جيانفرانكو فيريه، جون غاليانو، راف سيمونز، و المدير الحالي ماريا غراتسيا شيوري.
وتعرض الفساتين بين مجموعة من الأثاث الرائع، والأغاني الفنية، التي اختارها أوليفييه غابيت، مدير المتحف، لإضفاء الطابع السياقي على قطع الموضة، وتوجد في الغرفة الأولى لوحة للرسام "سلفادور دالي" تزين حائط غرفة أزياء ديور الأولى، ويحتوي المعرض على مجموعة من الرسومات الأيقونية التي تبدو كرسم تاريخي، بما في ذلك مئات من الصور واللوحات الفنية التي تعيد مجموعة ديور إلى الحياة، كما توجد مجموعة من التحف الرائعة مستوحاة من مجموعة هوت كورتور؛ لتعليق الأزياء في غرفة بديكور يشبه ديكورات الحدائق مع تزينها بالزهور.
وتظل ديور مبتكرة بارعة في مجال اتصالها مع العملاء في جميع أنحاء العالم، حيث تنتج العلامة التجارية معارض متعددة في جميع أنحاء العالم "يتم تقاسم بعض القطع بين معرض باريس والمعرض الوطني فيكتوريا في ملبورن، و أستراليا"، كما تدير متحف خاص بها في منزل غرانفيل كريستيان ديور، وتنشر مجلة فصلية، 3 أو 4 كتب سنويا مع شركاء مثل أسولين وريززولي بالإضافة إلى أنها أنتجت فيلمًا وثائقيًا عنها "Dior and I"، ومع هذا المعرض، يمكننا القول إن "ديور" قد تجاوزت نفسها.