وصلنا للمحطة الأخيرة في مسار رحلة أسبوع الموضة في باريس وهي المدينة التي تظهر فيها الاتجاهات الحديثة قبل أن تتبلور أو تختفي في المدن الأخرى، وتمتلك دور الأزياء الشهيرة مثل "ديور"، "سان لوران"، "فالنتينو" و"سيلين" النفوذ الأكبر لوضع تطورات الموضة للموسم القادم، ويمكن تقسيم مجموعة أزياء خريف وشتاء 2018 إلى قسمين: "المتواضع" و"المثير" أو "التقليدي" و"الفاخر".
ونجد أن القائد البارز لهذا الموسم هو "سان لوران"، هذه العلامة التجارية المعروفة بجمال أزيائها المثيرة، من بداية مجموعتها الكلاسيكية عام 1966 إلى الأزياء الحديثة في الأعوام السابقة، من التنانير القصيرة والبدلة الكاملة باللون الأسود، لكن الأزياء تغيرت بشكل جذري في الأشهر القليلة الماضية، وفي حين أن لوحة المخرج الإبداعي أنتوني فاكاريلو قد تكون مناسبة لحفلات السجادة الحمراء بالكامل، فقد بدت تصاميمه القصيرة جدًا والمريحة غير واضحة هذا الموسم.
فبعد أن أصبحت سجادة هوليوود الحمراء مسيرات احتجاجية بعد فضيحة منتج الأفلام وينشتاين الجنسية وتحرشه بالفنانات، ووجود ادعاءات جديدة ضد المصورين والمصممين في صناعة الأزياء، أصبحت الملابس المحتشمة فرضًا بشكل مستمر، فإن أي عرض للجنس يمكن أن يضرب الوتر الخاطئ.
أن نتسائل هل لا يزال للجنس العلني مكانًا في الموضة؟ وهل يمكن أن تكون الأزياء المثيرة غير قابلة للانتهاء؟ قد يكون الوقت الراهن إلى جانب حملة #MeToo ووسائل التواصل الاجتماعية تأثيرًا أكبر على الموضة النسائية.
والجدير بالذكر أن بعض العلامات التجارية تشتهر بمناصرتها للمرأة وحقوقها، أمثال "جيفنشي" التي أظهرت علامات على حدوث تطور فبالنسبة لمجموعتها في هذا المجال، أحضرت كلير وايت كيلر بعض النعومة التي كانت تشتهر بها في منذ عملها مع "كلووي" فقد ظهرت معاطف الفرو للدلالة على شتاء أوروبا القارس، ثم تلتها المعاطف الطويلة والسراويل المنفذة بالقماش المربع الصغير فضلًا عن معاطف الجلد، وجميعها لا تزال تبدو مثيرة دون الكشف عن الكثير من الجسد.
وجاءت مجموعات أكثر العلامات التجارية جاذبية، ببعض الإيماءات إلى واقع حياة المرأة ، وإن كانت صغيرة. فكانت أحذية الكاحل الكاجوال في سان لوران وأحذية رعاة البقر في إيزابيل ماران تعني إمكانية عارضات الأزياء من السير بطبيعتهم بدلًا من التأرجح التي تشتهر به منصة عروض الأزياء، كما نجد الألبسة غير الشفافة كامتياز آخر للتطور والحداثة.
وأبرزت الصيحات الجديدة إضافة إلى الاحتشام، بعض المرح على التصاميم وقد شاهدناها لدى كل من لويس فويتون، وجيفنشي، وكذلك فإن الأقمشة المعدنية كانت موجودة وبقوة على منصات العروض بلونيها الذهبي والفضي، وقد برزت لدى كل من شانيل ورالف أند روسو، كما أن تنانير الكسرات وخاصة الطويلة أو المتوسطة كانت أحد أبرز صيحات الموضة وقد أوحت بالأنوثة والعصرية والإثارة على الرغم من ذلك.
وتقول ناتالي كينغهام، مديرة الأزياء والشراء في MatchesFashion.com "بالنسبة إلى زبائننا الذين يفضلون الأزياء الأنثوية والأنيقة، نحن نحبّ اتجاه الأوشحة التي تغطي الشعر وتربط تحت الذقن - إنها تذكرنا بالملكات، ولم يكن هناك اتجاهًا قويًا في أغطية الرأس لفترة من الوقت، إلا أنها تمثل تركيزًا كبيرًا في موضة 2018، من أغطية "بيرن"و "Maison Martin Margiela" إلى الحجاب السويسري الجميل في إردم ، وهو واحد من أكثر الاتجاهات الرائجة لهذا الموسم، كما تقدم "غوتشي" التي تعرض مجموعة كاملة من أغطية الرأس، أقنعة التريكو والحجاب الروسي بابوشكا إلى أغطية الرأس الكريستالية والحجاب المعاد صياغته ".