اوراق البردى

استخدم الفراعنة ورق البردي في الكتابة والرسم ليكون مرآة نقلت لنا ما كتب عليه من صور متكاملة عن حياتهم اليومية بكل مفرداتها ومشتملاتها، وأصبحت الكتابة عليه فنا يعكس جمال وعظمة حضارتهم، بجانب استخدامات أخرى كصناعة المراكب والحصير والصناديق، ولكن قيمته الأساسية كانت في صنع أوراق الكتابة، وكانت هذه الأوراق نواة لابتكار الورق الحديث، حتى أن لفظة Paper الإنجليزية مشتقة من كلمة Papyrus الدالة على ورق البردي.

ولم يسجل عبر التاريخ بدء استخدام القدماء المصريين لورق البردى الذي كان وسيلة اتصال فعالة ترجم من خلاله حضارة 7 آلاف سنة .والسؤال الذي يطرح نفسه هل انتهت زراعة وتصنيع البردي بانتهاء الفراعنة؟.. الإجابة: لا فقد احتكرت محافظة الشرقية دون محافظات مصر بل على مستوى العالم زراعة وتصنيع نبات البردى ففى قرية "قراموص" التابعة لمركز أبو كبير بالشرقية مازالت زراعة البردى هي المحصول الأساسي لغالبية أهالي هذه القرية.

مرحلة الزراعة :

يقول الحاج "وجيه عبد الحميد" أحد كبار مزارعي البردي في " قراموص": إن زراعة البردي مربحة ماديا وإن كانت مرتبطة في رواجها بالسياحة صعودا وهبوطا, إلا أن غالبية المزارعين لم يمتنعوا عن زراعته، وأشار إلى أن أفضل مواسم زراعته فى فصل الصيف وذلك لأنه يحتاج لكميات كبيرة من المياه .  ويتراوح طول الواحدة من نباتات البردي بين 7 أقدام و10 أقدام, ويدخل في هذا الطول الجزء العلوي الذي يحمل الزهور كما أن أقصى اتساع يبلغ بوصة ونصف تقريباً, وساق البردي تتكون من جزئين قشرة خارجية خضراء اللون رفيعة صلبة ولب داخلي, وهذا اللب هو الذي يستخدم في صناعة أوراق البردي.