أكّد الحرفي الأردني، خضر شعيبات، أن حرفة تشكيل المجسمات والأشكال من خشب الزيتون، هي من أصول فلسطينية وخاصة في مدينة بيت لحم التي تتم فيها التشكيلات ذات الرموز الدينية، وهي مجموعة من الفنون الحرفية التي تقوم بها الأيدي الماهرة لتحويل الخشب إلى فنون جميلة نابضة بالحياة
ويعتبر الحفر على الخشب من أقدم الفنون الجميلة في التاريخ بدأ به الإنسان منذ العصور القديمة وقد زين العثمانيون الأبنية المختلفة بالأجزاء الخشبية سواء كانت حفرًا على الخشب أو نقشًا عليه أو تلوينه وذلك مثل منابر المساجد والصناديق وحوامل المصاحف وصناديق الملابس، والخزائن، والكراسي، كما استخدم في الحفر على الخشب لتشكيل رسومات هندسية جميلة
وأوضح شعيبات أن مهنة تخريم خشب الزيتون من المهن الهامة التي تحتاج إلى إتقان في صناعتها لإخراج قطع فنية جميلة، مشيرًا إلى أن هذه القطع لا تحتاج إلى آليات لإنتاجها بل هي بحاجة إلى أدوات بدائية بسيطة، ومنوّهًا إلى أنه يُحضر خشب الزيتون من جبال جرش وعجلون، كون هذه المناطق هي الأكثر شهرة في الأردن بإنتاج أشجار الزيتون، ولا يعتبر شعيبات أن هذه المهن من المهن المتوارثة كون الموجودين في هذه المهنة كثيرون لكن الأشخاص الذين يتقنوا فن هذه القطع هم قليلون .
وكشف شعيبات ان السائح يلجأ إلى شراء خشب الزيتون المشكل كالتماثيل والصلبان والآيات القرآنية، لافتًا إلى أن سعر القطعة يختلف بحسب حجمها والوقت الذي استغرقته في إنجازها، ويشارك شعبيات العضو المؤازر في الجمعية الأردنية للحرف التقليدية في البازارات المختلفة لغايات تسويق منتجاته .
ويرى شعيبات أن حرفة تشكيل خشب الزيتون بحاجة إلى التعايش مع شجرة الزيتون العريقة والتي هي جزء من التراث قبل أن يتم تشكيلها، ويتميز تشكيل الخشب بألوان طبيعية تمويجية وهذا التمويج يعطيها جمالية خاصة، وأفاد شعيبات أن شجرة الزيتون في الأردن شجرة مباركة وما ينتج عنها بالتأكيد له ميزة خاصة .