أكدت الفتاة السعودية ومن خلال العديد من المجالات التي اقتحمتها، أن العزيمة والإصرار على النجاح هو هدفها في أي مجال تخوضه، لاسيما أنها تختار دائما الأنشطة التي تناسب عادات وتقاليد المملكة.
الفتاة "فوزية محمد بن سليمان" البالغة من العمر 32 عامًا، هي أحد النماذج التي دعمت موهبتها بالدراسة، ومن ثم اتجهت إلى العمل الحر، لتكون نموذجا لإصرار الفتاة على النجاح، فهي أول سعودية تنشئ مصنعا للشموع، بل أنها تعتمد في مشروعها الصغير الذي تكلف 116 ألف ريال على أيدي وطنية من فتيات وجدن في العمل فرصة لتحقيق أهدافهن، مهما كان نوع النشاط سواء كبيرا أم صغيرا.
وتقول فوزية :"بدأت مشروعي التجاري من خلال مصنع الشمع الذي بدأته برأس مال 116 ألف ريال، مستعينة بأيدي نسائية سعودية"، وتضيف : "حلمي يتخطى المحلية والإقليمية، إذ أعكف على أن يصل إنتاجي للشهرة العالمية وأن يكون ماركة مسجلة ويباع في جميع أسواق ومراكز العالم، خاصة أن تصنيع الشموع في المملكة محدودا جدا"، مشيرة إلى أنها بدأت أولى خطوات المشروع عندما كانت تعمل في المصنع الوحيد في المملكة لصناعة الشموع "بلد الشموع" وهو من قام بعمل الدراسة وانطلقت للبدء كأول سعودية في هذا المجال.
وتتابع فوزية بن سلمان، وهي خريجة قسم التاريخ من جامعة الملك عبد العزيز وحاصلة على دبلوم في تصميم الديكور :"بدأت العمل في أحد المصانع الكبرى في جدة قبل أن أفتتح مشروعي وأستمريت في العمل به لمدة عام كامل، إضافة إلى التحاقي بالعديد من الدورات التي تصقلني في هذا المجال، وراودتني الفكرة بضرورة افتتاح المشروع، وبالفعل تقدمت لبرنامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع "باب رزق جميل" بالحصول على قرض، وقدمت لهم دراسة الجدوى حول المشروع وبالفعل قام بدعمي وإقراضي مبلغ 96 ألف ريال وأضفت إليه 20 ألف ريال لأتمكن من افتتاح المشروع لأني كنت أريد الاستقلال.
واستطردت أن باب رزق جميل دعمني ورحب وأشاد بالفكرة عندما طلبت الحصول على قرض، بل قام مدير مركز باب رزق جدة، علي القحطاني، وعدد من الأخصائيين، وحضر معهم خبير من لندن و أعجب بإنتاجنا بل قام بشراء هدايا تذكارية من الشموع معه إلى لندن .
فتيات سعوديات
عدد العاملين الذي بدأت بهم عملية التصنيع تقول: جهزت المكان واشتريت الماكينات التي كلفتني الـ85 ألف ريال، واشتريت خامات التصنيع والألوان، ووفرت أيدي نسائية سعودية، وكانت في البداية ثلاث فتيات بعد أن قمت بتدريبهن على تصنيع الشموع خطوة بخطوة"، كما أضافت أن تصنيع الشموع ليس أمرا صعبا فهي مهنة تحتاج إلى حرفية عالية، وخاصة أن الشموع تأتي من الصين عبارة عن قوالب ونقوم بتذويبها في الماكينات الخاصة لإذابتها، وهي عبارة عن هيترات "طاقة كهربائية "، بعد ذلك يضاف عليها البودرة والمثبت والروائح ونشكلها بحسب الموديل والأشكال سواء قوالب أو كلمات أو أسماء أوكاسات وجميع ما يطلب منا نقوم بتنفيذه
وتحدثت فوزية عن عملية التسويق التي تعتبر من أهم مراحل النجاح لأي مشروع بقولها: "مر على افتتاح المصنع 3 أشهر، وأقوم بتصنيع الهدايا وتوزيعها على بعض المحلات التي تعاقدت معها ويبلغ صافي ربحي شهريا من 6 إلى 7 آلاف، وهذا جيد جدا لاسيما وإنني في البداية"، مضيفة: "تعرضت في الشهر الأول لخسارة لأن الفتيات كن مازلن تحت التدريب".