أصبحت البيئة هي الفكرة الرئيسة التي تنعكس على عالم الموضة، وقد كرّستها أسابيع الموضة أخيراً بقوة، وكأن جميع دور الأزياء أوكلت إليها مهمة تصميم مجموعات من وحي البيئة فقط، ولم يكن الأيقونة جورجيو أرماني Giorgio Armani بعيداً عن الأمر بل قدّم مجموعته بالأمس في أسبوع ميلانو للموضة بعنوان "الأرض".
كما هي دائماً إبداعات المُصمم المُخضرم أرماني رومانسية وأنثوية وحالمة وعلى أعلى قدر من الأناقة والفخامة، استلهم تصاميمه لربيع وصيف 2020 من وحي أسطورة "إيكو" الإغريقية وهي الفتاة الجميلة التي لا تستطيع التحدث والتعبير عن نفسها لكنها فقط تُردّد الكلمات، اختفت في الغابة وتدريجياً لم يبقَ منها سوى صدى صوتها، في إشارة قوية إلى كوكب الأرض والطبيعة التي تصرخ من حولنا.
قال جورجيو أرماني قبل العرض إن المجموعة تُعبّر عن رغبة في الطبيعة وضرورة حماية كوكب الأرض، ولم يجد أقوى من مجموعة تصاميم رائعة أثيرية تُذكّرنا بمدى جمال الطبيعة من حولنا وقُدرتها المُستمرة على إلهام أناقة امرأة أرماني.
اقرا ايضاًً:
جوان سمولز تتألق بفستان شفاف مُطرّز بالريش في أسبوع ميلانو
بلوحة ألوان طبيعية، عبّر عن البيئة بتدرّجات البني والأزرق الملكي والرمادي الفاتح، مع تقزّحات لونية تعكس أطيافاً مُتعدّدة من الألوان بفضل أقمشة الأورغانزا الشفافة، كما جسّد التلاعب بالإضاءة وكأنها أشعة الشمس التي تتغلغل داخل الغابات في التصاميم البرّاقة باللونين الأزرق الفاتح والوردي التي تنعكس بتدرّجات مُتنوعة بحسب حركة الأقمشة.
أما عن التصاميم، فبدأها بتوقيعه الخاص بالبذلة ذات السترات القصيرة والسروال الكلاسيكي باللون الرمادي تأتي مزدوجة الأزرار، وغلب على القسم الأول من التشكيلة إطلالات الكاجوال شيك بطابع رياضي، حيث استخدم السراويل الفضفاضة من الأقمشة اللامعة والسترات القصيرة والجامبسوت والبلوزات والتونيك المتوسطة الطول مع حضور قليل للتنانير لتكون الخطوط العريضة في مجموعته.
وبقصّاته النظيفة المينيمالية، عرض العديد من الفساتين الهدلة مثل الفستان الإغريقي باللون البني أو الفساتين المُزدانة بنقوش الأزهار، وقدّم بعدها القسم الثاني لإطلالات مصقولة عملية غلب عليها اللون الرمادي واختيار الأقمشة الفاخرة مثل الأقمشة المُتعرّجة البارزة وأخرى مُطرّزة وأقمشة الأورغانزا الشفافة التي شكّلت البلايزرات والكنزات الدقيقة القصيرة والسراويل الفضاضة، مع إضافة تصاميم منقوشة من وحي أوراق أشجار الموز باللونين الرمادي والوردي.
طابع الكوتور كان لافتاً وقوياً في تصاميم السهرات والمساء من خلال الفساتين الديكولتيه المُطرّزة، والكشكش المُتعدّد الطبقات والأوشحة بقصاصات الأقمشة والشراريب، وكأنها رسالة لإعادة التدوير، والتوب المُطرزة بزخارف الأزهار مع السروال من الأورغانزا الرمادي الشفاف، وكذلك التونيك الطويل اللامع مع السراويل الكلاسيكية.
كان للأكسسوارات دور مهم في إبراز فكرة أرماني عن البيئة، فجاءت بأحجام ضخمة دراماتيكية وكأنها حلقة الوصل بين الإنسان والطبيعة مثل القلائد المُتعددة الأدوار التي تناثرت عليها مُجسمات الفراشات والأزهار، والأقراط الدائرية الضخمة، ورأينا أحذية أوكسفورد لكن بنزعة أنثوية عملية، بينما الحقائب شهدت تنوعاً كبيراً مثل الحقائب من الشراريب المُلائمة للعطلات الصيفية والحقائب بمقبض دائري، ولفتتنا الحقائب الصغيرة الدائرية لتنضم إلى خيارتنا من صيحة Mini bags، بجانب كلاتشات السهرات.
قد يهمك ايضاً: